سيناريوهات الحرب جاهزة في منطقة الشرق الأوسط
استطلاع :
باريس - خاص
طرح مركز الدراسات العربي – الأوروبي من 29- 11الى7/12/2009 سؤالاً فحواه : " بعد تعثر مسار السلام في الشرق الأوسط ، هل تتوقعون نشوب حروب في المنطقة ، ومن ستكون اطرافها ؟ " . ساهم في الرد على هذا السؤال من جنسيات مختلفة من العالم العربي والغربي ، وممن ينتمون الى شرائح اجتماعية متنوعة. وبنتيجة الأراء التي ابدوها تبين ان هناك عدة وجهات نظر يمكن الإشارة اليها وفق التالي :
1- ما نسبتهم 34.5 % اعتبروا ان سيناريوهات الحرب جاهزة في منطقة الشرق الاوسط وان المشاورات مستمرة ما بين (اوباما- ساركوزي - ميركل – نتنياهو ) ومتوقع حصول حرب بعد تعثر مسار السلام في الشرق الاوسط . ورأوا ان هذا السيناريو المعد هو نفسه الذي حذر منه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والذي قد رجح نشوء مثل هذه الاحتمال العسكري خلال الاشهر القليلة الماضية .
2 –ما نسبتهم 32.5 % لا يتوقعون نشوب حرب بسبب تعثر مسار السلام في الشرق الاوسط . ورأوا ان المنطقة بحاجة لتحرك بالاتجاة الايجابي لجميع الاطراف والحرب ليست خياراً ايجابياً للجميع . وبرأيهم ان التجارب السابقة في الحروب العربية الاسرائيلية اثبتت فشلها لجميع الاطراف ، فالعرب ليسوا مستعدين للحروب واسرائيل في موقف ليست بحاجة فيه لحرب .
3 – ما نسبتهم 31.1 % اعتبروا انه في حال نشوب حرب في المنطقة ستكون حرباً تحريكية وليست حرباً حقيقية . ورأوا ان اهداف نشوب الحرب التحريكية من اجل تجاوز العقبات التي تعترض التطبيع الكامل بين دول المنطقة -دون استثناء . وتوقعوا ان تكون الاطراف المعنية بهذه الحرب هي ايران واسرائيل ويتم من خلال هذه الحرب توجيه ضربة جوية اسرائيلية للمفاعل النووية الايرانية . ولم يستبعدوا حصول عدوان محدود على حزب الله وحماس في غزة من قبل اسرائيل . وفي المقابل رأوا ان سيناريو آخر لحرب اقليمية مطروح وان مؤشرات هذه الحرب طبول الحرب الطائفية في منطقة الشرق الأوسط تقرع ما وراء الكواليس ونذير هذه الحرب الطائفية يلوح في الافق ومنها الصراع الايراني – السعودي وذلك لتحقيق مناطق نفوذ طائفية مثلما حصل في العراق بالاضافة الى الحرب السعودية اليمنية ضد الحوثيين.
رأي مركز الدراسات العربي – الأوروبي :
لقد وصلت مساعي السلام في الشرق الأوسط الى طريق مسدود حيث اعلن المسؤول الفلسطيني المعني بالتفاوض مع الإسرائيليين صائب عريقات ان كل امل بتحقيق السلام قد تبدد وأن كل ما تم الأتفاق بشأنه مع اسرائيل قد اصبح بحكم الملغى .
وجاءت مواقف المسؤول الفلسطيني بعد ان رفضت اسرائيل العودة الى طاولة المفاوضات من حيث انتهت اليه في السابق كما رفضت الأنصياع للضغوط الأميركية التي دعتها الى وقف الإستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية ، وتبين بالمقابل ان المجتمع الدولي اعجز من ان يمارس أي ضغوطات على اسرائيل لتحقيق سلام عادل لآ بل ذهب المجتمع الدولي الى دعوة العرب الى التطبيع الإقتصادي والدبلوماسي مع اسرائيل من منطلق ان مثل هذه الخطوات تؤسس لبناء الثقة المفقودة فيما الهدف الحقيقي من وراء ذلك منح اسرائيل امتيازات دون ان يحصل العرب وخاصة الفلسطينيين على أي شيء بالمقابل . ولوحظ ان هناك محاولات للتلويح بأن صلب المشكلة في الشرق الأوسط هو مع ايران بسبب مشاريعها النووية وليس مع اسرائيل التي تحتل اراضي عربية عنوة دون أي اعتبار لقرارات الشرعية الدولية منذ العام 1967 . وكل ذلك يوحي بأن هناك ازمة فعلية الأن في الشرق الأوسط وهذا ما دفع بالعرب الى تبني موقف سيتم تقديمه الى مجلس الأمن ويقضي بأن تعترف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 وبأن تعمل على الزام اسرائيل على احترام هذا القرار وتنفيذ مضمونه . وكان من الطبيعي ان تثور ثائرة تل ابيب من هذا التوجه وأن توظف كل جهودها الدبلوماسية من اجل تمييع هذا الموقف الذي تتم مناقشته اليوم في اروقة المفوضية الأوروبية والذي ادى الى انقسام الأوروبيين على انفسهم . من هنا ليس من المستبعد ان تلجأ اسرائيل الى تحويل انظار المجتمع الدولي بإتجاه أخر قد يكون عبر افتعالها حرباً مع حزب الله في لبنان او عبر اثارة قضية عسكرية ما مع سورية او عبر اعادة احتلال ما تبقى من اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية او يمكن لها الذهاب الى ابعد من ذلك عبر شن غارة ضد المنشأت النووية الإيرانية لتخلق من وراء ذلك حرباً اقليمية تكون اسرائيل الطرف الذي اشعل الفتيل ووقف يتفرج على التداعيات التي ستحصل حتى وإن وصلتها بعض رشقات الصواريخ الإيرانية . ولا نقول ان هذه الإحتمالات مؤكدة ومن الضروري ان تحصل ولكنها من ضمن التوقعات التي يرسم حولها الكثير من السيناريوهات تمهيداً لتنفيذ بعضها في المدى المنظور او على المدى البعيد .