كاد أن يجهز علينا الصمت في الماضي

كاد أن يجهز علينا الصمت في الماضي

وصمْتُنا الآن يُجهز علينا

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

الكل يعرف , والجميع يعلم مايحاك لهذه الأمة من مؤامرات , حتى القبور تتكلم والأحياء صامتون .

والغزال يطير والحمامة تمشي

والأخرس يتكلم والسليم أصم وأبكم

وثائق سرية تنشر وهي ليست بسريه

وجحيم تؤجج ناره  لندفن فيه .وهمنا ماهي أفضل الثياب الواجب ارتداؤها لدخول الجحيم

مصدره قم وطهران . والموزعون لناره في كل مكان

صمتنا عن فلسطين والجولان والضفة الغربية والأهواز

وياليتنا صمتنا عن العراق ,فما كانت لتضيع في جحيم طهران

ويبدو أن سياسة التشفي في وطننا العربي أصبحت سياسة معقولة ومبررة , ومن هذه السياسات الآن هي سياسة التشفي في سورية وأزمتها الأخيرة مع العراق وطهران .

وكثرت التحليلات حول الهدف من ذلك واتهام دمشق بما جرى ويجري على الساحة  العراقية . فمنهم من أصاب جزئ من الحقيقة ومنهم من أخطأ في تحليلاته .

ولكن الأمر أعتقد أنه أصبح واضحا في تصريحات أحمدي نجاد الأخيرة يوم الخميس ال20من رمضان المصادف 10/9/2009 والذي ذكر فيه (هدفنا نشر التشيع ورفع راية المهدي المنتظر) ودعا إلى أن العمل بهذا الإتجاه يقع على عاتق الجمهورية الإيرانيه . بعد أن دعا ممثل مرشد الثورة الإيرانية في الحرس الجمهوري على أهمية الدول المجاورة في نشر التشيع .ودعا سعيد شعوبي هذه البلدان للنهوض بكل قواها باتجاه ثورة المهدي العالمية هذه .

يبدو أن الأمور في طهران قد استقرت سياسيا بعد الأزمة الداخلية السابقة والتي أعقبت الإنتخابات الأخيرة . وبعد الإستقرار هذا لابد من نشر جحيمهم إلى البلاد العربية بالذات لأن العرب هم الأعداء الحقيقيون للملالي ولا عدو آخر لهم إلا نحن .

حركوا الفتيل في اليمن . وبدأت المعركة هناك وأسقطت حكومة الأكثرية في لبنان ولم تر النور بعد , وقبلها اتهمت سورية بالتفجيرات واللجوء إلى الأمم المتحدة لمحكمة دولية ضد النظام السوري . وأخذت بوادر الحرب الطائقية في العراق تعود مرة أخرى .

وتنشط المساعدات بالوكالة أو مباشرة للحوتيين في اليمن . وبدأت الخلايا النائمة بالتحرك  , وكلها تتحرك من قم وطهران .

ومن خلال هذا العرض المختصر يمكن أن نصل إلى الأهداف الحقيقية للتفجيرات الدموية والتي حصلت في العراق وتحميل النظام السوري مسؤولية ذلك يمكن إيجازها بالنقاط الآتية:

1-رغم ضعف العراق وسقوطه بأيدي الطغاة مازال يشكل خطرا كبيرا على المشروع الصفوي في طهران . والمتمثل في وعي معظم العشائر العربية في العراق السنية والشيعية منها.

2-المقاومة العراقية الباسلة , والتي حاربت وما تزال تحارب قوى الطغيان مجتمعة من العالم أجمع في العراق والتي استطاعت أن تقف ضد مشروعاتها فهي لم تفشلها بعد ولكن على الأقل أوقفت زحفها وتقدمها وتقف بالمرصاد لمخططاتها .

3-ولكي يتم القضاء على هذه المقاومة الرائعة لابد من تجفيف وسد جميع الينابيع والأبواب والتي يمكن أن تتنفس منها رجالات المقاومة العراقية.

4-الإحتلال الأمريكي والصفوي ومن والاهم جربوا كل الوسائل للقضاء عليهم ففشلوا فيه والحمد لله.

5-رأى حكام طهران ولا يستبعد أن تكون معهم إسرائيل . فلا بد من توريط سورية ككبش فداء في التخلص من رجالات المقاومة العراقية . وقياداتها والموجودين على الأراضي السورية , ليتم تسليمهم إلى حكومة بغداد الإيرانية وتصفيتهم جميعا .للحصول على طريق ممهد أمام امبراطورية المهدي القادم من طهران

6-ويسقط الشرق العربي بذهاب جيب المقاومة العراقية إلى سورية ولبنان ليلتف إلى الخليج ونقل البيت الحرام إلى النجف  أو قم .

وتتلاقى مع حركة اليمن الحوثية والبحرين وقطر والإمارات . وتصبح المنطقة كلها جمهورية المهدي الخميني والذي سوف يخرج من قبره عندها (لأن الإمام لايموت وإنما يذهب في خلوة يظهر وقت اللزوم ) .

فلست إلا مواطنا يرى الشر بكامله .لأناشد كل من له عقل وقلم ولسان أن يمد يد العون بما يستطيع لإفشال المخطط الصفوي .وإخماد الجحيم .ولعل المملكة العربية السعودية بدأت تشعر بالخطر , مع صمتها ولكن تشير بعض التقارير أنها تساعد الحكومة اليمنية ضد الحوثيين . ولو بشكل صامت , ولكن الأمر لايحتاج إلى صمت ويجب أن يكون صوت بفعل لاكلام بدون عمل . ومن الواجب الحتمي على الدول العربية مساعدة اليمن في القضاء على الحركة واجتثاثها من جذورها قبل أن تمتد وتستفحل لتصبح كيان اسرائيلي في اليمن . إن مايجري في اليمن ليست أحداث داخلية لادخل لنا بها وإنما هي من صميم حياتنا كعرب ومسلمين في العالم أجمع .

ولو تم القضاء على هذه الحركة الآن , سوف يكون درسا قاسيا يتلقاه حكام قم وطهران .

والمكان المرعب أيضا والمتماثل معه النظام السوري . وعلى الدول العربية أن تخيره بين أمرين معنا أو ضدنا , وعليه أن يختار بعدها .

وإن لم يع العرب هذه الحقائق ويبقى الصمت قائما لن يمر وقت طويل إلا ورسالة أبو مسلم الخراساني للوالي في خراسان (أقتل كل عربي وكل من يتكلم العربية وعمره أكثر من عشرة سنوات )ولكن هذه المرة ستكون مرسلة من أحمدي نجاد أو الخامنئي .