تأثير النفط الاحوازي
تأثير النفط الاحوازي
أبو شاكر الاحوازى
لعبت الامبراطورية البريطانية في القرون القريبة الماضية دورا مهما في الجزيرة العربية لتفكيك الخلافة العثمانية المسماة بالرجل المريض حيث كانت بريطانيا تدعم ماديا و معنويا الحركات العربية المطالبة بالاستقلال و لم يمضي وقت طويل حتى اصبحت هذه الدول الخليجية مستقلة و معترف بها دوليا على الساحل الجنوبي للخليج العربي .
اما الساحل الشمالى من الخليج العربي فكان يمثل القوة الاقتصادية و العسكرية و الموقع الاستراتيجي المهم والفاصل بين العرب و الفرس و هي الاحواز و عاصمتها المحمرة و كان اخر امرائها المرحوم الشيخ خزعل الكعبى.
و لما كان اكتشاف اول بئر نفطي في الاحواز عام 1908 و قدرة الامارة على حفظ منابع النفط و الغاز المصدر للغرب مما جعل البريطانيين يدخلوا بمعاهدات عسكرية و اقتصادية حيث فتحت قنصليات فى الامارة كالقنصلية الفرنسية و البريطانية ومكتب القائم بالاعمال الايرانية.
ترى لماذا دخلت بريطانيا العظمى بمعاهدات مع الشيخ خزعل الكعبى؟
هل كانت ترى منه قوة لحفظ مصالحها ام لأنها كانت تريد ضرب الايرانيين ام الاتراك؟
ان المعاهدات المبرمة كانت تؤمن سلامة المنابع الاقتصادية للمستعمر الجديد و كانت شركة الهند الشرقية و شركة اخوة لنج الانجليزية النفطية من اهم الشركات التى تنقل النفط من ابار الاحواز للاسواق الغربية.
فكانت القوة العسكرية التى يمتلكها الشيخ خزعل هى ضامن استمرار تدفق النفط من الامارة الا ان سرعان ما خرجت القبائل الشمالية للقطر الاحوازي من سيطرة امير الاحواز و لاسباب و تناقضات داخلية بين القبائل العربية الاحوازية مما جعلها تشارك فى معركة الجهاد التي هزمت الجيش البريطاني المدجج بالسلاح و المنسحب من العراق و تزامن مع هذا انتصار الثورة البلفشية في روسيا مما جعل البريطانيين ان يعيدوا فى حساباتهم حيث الخوف من القوة الجديدة الزاحفة نحو المياه الدافئة التى تهدد مصالحهم بحاجة الى من يصدها و لم يروا تلك القدرة في امارة الشيخ خزعل فلابد من خلق لاعب جديد فالنفط الاحوازي هو القدرة الاقتصادية للشرطى(ايران) الجديد .
و على هذا الاساس فقد خان الاستعمار العجوز بامارة الاحواز و مد يد العون الى فارس الجديد القادم و المرتزق(رضا خان الفارسي) على قوت الفقراء الاحوازيين.
و قد نشئت الدولة الفارسية على جماجم الاحوازيين و منذ اربع و ثمانين سنة فقد كان النفط هو العامل الاساسي الذي قرب الغرب لنا (بريطانيا) و هو الذي باعنا و باستطاعتنا ان نجعل الغرب يقترب لنا و من خلال النفط بدليل ان الحروب تشن بين الدول من اجل النفط كما حصل باحتلال العراق و لان ايران بلد استهلاكي غير منتج فان ميزانيته السنوية هى تسعين بالمئه مستخرجة من النفط الاحوازي و قد تعلمون اين يصرف نفط الاحواز هو لاعمار ايران اولا و لدمار الدول العربية ثانيا .
فاذا اردنا ان نقصم ظهر الجمل(الفرس) فعلينا ان نوقف قدر ما استطعنا تدفق النفط الاحوازي الى بلاد فارس و الذى ينهب منا ليقتلنا و يقتل اهلنا في باقي البلدان العربية و اني بايمان كامل اعتقد اذا ما توقف تدفق النفط من الاحواز الى ايران فستحل النهاية بالظالمين.
و الله من وراء القصد