شارون يمنح دولة فلسطينية بلا حدود
شارون يمنح دولة فلسطينية بلا حدود
مصطفى طحان
وجه شارون صفعة مدوية للقمة الدولية في الأمم المتحدة أمس بإلقاء خطاب بالعبرية موجه أساساً الى مركز الليكود ويتجاهل معطيات التاريخ والشرعية الدولية، استهله بالقول: جئتكم إلى هنا من القدس، عاصمة الشعب اليهودي لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وعاصمة دولة إسرائيل إلى أبد الآبدين. وقدم شارون الى أعضاء الليكود سيرة حياته المفصلة على مقاسهم، كمن يحمل رسالة سماوية لم يكن يريدها. فقد: ولدت في أرض إسرائيل ابناً لمزارعين وفلاحين، لم يسعوا للخصام ولم يأتوا من أجل اغتصاب الأرض من سكانها، ولولا أجبرتني الظروف لما صرت جندياً ولبقيت فلاحاً ومزارعاً. واليوم، أنا الذي قادني مسار حياتي لأن أكون مقاتلاً، أمد يدي إلى جيراننا الفلسطينيين في نداء من أجل المصالحة، التسوية ووضع حد للدماء. ومن أجل أن نصعد سوياً على مسار السلام والتفاهم. فالفلسطينيون سيبقون إلى الأبد جيراننا ونحن نحترمهم، وليست لدينا مطامح في السيطرة عليهم. فهم أيضا يستحقون الحرية والوجود الوطني السيد في دولتهم. ولكنه نسي أن يقول: وعلى أرضهم، فهي غير موجودة في نظره لأن هذه أرض إسرائيل. وشدد في خطابه على الصلة التاريخية العميقة بين أرض إسرائيل وشعبها وعلى الإيمان الخالد بأبدية هذه الصلة غير القابلة للاهتزاز: فأرض إسرائيل غالية عندي، غالية علينا، وهي أغلى عندنا، نحن اليهود، من أي شيء آخر. وقال: فأرض إسرائيل هي التاريخ المفتوح، وهي الشهادة، الهوية وحق الشعب اليهودي، إنها صفحة تلو صفحة بامتداد الأرض الواحدة والوحيدة لنا، وفي قلب قلبها القدس الموحدة، مدينة الأقداس على جبل موريا، ومحور حياة الشعب اليهودي في أجياله وموضع حنينه وصلواته منذ ثلاثة آلاف عام. ومع ذلك تحدث عن أن: حق الشعب اليهودي في هذه الأرض لا يعني تجاهل حقوق شعب آخر. وأضاف أن القرار بشأن خطة الفصل كان بالغ الصعوبة بالنسبة إليه، وأنه دفع ثمناً شخصياً باهظاً. وأشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي يمر بأزمة شديدة نتيجة لخطة الفصل وأنه يحتاج إلى وقت لمداواة الجروح. وكانت هذه أبرز إشارة إلى أنه لا ينوي الإقدام على خطوات أخرى، لكنه دعا الفلسطينيين إلى استغلال الفرصة التي نشأت إثر تنفيذ خطة الفصل للعمل على تحقيق خريطة الطريق عبر فرض النظام في غزة، وتفكيك ما أسماه بالمنظمات الإرهابية. وقال: الآن جاء دور الفلسطينيين لإثبات رغبتهم في السلام، فانتهاء السيطرة الإسرائيلية على غزة يتيح لهم تطوير اقتصادهم وبناء مجتمع يتطلع للسلام.
السفير 16/9/2005