في ذكرى المجازر

في ذكرى المجازر

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين/‏07‏/07‏/2005/ تمر علينا هذه الايام ذكرى اياما حالكة من تاريخ امتنا الحديث هذه الامة التي ابيض فاحمها جراء المصائب التي ألمَّت بها  منذ القضاء على الخلافة الاسلامية على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي استطاع بتعاونه مع الماسونية والصليبية أن يمزق الامة الاسلامية وقيام دويلات طائفية فيها فسوريا  تعاني من حكم الطائفة النصيرية تحت اسم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يعتبر حزبا قوميا مارقا عن الاسلام اذ لا يوجد في الاسلام قومية من خلال انصهار جميع المسلمين بكل أعراقهم بالاسلام هذا الحزب وهذه الطائفة المارقة عن الاسلام ارتكبا الآثام ومارسا الظلم  في حق الامة الاسلامية وخاصة في حق شعوب المنطقة من لبنان وسوريا وفلسطين  حتى أصبحت هذه الأمة وهذه الشعوب  كاليتامى على مائدة اللئام  فلا ناصر لها الا الله تعالى فقد قام النصيريون والبعثويون بارتكاب مذابح تقشعر لها الأبدان فقد أقدمت سرية من سرايا الدفاع عن النصيرية باقتحام سجن تدمر في  27 من حزيران/يونيو من عام 1980 وارتكبت مجزرة من مجازر العصر  شبيهة بما فعله اليهود الصهابنة في دير ياسين وقتلت هذه السرية خيرة شباب سوريا من حملة العلم والمعرفة لقد أهرقت دماء اكثر من 750 شابا في ليلة ليلاء والناس نيام والجبناء  يقومون بتخطيط  أعمالهم في الليل لأنهم يخافون من النهار وقد قام اليهود بتصفية مسلمي دير ياسين في الليل أيضا بعيدا عن أعين ما يسمى بالمجتمع الدولي  ولم يحرك هذا المجتمع ساكنا لمجزرة تدمر التي تعتبر وسام عار على جبهة قادة الجيش السوري والنظام الحاكم في بلد لم يعرف اهله الذل الا في عهد هذا النظام وقرأ  إمام أحد مساجد مدينة كولونيا في المانيا عند صلاة عشاء ذلك اليوم ( واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين . لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك اني أخاف الله رب العالمين / ولم تبقى عين الا ذرفت .

ثم كانت مجزرة حماه في عام 1982 وقام الجيش السوري البطل الذي نشأ من أجل تحرير فلسطين بقتل اكثر من 30 الف شخص في المدينة الباسلة لأن أهلها وشباب تدمر لم يركعوا للنظام الذي عاث في الارض فسادا كما أن سبب قتل هذا النظام لهؤلاء جراء نقمتهم عليهم بايمانهم بالله تعالى  ( وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) ومن سوريا الى لبنان فقد جيش السوري البطل الذي جاء الى لبنان ليحمي اهله بارتكاب مجزرة في تل الزعتر قتل بها أكثر من 30 الف شخص حتى تكون هناك موازنة في الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية ان كانت هناك انسانية ثم انتقلت عدوى المجازر ضد المسلمين من سوريا ولبنان الى البوسنة التي يمر هذا / اليوم الاثنين /  11 تموز/يوليو من عام 1996 مجزرة مدينة سربرينتسا التي راح ضحيتها اكثر من 10 آلاف مسلم لا يزال حوالي 5 آلاف من سكان هذه المدينة مصيرهم مجهول عدا عن مقتل اكثر 250 الف بوسنوي مسلم ومن الكوسوفو من خلال حرب عرقية اندلعت من أجل تصفية الوجود الاسلامي في البلقان .

لقد وقعت هذه المجازر بحق أمتنا جراء  بعد  بعض زعماءها عن الله تعالى ومحاربتهم للاسلام  والقضاء على الخلافة الاسلامية تلك الخلافة التي وصفها القوميون العرب من أمثال البعث بأنها كانت دولة احتلال ولن يرفع الله تعالى عن هذه الامة المجازر والكرب الا  من خلال عزمها على قطع الوثاق الذي ربطه بها زعماء النصيرية والبعث في سوريا اذ ان بإزالة حزب البعث عن السلطة والقضاء على النصيرية الحاكمة  في سوريا يعتبر طريق أولي لنهوض الامة الاسلامية بأكملها وأن على الشعب السوري النهوض برمته بمساعدة ضباط مخلصين من الجيش السوري اذ لا بد أن يكون هناك ضباط مخلصون في صفوف هذا الجيش  وذلك  أجل القضاء على  الطغمة الحاكمة  في سوريا التي تعتبر وراء مصائب الامة الإسلامية بأكملها .

وتمر علينا هذه المجازر التي جعلت العالم الاسلامي بأكمله مثل قول الشاعر احمد محمد محرم رحمه الله  الذي وصف العالم الاسلامي بقصيدته الرائعة

اني تذكرت والذكرى مؤرقة    مجدا تليد بأيدينا أضعناه

انَّى اتجهت الى الاسلام في بلد تراه مقطوعا مقصوصا جناحاه

الا أن العالم الاسلامي بمقدوره أن يعيد مجده من جديد ويستبدل جناحاه المقطوعين بأجنحة لن تنقطع وما ذلك على الله بعزيز