أم المقابلات والمفاجآت
أم المقابلات والمفاجآت
بدرالدين حسن*
جاءت مقابلة السيد عبدالحليم خدام لتكشف المستور وتفضح ماحرصت السلطة على كتمانه ودفنه بأية طريقة كانت ومهما كان الثمن، وغير هذا فالفضائح كثيرة أزكمت الأنوف وسرطنت الوطن.
الحديث عن فسـاد عصابات البعث ومافياته وظلمهم وقتلهم لم ينقطع يوماً عن لسـان الخيّرين من الناس في داخل الوطن وخارجه في شتى أنحاء الأرض التي كانت وما زالت منافي لكل من قال كلمة حق عن فسـادهم وافسـادهم وظلمهم واستبدادهم. ولكن لاشك أن حديث الأستاذ خدام هو بمثابة " شاهد من أهلها" مهما كانت البواعث والدوافع ومهما قيل عنه. فحديثه كان وبكل الاعتبارات أبوالمفاجآت وأمها وأخوها (كمان) لنظامٍ قل فيه ماشـئت فلن تكون فلن يجانبك الصواب.
ان من استمع الى ماكان من رد في اجتماع مجلـس الشـعب وشهد ماكان من مشهد الردح والشتيمة عبر البث المباشر والنادر للتلفزيون السوري ، ومن رأى أعضاء المجلس وهم في جلسة الردح للرد على السيد خدام يدرك ويقدر تماماً عقلية النظام والجوقة من حولـه ، والتي ظهر من خلالها أن معظم أعضاء المجلس اعترفوا وبشـكل واضح صريح وجليٍ لالبس فيه ولا غموض على معرفتهم التامة بفساد وجرائم وخيانة من اجتمعوا من أجله وعلى نيته ومنذ زمن بعيد يمتد لسنين عـديدة وآجال مديدة وهم سكوت ، علماً أن الحديث عن هكذا أمور هو من أوجب واجباتهم وأساس شرعـيتهم ، والا فهم الخائنون لممثليهم وأماناتهم ووطنهم. تكلموا عن السيد خدام ماتكلموا ، وهم فيما قالوا أظهروا أنهم كانوا متسترين على الفسـاد وساكتين عن المفسـدين وعلى علمٍ بالجرائم ويطبطبون للمجرمين وعندهم من الأدلة ماعندهم ولكن لم يتكلموا. وهم فـيمـا قالوه و تحدثوا فيه يدينهـم تماماً ويفقدهـم شـرعيتهم ويذهب بهم جميعاً الى السـجن حقاً وعدلاً وانصافاً حسب كافة القوانين الشرعية والمدنية المحلية منها والدولية. نقول هذا ليس دفاعاً عن السيد خدّام ولكن تعقيباً على ماقالوه. هذا ولقد نوه بعض الردّاحين في المجلس الى أمرٍ فات رفاقه الاشـارة اليه وهو أن من تداعوا لأجلـه وعلى نيته كان السـبب الرئيس والمعوق الأساس في اطلاق الحريات العامة والسـماح لمنظات المجتمع المدني بالعمل واطلاق سـراح معتقلى الرأي والفكر وكان العقبة التي تقف في وجه كل اصلاح وعمل كل خير وكان ســبباً لكل المصائب. ياجماعة خدّام أصبح خارج العمليـة السياسية (تبعكم طبعاً) منذ أشهر والأمر على ماهو عليه من الجمود والتخشب في الرأي والعمل فهلاّ أريتمونا من أنفسكم خيراً أم أن السيد( خدّام) قد أخذ معه مفاتيح السجون والمعتقلات ثمّ خرج ولم يعد.
الحقيفة أن أهم مافي مفاجآت السـيد خدام أن في جعبته الكثير والكثير وأن المخفي والقادم أعظم وكل شيء في وقته حلو.
* كاتب سـوري مقيم في كندا