فارس الفرات
فارس الفرات
أديب قبلان*
ها هي العراق ثكلى بفقد ولدها ولد الفرات الذي سقى بروحه الطاهرة عطش الزمان ، أبو عدي مفخرة العرب ، فنحن الآن نندب عليه ونبكي رمالاً أحيا النبات فيها ومدنًا أعمر ما فيها ، قد كان – رحمه الله – باني العراق وكاسر رأس من ارتضوا غير الإسلام ديناً وغير السنة منهجاً فتراهم فرحين يوم رحيله ، يا ترى لماذا ألأنه نكل بهم ؟! لا والله ما هو بالسبب الرئيس ، إنه حقد عباد القبور وهادمي منهج الإسلام وقاتلو سيدنا الحسين بن علي – رضي الله عنه – سبط الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، وهاهم جاءوا اليوم ليكملوا الجريمة التي أقسموا على عدم إنهائها وينسون المحكمة العادلة يوم القيامة بل يتناسونها فبحكم شريعتهم التي نستطيع وصفها بـ "المبتكرة" يوجد يوم عرض وحساب لكن يختلف عن يومنا ! .
بدأوا جريمتهم الشنعاء بإدخال الصليبيين إلى العراق و تسهيل الطريق لهم ، وليس ذلك فقط بل وقاموا بتدمير العراق وخرب ما بناه ليث الأمة – صدام حسين – وأخذوا يعيثون فسادًا في معالمها الدينية الغراء وأخذت حسينياتهم تتوسع على حساب مساجد أهل السنة ، و تابعوا جريمتهم حينما دخلوا في الحكم وأدخلوا العنصر الإيراني إلى دفة القيادة ومن ذلك الحين إلى الآن نرى القيادة لهم ونرى أنفسنا ابتعدنا كل البعد عن ما أسميناه الحكم العربي وذلك لأن العنصر الصفوي الفارسي الإيراني دخل بيننا كدود الخشب ينهش فيه ويتلفه وأخذنا نبتعد عن دفة القيادة التي امتلكناها منذ بداية العهد ، ثم جاءت الطامة الكبرى ... بمساعدة من زعامة الصفوية في العراق استطاع الصليبيون القاء القبض على الفارس صدام حسين ، الفارس الذي صرخ في وجه أمريكا و بريطانيا " إلا العراق وأنا حر أبي " ، والآن أخي القارئ قل بحق الله من من حكام العرب وقف وقفة هذا القائد الذي أملى عليه إيمانه النزعة الإسلامية والحمية الأصيلة أن لا تقف مخذولاً كما وقفوا ، وما هي إلا سويعات حتى نرى المحكمة تقول : حكمنا بالإعدام على صدام حسين ...
سبحانك ربي .. فارق بسيط في الزمن نقل الشهيد صدام حسين من حضرة الرئيس صدام حسين إلى صدام حسين ، آه يا زمن كيف فعلت بنا ، هذا الرجل الذي كان الشعب العراقي يحلف بحياته قبل سقوط بغداد بدقائق وهو الآن مجرد صدام ، كيف ولت تلك اللحظات متخاذلة ! سبحانك ربي ..
لن أتطرق في مقالي هذا إلى فترة الحكم إنما هي معروفة ، بل سأتناول بعضًا من إنجازاته خلال الآونة الأخيرة و كيف حوكم في محكمة الظلم التي عم أركانها وأخذ يرنح فيها دونما رقيب ، فقد كان – رحمه الله – الأب والقائد والقدوة والمجاهد الفذ ، وقد هيئ للعراق طريقاً مفروشاً بالورود يحييها مئتي عام لولا هذا الغزو فقد كان العائد النفطي يشكل نسبة عالية تستخدم لتطوير سائر مجالات المجتمع وقد كان – رحمه الله – يضع في مقدمة أهدافه أهداف الشعب فنراه يوزع بطاقات على أفراد الشعب بها يصلون إليه يتجاوب معهم ويلبي مطالبهم ، قلي أخي القارئ بحق الله ، هل سمعت قبلاً بحاكم عربي رقم هاتف مكتبه مع جميع أفراد الشعب ؟؟! ، وهل سمعت بحاكم يلتقي شعبه متى يريدون لا متى يريد ؟! هذا بعض من الشهيد صدام حسين – رحمه الله – رجل الوطن وفارس العرب وهاهو أضحى شهيد العرب ودخل التاريخ مع أبطال الإسلام بحروف من نور .
في البداية قبضوا عليه .. ثم أظهروه في مناظر مذلة لا يستحقها حاكم يحكم عشيرة من الحيوانات ، ولكنهم بكل وقاحة تجرأوا على الشرف وعلى النخوة العزة وأظهروه في مناظر مخلة بالآداب ، ثم نراه في المحكمة وأين ؟ .. في قفص الاتهام ، صدام حسين عظيم الأمة قائدها يقف في قفص الاتهام أمام قاض كان قد عينه قبل الاحتلال ، نخيل أخي القارئ كيف أن زعيم أمة يقف هذا الموقف أمام الملايين من المنافقين الذين أضمروا العداوة في صدورهم لهذا البطل ، فما هي إلا ليلة رأينا قبلها الجميع يهتف " بالروح بالدم نفديك يا صدام " ثم بعد يوم أو يومين نراهم يتجاذبون أطراف الحديث مبتدئين بـ " لعنة الله على صدام حسين " والعياذ بالله ،بالأمس ظهروا تحت اسم فدائيو صدام أما اليوم فظهروا تحت راية أمريكا ينادون " جئتم لتخلصونا فمرحبًا بكم " .
أي منطق هذا الذي يعيشه أهل العراق ! ، كيف يحدث مثل هذا التنوع في الآراء ضمن نطاق غريب ؟! .
بدأت المحاكمة وبدت عادلة في البداية ، فنرى القاضي عطي الجميع الحق في التحدث والدفاع والشكوى ، ولكنها مجرد جلسات ، نرى بعدها القاضي يقول معتذرًا عن الاستمرار : وصلتني تهديدات ولا يمكنني إلا أن أحكم بالعدل . هذا القاضي الذي ارتجل وعرف الحق وكاد أن يظهره نراه يعتزل ، لماذا يا ترى ؟! ، إنها تهديدات الصفوية أحفاد صهيون ، غادر القاضي الذي كنا سنراه عادلاً ، ومصادفةً ، بغير قصد .. نرى قاضيًا وضعه غريب قد امتلك المحكمة وأخذ يلعب بتشريعات القضاء كما يحلو له إنه القاضي رؤوف رشيد ، من الأكراد ، أتدرون ما هو حاله ؟ ، إن الشهيد صدام حسين قد حكم عليه بالإعدام حال ولايته للحكم ، ثم هرب إلى الخارج ليعود مفعماً قلبه بالحقد ومكشرًا عن أنياب الذئب الماكر لينهي على صدام حسين وأتباعه تحت إشراف الصفوية ورأسهم الممسوخ مقتدى الصدر .
بدأت أوضاع المحاكمة تتأزم ، لماذا ؟ لأن القاضي حاقد والمتهمون واقعون تحت رحمته ، أيام هي .. بل ساعات ،وفي أعظم أيام المسلمين عامةً وأهل السنة خاصةً نرى صدام حسين معلق على حبل المشنقة لينتقل إلى جوار الرحمن راضيًا مرضيًا ويفرح الصفوية وتقوم الأفراح والليالي الملاح على ديارهم ، وفي نفس الوقت نرى دور العزاء في العوجة .. في عوجة الأحرار تبكي دماء صدام الذي ما أعدم إلا لهدف صليبي طائفي لا لهدف عادل كما يزعمون ، فكيف يكون هدفًا عادلاً ويقومون بإعدام شهيدنا في أعظم أيام أهل السنة ! ، يوم عيدنا عيد الأضحى المبارك ، ثم تنكشف الأحداث للعيان ونرى أن الفاسق رؤوف رشيد كان قد غادر العراق إلى أوروبا ليأخذ ما أعده له بلير من هدايا على إطاعته لكلامه وكلام الذيل الأعظم جورج بوش لعنهما الله ، ونرى الضحايا الذي استحقوا الإعدام بعضهم هرب وبعضهم نال جزاءه ، فالمدعي العام ذلك الموسوي الصفوي الإيراني ، يلقى جماعةً من المجاهدين ليلة عيد الأضحى فيعطونه ما استطاعوا من الرصاص فلم يكن كثيراً عليه إنما هي اثنان وخمسون رصاصةً فقط خرقة جسمه النجس لترديه قتيلاً بعد أن فسق في المحكمة فسوقاً لم يره أحد وكذب كذبًا عجب له مسيلمة ، وهذا هو جزء من وعد الله بالنصر و أبشروا بالآتي وتذكروا إخوتي أننا كنا تحت راية قائد اتخذ منهج أهل السنة طريقاً وسبيلاً وقد لاقى ربه مرضياً وجمعنا الله وإياكم في جنة الخلد مع من أحببنا .
* أديب واعد عمره 16 سنة