حتى لا يتعرض الشعب السوري لذل أكثر
حتى لا يتعرض الشعب السوري لذل أكثر
–استضعاف النظام السوري طائفة على طائفة–
محمد هيثم عياش
أجمع مجلس الأمن الدولي يوم أمس ومباركة دول كثيرة في العالم ولا سيما الدول العربية على إرغام النظام السوري من أجل ان يتعامل بصدق مع ملف قضية رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري الذي لقي حتفه جراء عمل إجرامي في بيروت في وقت سابق من شهر آذار/مارس من هذا العام وقتل معه أكثر من 22 شخصا. ويعتبر قرار مجلس الأمن الدولي قرارا خطيرا اذ من الممكن ان لم يبادر النظام النصيري في بلادنا للامتثال الى مطالبه أن يصدر حظرا تجاريا على سوريا يكون هذا الحظر بمثابة إعطاء ضوء أخضر للولايات المتحدة الامريكية التي أصبحت شرطي المنطقة بلا منازع لاحتلال سوريا يأتي هذا الاحتلال على مراحل تبدأ بإجهاد الشعب السوري من خلال المتاعب التي ستنجم عن هذا الحظر . هذا الحظر اذا صدر لن يرفضه احد من دول العالم ، الا انه لن يضر النظام السوري الذي سرق أموال الشعب وقام بتبديد قدرات سوريا المالية والاقتصادية واستطاع أقطاب نظامه وضع ما يملكونه من المال الذي سرقوه في المصارف العالمية مثل غازي كنعان الذي وضعت الولايات المتحدة الامريكية يدها على الاموال التي سرقها من سوريا ولبنان ، بل يضر هذا الحظر الشعب السوري ويزيده فقرا ومذلة وينتهك كرامته أكثر مما عليه الآن .
لقد أجمعت جميع المعاهد والمنظمات الانسانية والسياسية في العالم على أن الحظر التجاري ضد اي بلد في العالم يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان فقد عانى الشعب الليبي جراء حماقة النظام الليبي عندما قام بدعم الاعمال الاجرامية التي وقعت في بعض بلاد العالم مثل إسقاط طائرة اللوكربي وتفجير مقهى في العاصمة الالمانية برلين وغير ذلك من الحظر التجاري الأمرين ولولا انقياد القذافي الى الولايات المتحدة الامريكية من جديد واستعداده دفع تعويضات مالية وصلت الى الملايين جراء حماقته لكانت ليبيا تحت السيطرة الامريكية بشكل مباشر كما كان الحظر التجاري الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على العراق مقدمة للاحتلال الي يعاني منه الآن علما ان الشعبين العراقي والليبي يعتبران أحسن حالة اقتصاديا من الشعب السوري الذي يعاني من بطش النصيرية والبعثية منذ أكثر من 42 عاما .
لقد آن الأوان على حكومات الدول الاسلامية مد يد العون لمساعدة الشعب السوري في محنته التي يعاني منها كما قد آن االأوان للشعب السوري والمخلصين من أبناءه النهوض من أجل القضاء على هذه النظام الذي استطاع زرع الفتن في العالم الاسلامي واستضعاف طائفة من الشعبين السوري واللبناني على طائفة . فقد عمل هذا النظام على تقوية جماعة / الأحباش / المنسوبة الى شيخهم الضال عبد الله الحبشي الذي قام بتكفير شهداء الدعوة في العصر الحديث مثل الشهيد الحي سيد قطب رحمه الله كمالا يزالون يصرون على تحزيب جماعة الاخوان المسلمين ( أي أنهم يطلقون على جماعة الاخوان حزب الاخوان / كما قام الأحباش بقتل مفتي لبنان السابق الشيخ حسن خالد والاستاذ الدكتور الفقية الأديب محمد صبحي الصالح وغيرهم من رجال الدعوة رحمهم الله تعالى ، ومن غير المستبعد أن يكون الأحباش وراء قتل رفيق الحريري انتقاما من المملكة العربية السعودية لأن الحريري كان يحمل الجنسية السعودية وذلك بإيعاز من سوريا .
لقد استطاع النظام السوري من خلال خبثه ونفاقه كسب أحزاب اسلامية اليه مثل حزب الله علما أن المذهب الجعفري يتبرأ من النصيرية كما استطاع مساعدة الأحباش على نشر فتنتهم الضالة بين الشباب المسلم في لبنان .
لقد دقت ساعة الخطر التي تكمن في وقوع الشعب السوري تحت الاحتلال الامريكي والمتحالفين معه ويجب على المخلصين من أبناء الشعب السوري وخاصة المسلمين منهم وقف الخطر وإنقاذ الشعب السوري من خطر الذل والفقر والإهانة .