السـيد/ أبوالياس المحتاس
بدر الدين حسن *
أذا جدّ الجدّ واحتدمت معركة الحق والحقيقة فهل يكون المرء مع النظام الحاكم وشلته وجوقته أم ينحاز الى الوطن والأرض والعرض. لاشك أن خيار العقلاء من الناس هو الخيار الثاني لأنه الخيار الصحيح والشريف ولا شيء يعدل الوطن.
أنظمة حزب البعث الحاكمة وعلى مدى أربعين عاماً من السنين العجاف في تسلطها على رقاب العباد والبلاد كانت تريد للعربة أن تمشي أمام الحمار وللحمير أن تركب على الناس وللوطن أن يتبع النظام. فالنظام أولاً والوطن أخيراً.
وهذا الكلام ليس من عندي لمن يصاب بالدهشة فهي لبعثيٍ قح حتى النخاع أنطقه مخرج الحيّ من الميت - بعد أكثر من خمسين عاماً وكان يعتقد كرفاقه أن النظام والحزب أولاً - أنه وصل الى حقيقة أن الوطن هو الخيار الصحيح وليس النظام فاختار الوطن على النظام مجاهراً بها على الفضائيات ليسمعها كل بعثي على وجه الأرض.
يارب لك الحمد ابتداءً وانتهـاءً أن أنطقت رجلاً من نظام حزب البعـث فأقرّ واعترف بالحقيقة التي لايضل عنها الا معاند ولعلهـا من أهم أحداث العام الفائت 2005 والحدث الأهم في تاريخ حزب البعـث على مدار نصف قرن من الزمان لأنها اعتراف بطعم (رايق) ومقولة فريدة ماقالها أحد قبله.
والشيء بالشيء يذكر- كما يقال- ، فان مما حفظت لشـاعر الزجل اللبناني المرحوم سلام الراسي زجلاً يسـجل فيه مقولةً لرجلٍ كريمٍ عمل فراشـاً ولفترةٍ طويلةٍ في مواضع شتى لعلها كانت في مجلس شعب أو مراكز قيادة محلية أو قطرية أو قومية أو غيرها من المواضع لاأدري ، تقاعد بعدها "أبوالياس" حاملاً خبرة أربعين عاماً من الجد والعمل ولم يذهب الى هنا أو هنالك ليسـجل مذكراته التي ماتجاوزت هـذه الكلمات اللطيفة عندما طلب اليه أن يكتبها فقال:
محتاس بأمرو بوالياس ، ليش الناس جناس جناس
في ناس بتركب ع جحاش ، وفي جحاش بتركب عالناس
وتوته توته ، وخلصت الحتوته ، وصح لسانك يابوالياس ( ولك أنت فراش وهيك طلع معك..!) فربنا لطف (أنّو ماكنت محامي لكان جبت عاليها واطيها)...!!!.
* كاتب سوري مقيم في كندا