حزب الكاتدرائية بيتنا وحظر بناء المآذن

محمود القاعود

[email protected]

كما هى عادة حزب الكاتدرائية بيتنا فى كل زمان ومكان وبعدما يتعرض الإسلام   لحملات ضارية  فى دول غربية ، ويتعرض المسلمون لإيذاء معنوى ومادى يحرمهم من أبسط الحقوق فى دول تدعى الديمقراطية والليبرالية والمواطنة .. تجد قطعان الحزب الهائج الملعون تخرج بـ الجنازير والسنج والمطاوى والسواطير والسيوف وماء النار ، وتجوب شوارع العالم الإسلامى لتضرب أى مسلم غاضب ثائر مما يجرى لإخوانه فى الغرب من انتهاك لحرياتهم الدينية وازدراء لمقدساتهم الإسلامية ..

فعلها حزب الكاتدرائية بيتنا فى العام 2006م إبان ثورة الغضب التى اجتاحت العالم الإسلامى ، بعدما قام بعض الخنازير فى الدنمارك بازدراء قدس أقداسنا محمداً صلى الله عليه وسلم – فداه روحى ودمى ومن فى الأرض جميعا .

وقتها دعا حزب الكاتدرائية بيتنا الناس للثورة من أجل الديمقراطية والليبرالية والمواطنة ، بدلا من التخلف والتظاهر وإعطاء الغرب صورة سيئة بأننا " إرهابيون " ، " متخلفون " ، " ظلاميون " ، وفوق ذلك لا بد أن نخرس لأننا نستورد الأنسولين من الدنمارك !!

وتناسى حزب الكاتدرائية بيتنا ، أنه لو قامت صحيفة مصرية بنشر نفس تلك الرسوم الدنماركية الحقيرة ، بحق شنودة الثالث ، لخرجوا إلى الشوارع حفاة عراة كيوم ولدتهم أمهاتهم ليطالبوا بقتل رئيس التحرير الوهابى المتطرف الذى ازدرى صاحب الجلالة والقداسة المعصوم الذى يتفضل على الناس ويظهر لهم فى صورة بشر بدلا من صورته الحقيقية !!

وها هو اليوم حزب الكاتدرائية بيتنا يعيد نفس " الحدوتة " بعدما قررت الحكومة السويسرية حظر بناء مآذن المساجد فى ديسمبر 2009م .. بلا أدنى شك حظر بناء المآذن عمل عنصرى بغيض قبيح مجرم يفضح أكذوبة ديمقراطية الغرب .. لكن حزب الكاتدرائية بيتنا ، أعلن أنه عمل ديمقراطى نبيل وأنه لابد من احترام إرادة الشعب السويسرى !

وطفحت  مقالات عبدة الفرج والشرج  فى كل مكان فى انتفاضة أرثوذكسية جديدة ، سبقتها منذ أسابيع  انتفاضتهم الطائشة الفاشلة ضد النقاب ..

وبدلا من شجب وإدانة ما فعلته الحكومة السويسرية العنصرية المتطرفة ، حوّلوا الموضوع إلى الخط الهمايونى ، وما أسموه " حرق كنائس الأقباط " و " عدم السماح  بترميم الكنائس وبناء أسوارها " و " عدم القدرة على بناء أبراج الكنائس " وأن " الدين الإسلامي لا يعرف المئذنة ولا هي موجودة في قرآن كريم أو سنة نبوية شريفة، ومن ثم لا هي من أصول الدين ولا من ثوابته ولا من شروط إقامة الصلاة أو شرعية المساجد " وأن " المآذن يتم من خلالها الدعاء على الأشقاء الأقباط بالهلاك واللعنات " ... إلخ عبط وسخف ذلك الحزب  الذى يلعنه الله والملائكة والناس .

السؤال الآن : ما دخل حظر بناء المآذن فى سويسرا بادعاءات حزب الكاتدرائية بيتنا ؟؟

النصارى فى مصر يستطيعون بناء كنائس فى كل مكان وزمان ، يبنون كنائس على هيئة قلاع محصنة ذات أسوار عالية لا يستطيع أحد الاقتراب منها ..

وعلى حزب الكاتدرائية بيتنا أن يأتينا بشريط فيديو لحرق الكنائس كما يدعى .. هل إذا حدث حريق بأحد المساجد نتهم النصارى بأنهم هم الذين أحرقوه ؟؟

أى خبل هذا ؟

وجولة سريعة فى شوارع مصر تشهد على كذب ادعاءات هذا الحزب الملعون ، فأبراج الكنائس عالية ، وتعلو مآذن المساجد .. والكنائس تنتشر فى أماكن لا يوجد بها نصارى ، وعدد الكنائس لـ 4 مليون نصرانى يتفوق على عدد مساجد 80 مليون مسلم  .

أما قول حزب الكاتدرائية بيتنا : " الدين الإسلامي لا يعرف المئذنة ولا هي موجودة في قرآن كريم أو سنة نبوية شريفة، ومن ثم لا هي من أصول الدين ولا من ثوابته ولا من شروط إقامة الصلاة أو شرعية المساجد " .

قلت : النصرانية أيضاً لا تعرف أبراج الكنائس وأجراسها ولا هى موجودة فى كتابهم المقدس أو تعاليم بولس والآباء الكهنة ، ومن ثم هى ليست من أصول الدين النصرانى ولا من ثوابته ولا من شروط إقامة الصلاة أو شرعية الكنائس ، فهل يجرؤ أحد أعضاء هذا الحزب الفاشى النازى الخبيث النتن أن يكتب تلك الكلمات ليحتج على بناء النصارى فى مصر أبراجا عالية فوق كنائسهم ؟؟ لا يستطيع مطلقا حتى لا يتم قطع معونة ساويرس عنه .. وهى معونة لها مفعول السحر ، تحول الشيعى سبّاب الصحابة إلى أرثوذكسى عريق ..

السؤال الذى يطرح نفسه بقوة : ماذا إن تم استفتاء فى مصر حول حظر أبراج الكنائس ؟؟ وماذا إن وافق الشعب على حظر بناء أبراج الكنائس ؟؟ ترى هل كان سيقوم حزب الكاتدرائية بيتنا بتبرير الاستفتاء ومهاجمة من يعترض من النصارى ونصارى المهجر والقول أن أبراج الكنائس لا يوجد عليها نص فى كتابهم المقدس ؟؟

هل كانت ستسمح المصرى اليوم واليوم السابع والدستور بنشر مقالات تؤيد هذا الاستفتاء ؟؟

إن حزب الكاتدرائية بيتنا فاقد للإحساس والذوق والأخلاق والضمير ، ومن السهل على أعضاء هذا الحزب فعل أى شئ مهما كانت حقارته وخسته .. فقد باعوا أنفسهم وأهلهم لقوى الشر والاستكبار الصهيونية الصليبية .. باعوا أنفسهم بدراهم معدودة ، بعدما امتنع أسيادهم عن استخدام العصا واستعملوا بدلا منها المنح والعطايا وسرر الدنانير..

يقول شاعر العربية " المتنبى " :

لا تشترى العبد إلا والعصا معه          إن العبيد لأنجاس مناكيد

ولو كان المتنبى حيا لقال :

لا تشترى العبد إلا وخط موبايل مجانى وبرنامج تلفزيونى وصحيفة وشاليه فى الساحل الشمالى وسيارة بى إم دبليو ، معه... إن العبيد لأنجاس مناكيد !