رسالة مفتوحة إلى القاضي ديتليف ميليس

رسالة مفتوحة إلى القاضي ديتليف ميليس

م. نجدت الأصفرى

 [email protected]

تحية طيبة وبعد

الفرحة تملء قلب كل فرد في سوريا ولبنان ، لاندري ما إذا كان القدر قد بدأ يصحح خطأه معنا أو اننا عندما صححنا انفسنا مع القدر ارسلك إلينا منقذا....

إن تكليفك بهذه المهمة قد جلب لنا الرا حة بينما اتعبك بعمل شاق طويل لكنه عرف من يختار ويكلف بهذا العمل الكبير.

ففي شقه اللبناني استمرت الجريمة التي انيط بك كشفها حوال ثلث قرن، يريدك اخواننا اللبنانيين الاسراع في الكشف عن المجرم/ المجرمين الذي نفذوا عمليات اغتيال للائحة طويلة من الابرياء وكانت اقساها واشدها عملية اغتيال رجل بذل من جهده وماله ونفسه للبنان بكافة طوائفه ومناطقه خدمات جليلة لا تعد.

هؤلاء المجرمون سواء نفذوا احقادهم أو اوامر حاقدين غيرهم خلال هذه الفترة الطويلة شملت لوائح اغتيالاتهم رجال السياسة ورجال الأعمال ورجال الاقتصاد والثقافة.. حتى رجال الدين الطيبين ورجال الشارع العاديين الذين لا ذنب لهم ولا أذية.

هذه الجرائم التي انعكست على استقرار بلد كان جوهرة البحر المتوسط وسويسرا الشرق، وفيه ديموقراطية رائعة وتناغم بشري يغبطه عليه جميع الشعوب العربية مما انعكس على مستوى ثقافي رفيع وعمل سياسي راق وتوجه اقتصاد نشيط استقرت فيه عمليات التبادل التجاري والمشاريع الاقتصادية الناجحة التي شملت معظم الدول العربية.

هذه الجريمة حطمت كل شيء في لبنان وصناعاته ومنتوجاته حتى اضطر اهله للهجرة تاركين الوطن فخلا من مكوناته البشرية القيمة وتهاوت العملة وتوقفت عجلة الاقتصاد وبدأت الديون تأكل خيرات البلاد، وكلما سعى مخلص لانقاذ البلاد من أزمتها او تكلم مصلح في مشكلتها، كانت نهايته على يد مجرم طائش برصاصة غادرة.. فاللائحة التي ينتظرها اخواننا في لبنان على طولها وأهميتها ليست إلا قصاصة صغيرة في مشاريع الاجرام التي عمت المنطقة العربية كلها على يد جهابذة الاجرام ومخططي الفوضى وزوار الظلام.

وبداية ما ظهر من جهودك الناجحة جلبت الامل الى قلوب اعماها مسلسل رهيب امتد لديهم هذه الفترة الطويلة.

  اما في الشق السوري، فهنا وكر الشر وعرين الارهاب.. من هنا انطلقت الاشباح تعيث في كل ركن فسادا وتزرع في كل بيت مصيبة.. امتدت هذه الحقبة حوالي نصف قرن رهيب ومازالت، خلعت القلوب رعبا واطلقت السيقان هربا، ودفن الكثيرون تحت التراب . لكن الامل الذي ظهرت بوادره على يديك في لبنان وظهرت اولى خطواته في سورية كفيلة ان تجلب الفرح لكل القلوب التي اكلها الهم والخوف وعشش فيها اليأس ..

 لذا أريد ان اسرد عليك بعض ما ينتظره الشعب السوري منك.

-         ايجاد العدد الحقيقي للقتلى من أفراد الشعب السوري على يد السلطة منذ عام 1963 حتى الان.

-         ايجاد العدد الحقيقي للمفقودين على يد السلطة منذ عام 1963

-         ايجاد العدد الحقيقي للمقابر الجماعية التي زرعتها ووزعتها السلطة على كافة المدن والمناطق السورية. 

-         ايجاد عدد السجون السرية والعلنية الموزعة على كافة الرقعة الجغرافية والتي لا يعرفها إلا رؤوس النظام.

-         ايجاد عدد المساجين من الدول العربية الشقيقة في سجون هذا النظام

-         البحث الجاد عن مروجي تهريب المخدرات التي تنتج في لبنان وتوزع الى جميع دول العالم عبر سوريا لتدمير المجتمعات العالمية.

-         ايجاد الاموال المسروقة سواء من الشعب أو مما جاء للنظام من الدول العربية والاجنبية كمساعدات تحت اسم الدعم للجهود العسكرية للجيش السوري في تصديه للاعداء، والتي تم فتح حسابات سرية بها في مختلف دول العالم دون استثناء. 

-         ايجاد وثائق البيع او التنازل عن اجزاء من الوطن دون وجه حق كلواء الاسكندرون وهضبة الجولان.

-         فضح سرقة الاثار من المتاحف او مواقع التنقيب وتهريبها للخارج.

-         الكشف عن دفن المخلفات النووية من الدول الاجنبية في الاراضي السورية وما تسببه من خطر على البيئة والسكان.

-         الكشف عن المجازر التي حدثت في معظم المدن السورية كحماة وحلب واللاذقية وادلب والجسر وجبل الزاوية وتدمر وحمص..

-         الكشف عن أساليب هدر كرامة المواطن وهتك الاعراض.

-         تخريب الاقتصاد والصناعة بأساليب واجراءات ماكرة وتشريعات فاشلة اباحت تدخل المفسدين لعرقلة كل الخطوات التطويرية، ونشرت الرشوات فأفسدت الشركات التي كانت ناجحة ولها اسواق تصدير عالمية وسمعة طيبة حتى هاجر أصحابها من الوطن.

-         الكشف عن الاستيلاء بوضع اليد او التأميم الجائر على الممتلكات الشخصية كالبيوت والعقارات والمحلات التجارية والاراضي الزراعية.، وسن قوانين ذات نظرة قاصرة افسدت العلاقة بين الملاّك واصحاب المصانع من جهة والمستأجرين والصناع والفنيين والمزارعين من جهة أخرى، وهدفت الى تخريب العلاقة بين طرفي المجتمع مما افقد الثقة لدى اصحاب الصناعة خوفا من استيلاء الاخرين على املاكهم، من جراء قوانين حاقدة هدفها الايقاع بين اصحاب العمل والعمال.

 هذا بعض ما يريده منك الشعب السوري، فإن وجودك في سورية هو في نظر الشعب الفرصة الوحيدة لتصحيح الامور في سورية ورد المظالم لأهلها ومحاكمة المجرمين والقصاص منهم وتعويض جميع الذين وقع عليهم الاذى خلال الفترة الماضية المذكورة سابقا.

كان الله في عونك، وشد ازرك وسدد خطاك، وحقق على يديك ما يحلم به شعب عانى كثيرا في ظل حاكم ظالم.

سيعدك الشعب السوري أن يقيم لك تمثالا يخلدك فيه باسم القاضي العادل.