الطريق إلى دمشق

الطريق إلى دمشق

أما صحيفة التايمز فنشرت في صفحة التحليلات والرأي موضوعا في الشأن السوري بعنوان: "تغير النظام الحاكم يتقدم ببطء على الطريق المفضي إلى دمشق".

وتبدأ الصحيفة بالنظر في أسباب تراجع الرئيس السوري، بشار الأسد، عن زيارة مقررة إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة، وفسرته على أنه مؤشر على ضعف النظام الحاكم.

وترى التايمز أن الرئيس السوري يخشى أن تتم إدانته وهو في نيويورك على خلفية التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، والذي يجريه كبير محققي الأمم المتحدة الألماني دتليف ميليس، الذي وجه أصابع الاتهام بالفعل إلى أربعة من المسؤولين الأمنيين اللبنانيين الموالين لسورية، والذي يقوم الآن باقتفاء آثار المتورطين في اغتيال الحريري على امتداد الطريق المفضي إلى دمشق.

وتضيف الصحيفة أن هناك سببا ثانيا في إحجام الأسد عن السفر في هذا الوقت بالذات، ألا وهو خشيته من وقوع انقلاب يطيح به. فبعض الحرس القديم من البعثيين مستاء من افتقار الأسد إلى الحنكة في التعامل من قضية لبنان واضطراره إلى تعويض ذلك بالسماح لمحققي الأمم المتحدة بدخول سورية.

وتذهب التايمز إلى القول بأن بعض الشخصيات في النظام الحاكم في سورية تخشى من أن هجوما بصاروخ واحد قد يقوض النظام بإثبات عجزه عن حماية السيادة السورية.

ثم تتساءل الصحيفة: "هل سيتم استغلال هذا الضعف السوري؟" مضيفة أن الأمريكيين يريدون بالتأكيد تغيرا في سلوك النظام السوري، ولن يذرفوا عليه دمعة واحدة إذا سقط.

وترى التايمز أن الأردنيين والسعوديين تتزايد خشيتهم من اتساع رقعة الأصولية الشيعية من إيران إلى العراق ثم إلى سورية، وهو ما تصفه الصحيفة بـ"صراع الحضارات" الحقيقي في الشرق الأوسط.

وتقول الصحيفة إن الأمريكيين، بعد تجربتهم في العراق، ليسوا في مزاج يسمح بالعمل على تغيير النظام السوري بأنفسهم، كما أنهم لا يتوقعون ظهور "جورباتشوف سوري" من داخل النظام.

"وبدلا من ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية ترجح انتهاج طريق وسط، كما تشعر بالحاجة إلى معرفة المزيد عن البدائل لنظام البعث السوري. أما مصير سورية فقد تحدده عوامل غير مرتبطة ببعضها البعض".