كل الحق على الجزيرة
كل الحق على الجزيرة
خليل الصمادي
[email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ المدينة المنورة
غدت قناة الجزيرة شماعة يعلق عليها المنهزمزن سياسيا وشعبيا فشلهم السياسي والاجتماعي والأخلاقي فما من سياسي فاشل في عالمنا العربي إلا ويتحامل على قناة الجزيرة ويتهمها بأبشع الصفات منها أنها قناة عميلة لإسرائيل وأخفها أنها تثير الفتنة والبلبلة في بلدنا العظيم!!
في أيامنا هذه ومع ظهور الإعلام الفضائي والإنترنت لم يعد شيئا يخفى على ذي بصيرة إذ غدت بعض هذه المحطات الإعلامية تظهر الرأي والرأي الآخر فكما هو معروف أن قناة الجزيرة تعد منارة إعلامية بل إمبراطورية إعلامية عربية بل عالمية تألو جهدا في نقل الأخبار بمهنية صادقة دون التحيز لأي طرف على حساب الأطراف الأخرى .
ولكن يبدو أن هذه المهنية العالية لا تروق لكثير من الساسة المدلسين الذين يتآمرون في الليل على شعوبهم وأوطانهم ويتبجحون في النهار بالأعمال البطولية التي مارسوها من قبل أو في أيامنا هذه وكأنًُّ المحتل الذي يرعاهم سمح لهم بالظهور كأبطال حتى يحبكوا المؤامرة بشكل جيد ، هذا الدجل السياسي والكذب العلني قد ينطلي على شعبنا لولا شبكات الأنترنت العالمية وبعض المحطات الفضائية ولا سيما الجزيرة منها فهي كما عودتنا لا يهمها زيد أو عبيد بل يهمها الحقيقة ولو كانت مرة.
المتتبع لسياسات صانعي القرار في رام الله يجدهم يصبون جام غضبهم على الجزيرة وكأن الجزيرة طرف في الصراع الفلسطيني الفلسطيني وهؤلاء الساسة من أعلى سلطة في الهرم إلى أصغر متحدث باسم السلطة أو فتح لا يتركون فرصة إلا ويتهمون الجزيرة ولا سيما إذا عجزوا عن الإجابة عن أسئلة الصحافيين المحرجة!!
لقد نسوا أو تناسوا وقفة الجزيرة الرائعة أيام معركة الفرقان في غزة الجريحة ووقفتها مع أهلنا في القدس والأقصى ونقل الصورة الرائعة للعالم كله التي تبين فيها جرائم العدو الصهيوني ولا سيما في الانتفاضة الثانية .
أمس صرح عزام الأحمد من القاهرة: إن كلا من أميركا وإسرائيل وحركة حماس وقناة الجزيرة متفقون جميعا على تعطيل الحوار وتأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية!!
قد يكون الكلام فيه نظر ورد لو اكتفى بأمريكا وإسرائيل وحركة حماس لأنها أطراف سياسية لاعبة على الساحة الدولية ، أما زج قناة الجزيرة في هذا السياق فإنه من المضحك المبكي ، فما علاقة قناة الجزيرة بتعطيل أي اتفاق بين أي طرفيين متنازعين؟
هل أصبحت هذه القناة مرعبة إلى هذا الحد ؟
هل غدت الجزيرة في مهنيتها العالية جهازا لكشف الكذب والنفاق السياسي ؟ ربما
هل أصبحت قوة دولية فاعلة على الساحة العربية والدولية ؟ أم أصبحت فشة خلق يبدي فيها الفاشلون ما تضمره قلوبهم؟ لأنهم اعتادوا منذ الأيام الخوالي في بيروت وتونس ألا يكشفهم أحد بل كانوا يحولون الهزائم إلى انتصارات عظيمة يطبل لها المنتفعون والدجالون والمنافقون يوم كان الإعلام الشمولي الأوحد يصدح بانجازاتهم وانتصاراتهم الخارقة !!.
وهذه التهم ليست الأولى فقبل ثلاثة أشهر اتخذت السلطة قرارا بإغلاق قناة الجزيرة في الضفة الغربية بسبب تصريحات فاروق القدومي بملابسات اغتيال عرفات وقبل يومين قرأنا في بعض المواقع الرصينة اعتقال مهدي خنفر شقيق وضاح خنفر مدير " قناة الجزيرة"من منزله بالضفة الغربية !! وقبلها الاعتداء على بعض المراسلين والضغط عليهم ومنعهم من الاقتراب من الأماكن التي كانت تقتحمها قوات السلطة في ملاحقة المجاهدين المطلوبيين من قبل قوات الاحتلال وغيرها من الأفعال التي يندى لها الجبين.
بعد فضيحة سحب تقرير جولدستون قرر محمود عباس تشكيل لجنة للوقوف على الحقيقة ، ولم تظهر النتائج إلى يومنا هذا وأظن أنها لو ظهرت سيحملون المسؤولية على قناة الجزيرة وسيرسلون لها برقية مفادها " فضحتونا الله يفضحكم "