المقارنة بين مداهمة المخيمين

المقارنة بين مداهمة المخيمين

تل الزعتر ومخيم نهر البارد

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

مساحة المخيمين متساويتين مايقارب الكيلو متر ويزيد ، والساكنين فيهما فلسطينين في تل الزعتر كانت توجد مقاومه فلسطينيه ومتعاونه مع المقاومه  اللبنانيه في مواجهة اسرائيل وكانت قد حققت بعض الانتصارات ، وان كانت تمتاز بقليل من ضيق الافق بسبب الظروف المحيطه في تلك الايام ؛ مما استدعى الامر  لحافظ الاسد أن يكون له دور في التدخل وشرف التواطؤ ونيل الرضا الامريكي الصهيوني ، وتحقيق حلمه لدخول لبنان والنيل منه ، كي لاتنتقل عدوى الحريه الى سوريا ، فقام على ارتكاب أبشع المجازر التي عرفها التاريخ بعد مجزرة حماة في الفظاعه ؛ والتي جاءت أحداثها فيما بعد ، على مسمع ومرأى من العالم أجمع .

فدخل بجحافله الجراره بالتفويض الممنوح له بايقاف الاقتتال اللبناني اللبناني ، ولكنه اتخذها فرصه للانتقام من الفلسطيني المتمرد عليه ، فقام على ضرب المواقع والتحصينات للمقاومه الفلسطينيه اللبنانيه مستخدما كل انواع الاسلحه المُحرمه والاكثر فتكا وتدميرا والتي عجز الكيان الصهيوني من اجتيازها ، الا ان أسد قام على انهاءها ومسحها بالارض وبمن فيها ، ثم قام على محاصرة مخيم تل الزعتر الفلسطيني في 1481976ولمدة شهر ويزيد بعد أن قطع الكهرباء والماء ومنع من دخول الغذاء ومنع من خروج الناس منه ، حتى اضطر أهله لأن يأكلوا جيف الكلاب ولن يستسلموا لهذا الخائن الذي كانوا يعتبرونه ظهرياً لهم وغدر بهم ثم كان الاقتحام، بالدبابات والمجنزرات والمدافع الثقيله ومن فوقهم الطائرات تقصف بكل الاجرام والبطش حتى أفنت المخيم بأكمله وبأيام قليله ، ودخلته لتستبيح أهله وتنتهك أعراض الحرائر ، وتسلب منهم ماجمعوه من مدخرات عمرهم ، وتقتل منهم الرجال الذين يأبون الاستسلام ، أو الرضوخ لأهوائهم في التعدي على حُرماتهم ، وكانت المذبحه الرهيبه على يد من يدعي المقاومه والصمود والتصدي وكانت ضحاياه تتجاوز الثلاثين ألفا من الفلسطينين واللبنانيين ، ثم قام بعدها ليفتن بين الطوائف ويستفرد بها واحدا بعد الاخرى، متبعا سياسة فرق تسد ، حتى بلغت ضحايا هذا النظام الاسدي في هذا البلد الى يومنا هذا مايزيد عن المئه والثلاثين ألف قتيل ومئتي الف جريح الكثير منهم صارت حالاتهم عاهات مستديمه ومايقارب عن العشرين الف مخطوف ومسجون في المعتقلات السوريه الرهيبه والأسواء صيطا وسمعه بالوحشيه.

بينما الهجوم على مخيم نهر البارد اليوم والذي تبرأت فصائله الفلسطينيه من العصابه التي دخلت مخيمه تحت مسمى فتح التي نسبت نفسها الى الاسلام زورا ، والتي ماهي الا صنيعه سوريه استخباراتيه اسديه بامتياز تمّ تدريبها وتمويلها ماديا وتسليحيا من الاجهزه الامنيه السوريه  لتقوم بالدور المناط بها في لبنان، من تفجيرات وقلاقل وأعمال ارهابيه بغية تفجير الوضع في لبنان لنسف فكرة المحكمه الدوليه ولزرع الفتنه قي هذا البلد ، فابتدأت أعمالها الاجراميه وبدعم لوجستي من القياده العامه التي يتزعمها أحمد جبريل بعين علق ثم بالاشرفيه وغيرها ، الى ان تمّ ضبطها وبالجرم المشهود أثناء سطوها على البنوك وملاحقتها الى أوكارها، في مخيم نهر البارد ومحاصرتها ، ومن ثم اعترافها بكل هذه الجرائم من خلال البيانات التي أصدرتها ،ومن التحقيقات التي أجريت مع عناصرها المقبوض عليهم ،ومن تهديداتها باجراء المزيد من التفجيرات على الارض اللبنانيه وتحديها فيما بعد للجيش اللبناني والاعتداء عليه ، فلم يعد من خيار امام القياده اللبنانيه الا التعامل بحزم وحكمه مع هذه العصابه كي لايكون هناك ضحايا من الابرياء، فعملت على تفريغ المخيم من أهله، وتأمين المأوى الملائم لهم بكل تجهيزاته ، تمهيدا للهجوم الاوسع لأماكن تمركز هذه العصابه للقضاء عليها او الاستسلام، مما أثار حفيظة النظام السوري وحلفاؤه وتوابعهما في لبنان، وتهديدهم وتوعدهم ووضع الخطوط الحمر أمام الدوله والحكومه اللبنانيه الشرعيه المنتخبه لمكافحة هذه الشرزمه ،بدلا من الوقوف الى جانب  الجيش الوطني اللبناني ،ولاتزال المعركه دائره وكل الدلائل تقول أنّ الحسم قريب ربما الى ليل يومنا هذا أو بالغد وعلى أكثر تقدير أيام قليله، لانهاء هذه الفتنه نهائيا، مع الحرص الشديد على أرواح من تبقى في المخيم من المدنيين، مع الوعد من الحكومه باعادة بناء ماتمّ تدميره والتعويض على المتضررين، ليشعر هؤلاء أنهم في ظل دوله تحميهم وتحافظ على مصالحهم، وليس مع دولة بوليسيه سيطر عليها زمره من القتله المجرمين.