ديمقراطية البيت الأبيض

ديمقراطية البيت الأبيض

محمد علي صابوني

[email protected]

إذا كانت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تدعي تصدير( الديمقراطيات ) إلى شعوب المنطقة العربية والعالم/ الثالث / كما صنفوه ، فلماذا لم تعترف تلك الأخيرة بنتائج الانتخابات الفلسطينية والكل قد أجمع بأن تلك الانتخابات كانت نزيهة وبأن الشعب الفلسطيني قد عبر من خلالها عن رأيه الحر وبدون أية ضغوط 0 وبغض النظر عن قدرة حماس في تسيير أمور الشعب الفلسطيني أو عدم قدرتها وهذا يعود إلى عدة عوامل والكل يعرف كيف تمت محاربة حماس وقطع المعونات عنها لإثبات عدم كفاءتها .

إذا ً فأمريكا في حقيقة الأمر لا تريد للشعوب أن تنعم بالديمقراطية الحقيقية ، بل تريد أن تصدّر لهم ما تشاء من ( ديمقراطيات ) معلبة بحسب ما ترتئي هي وبحسب ما يتماشى مع مصالحها في المنطقة وبالتالي فإن الديمقراطية التي لا تتناسب مع مصالحها هي ديكتاتورية وربما أصولية و إرهاب  0

وإلا فلماذا كل هذه المعمعة التي حصلت بعد أن أظهرت الانتخابات الفلسطينية فوز حماس الواضح والأكيد والذي عبر عن إرادة الشعب الفلسطيني كما أكد المراقبون على تلك الانتخابات 0

وهل الرفض الأمريكي لحركة حماس هو بسبب مواقفها وآرائها المعتدلة والعادلة 00؟

أم لأن حماس سعت وتسعى إلى كشف الأكاذيب والادعاءات الأمريكية والإسرائيلية والكشف عن مئات المليارات التي اختفت في عهد الحكومة الفلسطينية السابقة ؟0

ولنفس هذه الأسباب فقد هددت الولايات المتحدة  آنذاك بقطع المعونات عن السلطة الفلسطينية  وقد فعلت وهذا ما يدعو للاستغراب فكأنها لا تريد لتلك المعونات أن تصل إلى الشعب الفلسطيني فهي 00أي الولايات المتحدة لم تهدد بل لم تلمح في الماضي بقطع تلك المعونات عن الحكومة التي عرف عنها الفساد والإفساد 0

 وما الضرر فيما قد طرحه زعماء حماس من استراتيجيات للمستقبل الفلسطيني وهم كانوا واضحين في طرحهم وينشدون مصلحة شعبهم وأمتهم 0

أم أن حماس من وجهة النظر الأمريكية تنتمي إلى قافلة الأعداء التي تم اختراعها

 في واشنطن وتل أبيب000؟

الشيء الآخر الطريف هو عندما  تحركت الشعوب الإسلامية لرفض ما قد تم نشره من إساءات للرسول الكريم

لم يعتبر الغرب ذلك بابا ً من أبواب الديمقراطية والتعبير عن الرأي وهو كما نعلم ويعلمون قد مثل رأي الملايين من المسلمين ، بل على العكس فلقد تم وصف تلك الرسومات المشينة بأنها حرية لرأي من رسمها ونشرها ، بينما تم وصف كل تلك الاحتجاجات والمظاهرات بأنها تندرج ضمن سياق الأصولية والإرهاب 000!!

إذا ً فالديمقراطية الأمريكية هي قابلة للتعديل والتشكيل فهي كالحرباء التي تغير وتلون جلدها بحسب ما تريد وبحسب ما تتطلب مصالحها وأهدافها 0