اغتصبت حوريه ولم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها
اغتصبت حوريه ولم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
في ربيع عمرها كانت حوريه عمرها سبعة عشرة سنه .وردة برية .؟ مكللة بتاج الندى تنشر الشمس عليها أشعتها الوردية عند شروقها , لتلبسها تاج ملكة من أرقى وأجمل زينة على الأرض .
تنظر إلى نفسها . بشبابها وجمالها , ورقتها بعنفوانها وشرفها وعفتها .آية من عند الله وضعت في هذه الأرض ببحرها وساحلها الخلاب بأنهارها وودياننها وبساتينها . بجمال شجر الصفصاف المستحي فيها وشموخ شجر البلوط في قوامها وقدم وعراقة الزيتون عندها صلبة كصلابة السنديان , وجميلة كجمال وروود الجنار فيها .
أنا أعيش على هذه الأرض والذي بارك ربي فيها . شام وبلاد الشام وشامة الله في أرضها وغوطتها وعيونها .
تمشي حورية مزهوة .
تتمايل ميل أغصان الشجر مع نسمات الصباح العليلة في ربيع سوريه .
تقول لنفسها أصبح عمري الآن سبعةعشرة سنه أنا الآن في سنة 1963
أحلامي وردية وأمالي كبيرة
سوف أروي كل عطشان في بلدي
سوف تزهو هذه الأرض بخيرها وخير مافيها
لأبي وأختي وأخي ولجيراني وأهلي وكل بلدي
ترابك ذهب للجميع
وعلمك وعلماؤك نفع ومفخرة لي وللوطن العربي للعالم أجمعين
من عندنا وصلنا الى اسبانيا والصين
وفي عهدي سوف نكون في قلب الوطن العربي الكبير
وهي تحلم
.وتفكر كيف تبدأ
خيرات البلد كثيره وتاريخها ناصع البياض وشبابها شجعان وأقوياء
وعقول أبنائها في حرية التفكير والتعبير ولهم حرية الإبداع .
وتأخذها غفوة وسكون من الجمال والإطمئنان
ولم يخطر ببالها .انه يوجد على هذه الأرض لصوص وقتلة وأعداء .
تصحو حورية من غفوتها لترى نفسها بين مجموعة ضباع ووحوش
يتهجمون عليها
ويبدأوون بافتراسها وهي تستغبث
خافوا رب العالمين .عذريتي أملكها وطهارتي ممنوحة لي من رب العالمين
وكلما استغاثت كلما زاد عدد المغتصبين
نادت واستغاثت فيما حولها
ولكن هل من مغيث
حورية اغتصبت حورية مزقت أوصالها حورية ماتت
كل من حاول مساعدتها لحق بها أو هرب لمكان بعيد
قلبي عليك ممزق ونار تغلي بداخلي منذ زمن بعيد
حاولت مساعدتك فاعذريني كانوا أشد قوة مني ومتمرسين في الإجرام منذ زمن بعيد
آه ثم آه ياحوريه
على كل جزء من جسدك الطاهر البريء
ثلة من الأشرار اغتصبوك . ولم يكفهم هذا . وتقاسموك وجزأوك قطعة قطعة وفرقوها بينهم للقائد المفدى واخوانه وأعمامه . ولم يتبق منك إلا الروح لتسبح في الفضاء الفسيح, لتعود ذات يوم تنتقم من كل سيء في وطننا الفسيح
صدقيني ياحورية لن يبق الوضع كما هو
ولن يقبل الأحرار ذلك في يوم أكان قريب أوبعيد
ولم يكفهم ذلك ياحبيبتي
حتى بعد موتهم ورثوك لأبنائهم وما زالوا يقطعون أجزاء جسدك الطاهر البريء وهناك المزيد والمزيد .
عجبا إلى متى سنبقى نحيي المغتصبين ونصفق لهم في كل مناسبة أو غير مناسبة .لنحضهم على اغتصاب المزيد........؟