لن ينفي خطؤكم..إحسانكم
لن ينفي خطؤكم.... إحسانكم
يا إخواننا في بلد الرباط...
بقلم/ محمد الصالح
نعم لم ولن يمحو خطأٌ عابر لا نعلم أسبابه ودوافعه وظروفه كل ذلك الكم الكبير من الإحسان الذي غمرتم به إخوانكم منذ أن شرّدهم النظام الفئوي الجائر الذي يجثم على صدر الفيحاء الجريحة..ووالله لو شاء كلُ وطني وشريف في بلد الرباط المبارك أن يقول لقال :جئتمونا مشردين فآويناكم.. خائفين فأمّناكم..الخ
كل ذلك نياشين فخر وكرم وأخوة تزين قلوبكم الكبيرة قبل صدوركم العامرة، وهو دين في أعناقنا وجميل يطوقها أبد الدهر، إلا أن ذلك الكرم كله لا يعفينا من واجب المناصحة لكي لا نخرج من دائرة : (( الذين تواصوا بالحق ..)) فمثلما أنّ في أعناقنا عرفان بالجميل لكم فإنّ في أعناقنا واجب الأخوة تجاهكم، نذكر بعضنا بالذكرى التي تنفع المؤمنين ونحسبكم كذلك ولا نزكي على الله أحد.
فقد ذكر أخٌ كبير..كبير في قلبه وعقله وقلمه وموقعه كلاماً لا نرضاه له – لأننا نحبه في الله – ولا نرضى له أن يلقى الله وفي صفحته البيضاء، بإذن الله، هذا الخطأ الذي لا نراه لمماً قط.
والعجيب في كلام الحبيب أبي عاصم أنه جاء خارج سرب كرام إخوانه الذين قالوا كلاماً يوزن بميزان الذهب واللآلئ والمرجان، كلاماً ينمُّ عن وعيٍ كاملٍ بنظام القتلة الذي يغتصب وطناً فيه عمود الإسلام.
كيف طابت نفسك يا أبا عاصم أن تطلب منا أن ندعم قاتلنا ومغتصب بلدنا وجلاد وطننا.
كيف طابت نفسك يا أبا عاصم أن تستهين بكل تلك الدماء التي سفكها النظام الفئوي الكافر، وبكل تلك الأعراض التي انتهكها زبانيته المتوحشون .
كيف طابت نفسك يا أبا عاصم أن تلتقي دعوتك بدعم هذا النظام مع دعوة شارون – ما غيره - بضرورة دعم هذا النظام وبقائه في السلطة لأنه لا يتوقع مجيء نظام يخدم أهداف بني صهيون كما يخدمها هذا النظام الفاجر، الأمر الذي ينسف من الجذور فرية صمود هذا النظام وفرية استهدافه من قبل أمريكا، هذا الصمود الكاذب والاستهداف المزيف اللذين يطلب من شرفاء الأمة أن يصطفوا مع هذا النظام بسببهما.
كيف طابت نفسك يا أبا عاصم أن تدعو إلى دعم نظام مرّت سكين غدره على رقاب إخوانك وأحبابك في تل الزعتر والكرنتينا وغيرها من المخيمات الفلسطينية التي حاصرها وأنهكها وجوّعها وسفك دماء قاطنيها.
كيف طابت نفسك يا أبا عاصم أن تدعو إلى دعم من ذبح أكثر من أربعين ألفاً في مدينة أبي الفداء وأضعافهم في غيرها من المدن السورية الأسيرة.
لقد كان المأمول من مثل أبي عاصم أن يكون حرباً على الجائر نصيراً للمظلومين داعماً لجهود إخوانه السوريين حتى يستعيدوا حقوقهم المنتهكة ووطنهم المغتصب وليس العكس.
نتمنى أن تكون هفوتكم هذه خطأً عابراً، وتعودون منه إلى موقف إخوانكم الذين قوّموا هذا النظام تقويماً صحيحاً سليماً ورأوا فيه نظاماً مستبداً قاتلاً عميلاً، وسوساً ينخر في منسأة صمود الأمة وعصابة تجترح من الجرائم والأخطاء ما جعلها آيلة للسقوط قريباً، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بخزي أعداء الله في الداخل والخارج.