مصر بين الحاضر والمستقبل

د. انتصار شعير

الإسكندرية ـ مصر

[email protected]

تعيش مصر اليوم مرحلة من أصعب المراحل التى مرت بها .. فهى كالقدر المغطى الموضوع على صفيح ساخن ، فإذا وصلت الحرارة إلى درجة الغليان واستمرت سياسة تكميم الأفواه سينفجر القدر بما فيه إلى مدى لا يستطيع أحد أن يوقفه .

 اليوم تكمم الأفواه ، لكن النفوس غاضبة ساخطة تكاد تغلى , فالتحديات صعبة على الجميع . والمشاكل الإقتصادية أصعب , والبطالة أبشع , والتعليم أفظع , والصحة على حافة الهاوية ، والأوبئة متفشية , والغلاء فى زيادة مستمرة , و نسبة الطلاق عالية , وتأخر سن الزواج ظاهرة , وأولاد الشوارع بلا مأوى , وتجار المخدرات ينتشرون , وتجار الأعراض يرتعون , معدل الجريمة تجاوز الحد , فتن طائفية تكاد تكون بصورة يومية , السرقة فى كل مكان ... أين الاستقرار ؟

 هذا الشعب الذى يُحكم بالقبضة الحديدية اليوم لن يطيقها غداً فى ظل مشاكل اقتصادية عالمية فى تصاعد مستمر عظم على أكبر الدول حلها , وما خفى كان أعظم , فلم نعد نعلم ماهو رد الفعل الذى ستقوم به دول العالم الأول تجاه دول العالم الثالث فيما بعد , فما من شك _ مهما قيل من معسول الكلام _أن سياستها الخارجية هى أنا وبعدى الطوفان .

 أنا أدعو النظام الحاكم فى مصر وعينى وقلبى على مصلحة مصر العليا , و أملى فى مستقبل أفضل لكل أبناء هذا البلد الذى هو أمانة فى أعناق كل إنسان يعيش على أرضه وتحت سمائه , هذا الوطن يحتاج إلى تكاتف الجميع لحل مشاكل مستعصية ومتردية تنذر بما لايحمد عقباه , وواجب الوقت يحتم على الجميع ترك الخصومات والمصالح الشخصية من أجل مصلحة هذا الوطن , ولنتفق على أطرعامة للتعامل ، ألا وهى مبادئ الحق والعدل والحرية التى هى مبادئ كل إنسان حر له ضمير حى , ولتكن النزاهة والشفافية والوضوح واحترام الراى الآخر مناخاً لهذا التعامل , ولنشرك الجميع فى تحمل مسئولية العمل من أجل غدٍ أفضل , مع ترك أوراق الضغط والتهم غير منطقية ، والاعتقالات العشوائية لأصحاب الأيدى النظيفة المتوضئة , فلا يستطيع أحد أن ينكر ما يقوم به الإخوان المسلمون من إصلاح فى كل المجالات , فمجرد وجود ثمانية وثمانين عضواً منهم فى مجلس الشعب بعث روح الحراك السياسى , ونذكر الأعضاء الآخرين بمنظر المقاعد الخاوية فى المجلس ، ونوم بعض الأعضاء أثناء الجلسات ، وما يظهر على شاشات التلفاز فى الدورات السابقة ليس عنا ببعيد , وحدث ولاحرج عن خدمات الأعضاء الإخوان لأبناء دوائرهم للقضاء على الفقر والمرض والجوع والجهل... دعوا الشرفاء يعملون وينقذون مصر من هذه الأعداء الأربعة التى تمثل التهديد الحقيقى للأمن الداخلى وربما الخارجى أيضاً.