الغضب.. الغضب يا عرب!!

محمد فاروق الإمام

محمد فاروق الإمام

[email protected]

إذا لم يغضب العرب والمسلمون للأقصى وبيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من تدنيس قطعان المستوطنين الصهاينة الذين يقتحمونه جهاراً نهاراً، فعلى ماذا سيغضبون؟!

عرب الجاهلية غضبوا يوم ذي قار لقتل كسرى ملك الفرس للنعمان لأنه أبى أن يزوجه إحدى بناته، وقرروا التصدي لجحافل جيشه التي بعث بها لاستئصال المتمردين عليه والرافضين الخنوع والاستسلام لمشيئته.. لإيمانهم أنه لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.. وهم يعرفون البون الشاسع بين قوة أعظم دولة في العالم في ذلك الزمان وبين قلة من العرب المستضعفين العراة الحفاة!!

والتقى العرب، ببعض ما يملكون من سلاح وعتاد وخيل وجمال، وجيوش الفرس بألوفهم المؤلفة المسربلة بالحديد والزرد، تتقدمهم العربات والفيلة، الميزان العسكري بين القوتين فيه اختلال كبير، إنه بالنسبة للعرب انتحار، ولكن التصميم والإرادة قلبت تلك الموازين.. فما هي إلا سويعات حتى تمكن العرب من دحر جيوش الفرس والاستيلاء على كل ما خلفوه وراءهم من عتاد وسلاح ومؤونة.

اليوم يوم غضب يا عرب.. الأقصى وبيت المقدس في خطر وأي خطر.. فإن لم نغضب لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين اليوم، فغداً لن نغضب لمكة ولا للكعبة المشرفة، فقديماً قيل أٌكلنا يوم أُكل الثور الأبيض.. فإذا أكل اليوم الأقصى وبيت المقدس فغداً ستؤكل مكة والكعبة قبلة المسلمين وبيتهم المعظم.

معول الصهاينة يسابق الزمن.. يريد هدم الأقصى وقبة الصخرة ليقيم على أنقاضهما هيكل سليمان المزعوم، وتحويل القدس الشريف إلى معلم سياحي يستقبل كل بغايا يهود ومن لف لفهم وكل الحاقدين على الإسلام وحملة القرآن.. فماذا أنتم فاعلون يا ملوك العرب والمسلمين ورؤسائهم.. ألا تريدون أن تغضبوا لغضب الله ورسوله وشعوبكم؟!

اليوم بيدكم الفعل والقرار فأنتم في عالم الأحياء، وغداً لا فعل ولا قرار عندما تصبحون في عالم الأموات.. يوم تُعرضون على الله الواحد القهار حفايا عراة.. لا منجاة لكم من يوم الحساب.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. يوم تُنشر سجلات أعمالكم وتُسألون ماذا فعلتم لحماية الأقصى وبيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟ ماذا فعلتم للحيلولة دون حفر الأنفاق حوله وأسفله؟ ماذا فعلتم لمنع الصهاينة من تدنيسه واقتحامه؟ ماذا أنتم فاعلون إذا ما أقدم الصهاينة على هدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه؟

هل ستعضون أصابع الندم، وتندبون حظكم وتنوحون كما فعل أبو عبد الله الصغير عندما بكى ضياع ملك لم يفعل شيئاً لحمايته وصيانته؟