بيان من ملتقى حمص للحوار

لم تعد المخاطر الداخلية والخارجية التي تهدّد سورية وطناً وشعباً خافية على أحد ، إثر تفاقم الأزمات المعيشية وتفشي الفساد والبطالة والتخبّط في معالجتها ، والتي أوصلنا إليها مبدأ احتكار السلطة وتهميش المجتمع . لذا ، أصبحت الحاجة ملحّة إلى مبادرات على اتّساع الوطن ، تضمّ جميع السوريين المهتمين بمصير سورية ومستقبل أبنائها ، تسعى إلى تعميق بنية وطنية تقبل الاختلاف والاعتراف بالآخر تستند إلى مبدأ المواطنة دون وصاية أية جهة حزبية أو أمنية على الفرد أو المجتمع من أجل إعادة الثقة إلى الشعب ، والدولة إلى المجتمع .

إن خروج سورية من مأزقها، يتطلّب بناء حياة سياسية سليمة ، بما تعنيه من إطلاق مبادرات لتفعيل دور المجتمع ، وتخليصه من سلبيته ، وتشجيع أفراده على تحمّل مسؤولياتهم الوطنية ، والعمل من أجل الصالح العام ، و تكريس مبادئ فصل السلطات و سيادة القاتون ، وتحقيق المساواة بين المواطنين ، وإلغاء كلّ أشكال التمييز والحالات والأوضاع والقوانين الاستثنائية .

تأسيساً على هذه المقدمات ، تداعينا نحن الموقعين أدناه من أبناء حمص ، إلى الالتقاء والتشاور والحوار والعمل من أجل :

تفعيل ثقافة الحوار، على قاعدة التعدّد وتقبّل الاختلاف بين أبناء الوطن .

حرية الرأي والتعبير والنشر والاجتماع ، والكفّ عن احتكار الإعلام ، وإتاحة الفرصة للرأي الآخر كي يعبّر عن ذاته في حوار إعلامي مفتوح .

تعزيز الوحدة الوطنية على أساس المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة في بناء الوطن ديمقراطياً ، وضمان ذلك قانوناً ودستوراً .

الاهتمام بقضايا المرأة ودورها ، وبأوضاع الشباب ، لتنشيط دورهم في تقرير مستقبلهم ، ومن ثمّ مستقبل الوطن .

طي ملف الاعتقال السياسي ، وتسوية نتائجه والتعويض عن ضحاياه ، وضمان عودة المنفيين إلى وطنهم عودة آمنة .

لذا، توافقنا على تشكيل " ملتقى حمص للحوار " ، لنعمل على:

- تقديم محاضرات وندوات واستقبال الباحثين ، في جميع المواضيع التي تهمُّ المجتمع.

- إجراء حلقات نقاش متخصصة حول مسائل فكرية وثقافية وأدبية وفنية وسياسية واجتماعية واقتصادية ومحلية .

إن هذا الملتقى يعمل لتعزيز الاهتمام بالشأن العام الوطني ، مستقل عن أيّ انتماء حزبي أو تنظيمي أو عقائدي ، وهو مفتوح أمام كلّ من يرغب بالاشتراك أو المساهمة في نشاطاته وتطويرها والارتقاء بها .

لنعمل معاً من أجل سورية ، وطناً حراً ديموقراطياً لجميع أبنائه..