الحرب الصليبية الاسبانية ضد المغرب
عبد الحق فيكري
يقوم الإعلام الاسباني موجها من الاستخبارات الاسبانية بحملة صليبية غير مسبوقة ضد المغرب ملك المغرب والمغاربة و لعل النعوت القدحية التي يطلقها بعض الصحفيين على الملك، والتي تتجاوز أخلاقيات مهنة حجم المتاعب، تبين حجم و دناءة هاته الحرب الصليبية.
وتستغل بعض الصحف الموالية لليمين خصوصا كل حادث يمس المغرب من قريب أو بعيد، لتضفي عليه طابع المبالغة والتهويل والإثارة، مثل حاذث المغرر بها امنيتو حبدر، وليضع الصحفيون الاسبان أصابعهم في آذانهم، لتتبعها عملية النواح ولطم الخدود للتشكيك في سياسة المغرب الخارجية اتجاه قضايا حساسة كقضية الإرهاب والهجرة والمخدرات، أما قضية الصحراء وسبتة ومليلية ،فكانت دوما تخضع لملعقة الصحفي الاسباني، الذي يمج توابل المغرب في هذين الملفين.و قد سبق لجريدة ألموندو - في حماقة غريبة - أن نسبت تفجيرات قطارات مدريد إلى الاستخبارات المغربية، انتقاما من المغرب لجزرة "ليلى" أو جزيرة الماعز.
ايل باييس و الموندو وغيرها من المنابر تختار بعناية الكلب والسلوقي المناسب للنباح في وجه المغرب، او لمطاردة أرانب الملفات المغربية،
الاسباني عموما هكذا، لديه عقدة نقص حيال الإنسان المغربي، دائما يتوهم ، أن هذا المورو( المغربي) سيهاجم اسبانيا يوما وسيفترس النساء الشقراوات الاسبان ، و لهذا هم يتدربون على مصارعة الثيران، خوفا من حضور الثور المغربي الفحل ذات ليلة مظلمة ليشرع في تلقيح البقرات الاسبانيات .
قضية الصحراء هو تابل آخر يضيف تفاعلا كيميائيا عجيبا لهاته العلاقات، وطالما حضر هذا الملف بقوة كمادة دسمة في الإعلام الاسباني، و عموما يكون الولاء للبوليساريو ولاء مطلقا وواضحا وجليا .
بيدرو كناليس أحد الصحفيين الاسبان المشهورين و المشتبه في صلاتهم الوثيقة بالمخابرات الاسبانية، يهوى التحليق كثيرا حول أسوار اتواركة بالعاصمة الرباط، إلى حد تشبيهنا له بالغراب الأسود، هو ينعق بمناسبة أو بدونها كلما تعلق الأمر بالمغرب والمغاربة وملك المغرب، ليتحول هذا الطقس إلى إدمان ، وفي سؤال سبق أن وجه إليه عن رأي الصحافة الاسبانية في ملك المغرب صرح قائلا : " من واجبي أن أقول، إن تقييمها إيجابي عموما. تراه ملكا شابا، عصريا، يمتاز بديناميكية، ومقاول جيد، لكن الفكرة الشائعة أنه، كرئيس دولة، لا يتوفر على مشروع واضح المعالم، وأنه أحيانا يبدو وكأنه يناهض الديمقراطية ولا يعمل بها في حدود عدم المساس بسلطاته وصلاحياته".
ثم يدس السم في الطعام الإعلامي، ساعة يشاء( او ساعة تقرص يتلقى الضوء الأخر من المخابرات الاسبانية)، لينعث الملك بأوصاف أخرى أكثر قدحية ولو من باب التلميح. أسوة بمجموعة أخرى من هواة القنص في مستنقع العلاقات المغربية الاسبانية المتأزمة تاريخيا.
منذ اعتلاء الملك محمد السادس عرش البلاد تأكدت ظاهرة، أضحت قائمة الآن، تخصص بعض المنابر الإعلامية الاسبانية في مهاجمة المغرب و ملك المغرب و رسم صورة سلبية عن المغربي في ذهنية الاسباني، وهي منابر معروفة منذ عهد الحسن الثاني، بعدائها غير المثير للعجب والاستغراب ، الظاهر أو المستتر، للمغرب ولملكه ، وكل خبر يمس هذا البلد الجار والعدو الطبيعي والتاريخي المستوطن للاوعي الاسباني، يلقى الصدى السريع والمباشر في جملة من وسائل الإعلام الاسبانية المرئية والمكتوبة و المسموعة ، حتى ولو كان الأمر مرتبطا بمجرد إشاعة أو "خبر" صادر عن جهة غير موثوق بها ، و خصوصا قضايا الإرهاب و المخدرات والهجرة السرية ، أما قضية الصحراء، فكانت على الدوام منطلقا للنفخ في الإشاعات والأخبار غير الموثوق بصحتها، ومادة دسمة للاجهاز على المغرب دولة وحكومة وشعبا وملكا، سيما بعد إعلان المغرب عن مبادرة الحكم الذاتي التي أربكت كل الجهات المعادية للبلاد.
لقد أضحى معروفا عن الوسائل الإعلامية الاسبانية ، سرا أو جهرا،أنها تتحامل على المغرب وملكه، و أنها تستغل أية ثغرة، مهما كانت بسيطة، لإثارة جو من الشك والريبة وافتعال التساؤلات، وخلق الإشاعات حتى ولو اقتضى الأمر ذلك، أو تضخيم تصرفات عادية بعد فصلها عن سياقها الحقيقي.
لا يستبعد البعض أن هناك جهات تستهدف الملك والعائلة الملكية، وأن الحرب الصليبية الاستخباراتية ضد الملك والشعب المغربي تقوت أكثر بعد إطلاق مشاريع سياحية منافسة لنظيراتها في اسبانيا ، وقاعدة عسكرية في الشمال مجاورة لسبة ومليلية المحتلتين.
ولا تتردد –تلك الجهات- في استغلال الإشاعات أو النفخ في تصرفات أو أحداث عادية جدا بغية تحقير المغرب في عيون الرأي العام الدولي، ولو أدى الأمر إلى هجوم مجاني على الملك لإفقاده هيبته وبريقه بين المغاربة، و لتصويره كملك وجوده كعدمه.
ومما يسهل مهمات هذه الجهات في النيل من المغرب، استعمالها لبعض المغاربة المقيمين بالخارج، أو بعض الصحراويين المغرر بهم، والذين يعتبرون أن وضعهم وتموقعهم هناك ، يمكنهم من إظهار رغبتهم في تحقير المغرب لإبراز شخصيتهم، وشبكة الانترنيت تعج بكتابات هؤلاء الأشخاص، لكن دون أن يتمتعوا بالشجاعة الأدبية للكشف عن هويتهم، شغلهم الشاغل هو محاولة النيل من سمعة الآخرين.
إن هم تلك الجهات المعادية للمغرب ولملكه، هي العمل على إظهار بأن الحكم المغربي هو حكم ضعيف، وفي هذا الصدد سبق لبعض الجهات أن استغلت حمل بعض أعضاء الحكومة لجنسيات أخرى، إضافة للجنسية المغربية، ولعبت على تباهيهم بحمل جنسية ثانية للنيل من المغرب على الصعيد العالمي.
ففي أكثر من مناسبة لوحظ بوضوح، أنه من حين لآخر، يتم تسريب بعض الأخبار أو الإشاعات إلى بعض الصحف، منها من تسعى لتحقيق سبق صحفي، ومنها من تروم التهويل والاجتهاد في النفخ في بعض الأحداث أو التصرفات العادية لعرضها كنقط .