أبو غريب سوريا

مصطفى إبراهيم عبد الله

أبو غريب سوريا

مصطفى إبراهيم عبد الله

العالم بأسره مشغول بالبربرية الأمريكية في سجني أبي غريب وغوانتانامو من تعذيب مادي ونفسي، وتدنيسٍ للمصحف الشريف والتي أخذت وقائعها الفظيعة تتكشف وتتراكم على مبدأ كرة الثلج، والعالم بأسره يستنكر. والصورالتي شاهدناها على شاشات التلفاز حتى هذه اللحظة في غنى عن نقلها وتكرارها.. ولكن عند مقارنتها مع السجون السورية فإن مأساة المقارنة –رغم شناعة ماجرى في هذين السجنين- ستبقى  طويلاً في ذاكرة الأجيال. ونرجو من القارئ الكريم أن يتذكر  إلى جانب هذه الصور ما يقوله سجناء الرأي في سجون سوريا بعد خروجهم من السجن .

 ونبدأ بسرد أنواع التعذيب :

1-   التعذيب المادي ( الجسدي).

يقول الأستاذ محمد سليم حماد،  وهو أردنيّ بقي في سجن تدمر من عام 1980 إلى عام 1991، في كتابه "شاهد ومشهود" في الصفحة 49 ومن المشاهد المؤلمة التي لا أنساها عن تلك الفترة حالة الأخ المرحوم حسين عثمان الذي عذبوه بالجلوس على الكرسيّ الألمانيّ .... فيرتكز الضغط على صدره وعموده الفقريّ فإذاا ازداد تهتكت الفقرات حتى تنكسر ...). وهذا ما أكده كل من المفرج عنه خالد فاضل في كتابه (القاع / سنتان في سجن تدمر العسكريّ)، والأستاذ نزار نيوف في رسالته إلى الرئيس الفرنسيّ ، حيث يقول...أعاني الشلل الجزئي بسبب التعذيب الوحشيّ الذي تعرضت له ...). وكذلك حين يجيب على سؤال الصحفي محمد علي الأتاسي :"..صدقني.... أشكال معينة من القتل،والضرب بالبلوك الإسمنتيّ من ارتفاع 6 أمتار على رؤوس بعض السجناء وهم في طريقهم إلى الباحة ....". وهذا ما أكده أيضاً كتاب( تقرير منظمة الشرق الأوسط عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لعام 1990) عن طريقة التعذيب بواسطة الكرسيّ الألمانيّ .

أما النوع الثاني من طرق التعذيب  فهو التعذيب بالكهرباء حيث يقول خالد فاضل في كتابه: ".. ووقف الضرب وجاءوا بسلكين فربطوا كل واحد منهما بإصبع من إحدى رجلي ... وسرت الكهرباء فكأنما هي العقارب تدب وتلسع ...". ويقول محمد سليم حماد في كتابه :"... وعادت ليالي العذاب والجلد والسلخ والكهرباء ...". ويقول أيضاً: " ويبدأ الضرب.... فإشارة الانتهاء لدى الوحوش أولئك أن تنفتح بطن الرجل ويسيل منهل الدماء .... فيقفز أحدهم فوق ظهر الضحية ويلحقه ثان فيقلبه ويعلو صدره ويأخذ كلاهما يعفسانه ويركلانه ..... حتى تتكسر الضلوع....". ومن أنواع التعذيب ما يذكره خالد فاضل في كتابه :"...وبينما كان الرقيب يعدنا كان نفرٌ من الزبانية مندفعين في تعذبينا،ثمّ أخذوا اثنين .....وأخذوا يتفنّنون في تعذيبهما ثم أجبروهما على غمس رأسيهما في الشاكرية وهو لبنٌ مغليّ......"

ويقول في صفحة أخرى: "... وكان الزبانية يطفئون أعقاب السجائر في رقابنا ووجوهنا ويحرقون أصابعنا وأذاننا بقداحات الغاز...". ويقول أيضاً: ".. ومن أدوات التعذيب الكرباج الثخين- عصا غليظة طويلة- والمسلة وهي إبرة ضخمة من الحديد.... يخزون بها المعتقلين في خواصرهم ووراء آذانهم ...". ويقول محمد سليم حماد :"....رأيت بنفسي نموذجين، كان الأول منهما الأخ حسين آلطنجيّ الذي استخدموا معه في فرع المخابرات بحلب الضرب المباشر بالبلطة على مشط قدمه....... فكادت أن تقطعها...... واستخدموا مع الآخر أسلوب الحرق بالمدفأة الكهربائية ...".

ويقول خالد فاضل : "..وأخذوا يمسكون بالمعتقل ويضعون عنقه ضمن عصا الفلقة ويفتلونها حتى يشتد حبلها على رقبته ثم يحملونه بها حتى يختنق ثم يلقونه وهو بين الموت والحياة...... ورفع اثنان بالعصا إلى الأعلى محمولاً من رقبته فزفر المعتقل واختنق"

2-  التعذيب النفسيّ ومن أنواعه:

يقول الأستاذ محمد سليم حماد :"...ونحن في هذه الحالة من الجوع والضيق والمعاناة كان القضاء محتماً علينا أن نشارك الطعام والمقام ضيوفاً من مخلوقات أخرى.....كانت الجرذان والتي أقسم أن واحدها كان أكبر من القط بلا مبالغة...".  ويقول في صفحة أخرى : " ولقد كان أمراً شائعاً منذ بداية أيامنا في تدمر أن يأمرنا الجلادون بتناول بقايا الطعام من بين القمامة وأكلها عنوة أو التقاط ذبابة أو صرصار يصادفنا في الباحة وابتلاعه..... والأخ المسكين برغم كل هذا العذاب لا يستطيع أن يفعل حتى إذا اشتد عليه الضرب وأرهقه الجلد وخارت قواه دسوا الفأرة في فمه دساً وأبلعوه إياها ورموا به في المهجع.

3-  التعذيب الأخلاقيّ:

يقول الأستاذ محمد سليم حماد في كتابه صفحة 117 : "...يوم أن أطل أحد الحراس من شراقة السقف ونادى على أخوين شقيقين وأمرهما أن يخلعا ملابسهما ويفعلا الفاحشة ببعضهما البعض ومع الضحكات الفاجرة والمسبات الدنيئة أصر المجرم على تنفيذ الأمر..... ولم يفتح أحد منا سيرة ما جرى بعدها ستراً للأخوين وحفظاً لشعورهما وكرامتهما وكرامة وشعور أبيهما والذي كان نزيل المهجع نفسه.. ولقد تكرر مثل هذا الحدث غير مرة وأعاد هؤلاء السفهاء أمثاله في أكثر من مهجع..". وفي كتاب تقرير منظمة رقيب الشرق الأوسط عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا لعام 1990 جاء في الصفحة 117:".. هناك تعذيب/العبد الأسود/ حيث يعلق السجين الضحية به من معصميه ثم يدخل سيخ معدنيّ شديد الحرارة في فتحة دبره بقوة..". ويذكر لنا الرياضي هلال عبد الرزاق علي على صفحات جريدة القدس العربيّ تاريخ 13/7/2001, وهو الذي أمضى في معتقلات سوريا في عهد الرئيس الجديد مابين  23/7/2000  و 22/6/2001 حيث يقول:

"....وقد حدثه بعض المساجين بأنهم رأوا إحدى النساء في غرفة التحقيق وقد عرّاها الجلادون وهي تستر ما تستطيع بيديها وتولول وتستغيث...". وتقول السيدة هبة دباغ في كتابها "خمس دقائق وحسب" - حيث بقيت 9 سنوات في السجن رهينة في أخيها- صفحة 221: "...وكان عمر حميدة– رئيس فرع أمن الدولة في حلب- يضربها على بطنها (ن) وينادي كالممسوس على الجنين ويقول له : انزل.. واشهد اللهم أني بعثيّ..".

"..فبادروا أبخستهم إلى جذب (....) من زنزانتها وقدموها كرهينة وصاروا يساومون الشباب عليها إذا لم تسلموا أنفسكم فسنقتلها.....فعاشت المسكينة على أعصابها يومين من الرعب كاملين ....". وفي صفحة أخرى تقول : " .. تقول أخرى: ولقد قصت علينا أن عمر حميدة عرّاها في البداية من ملابسها وعلقها إلى السقف من يديها ....واعتدوا عليها أمامه ( زوجها) قبل أن يرسلوه إلى تدمر فيقتل لاحقاً في المجزرة الكبيرة...".

وتقول في صفحة أخرى عن سجينة أخرى : "..وجاء دور عمر حميدة ،فأجلسها على الكرسيّ وقد كبل أيديها وأرجلها من الخلف ببعضهم البعض وجعل يطفىء أعقاب السجائر في أعفّ منطقة ببدنها ....". وتروي عن أخرى فتقول: ..ففحصتها طبيبة سجينة بين الصراخ والزعيق الذي صرع الدنيا فوجدتها قد تعرضت لاعتداء واضح ولكنه لم يؤثر عليها كثيراً وليس هناك مايشير إلى حمل..". وفي صفحة 76 تقول هبة عن سجينة أخرى: "... فعروها وعلقوها في السقف، وتناوبت عليها كل وسائل التعذيب..". وتقول عن أخرى أيضا: " .. فلقد تمت تعريتها مثل أكثر المعتقلات بحلب وجعل عمر حميدة يسحبها من شعرها على الأرض  فيرتطم رأسها بالأرض والجدار حتى تسبب في كسر عظمة أنفها ...فخرق لها طبلة أذنها..".

وقد حدثني الأستاذ (ح. ر) عن ( أ)عندما ذهب ليهنئه بخروجه من السجن بعد أن قضى 5 سنوات من عمره، وخرج وهو لم يتجاوز الـ20 عاماً  من العمر، فتلقاه والدموع تنهمر من عينيه ... وهو يقول له : "إنهم ناكوني لاطوا بي.." .

4-التعذيب بإهانة الدين:

   يقول الأستاذ محمد سليم حماد في كتابه: "...ويوم أن عرف واحد من الشرطة اسمه شحادة الذي ينتمي (.....) أن الحاج أحمد عزيز- رجل مسن – قد ذهب إلى حج بيت الله الحرام في يوم ما فمد الزنيم قدمه أمام الناس وقال لهم : "هذه هي الكعبة".. وأمر الرجل أن يقبل حذاءه مثلما قبّل الكعبة هناك ولم يكن للمسكين إلا أن يطيع خشية ما لا تحمد عقباه..... وتقول السيدة هبة دباغ في كتابها في صفحة 13: "..ولم نجد إلا أحدهم يقتحم الغرفة علينا وما أن رأى مصحفاً على الجدار حتى انتزعه ورماه على الأرض وصار يدوسه بقدميه كالمهووس...". وتقول أيضاً: "..والويل كل الويل لمن يضبطه العناصر وهو يصلي...".

أخي القارئ كل شيء في تدمر مسخر لتعذيب المعتقلين وإرهابهم حتى الحمام كما يقول الأستاذ خالد فاضل!"....فتناثرت الدماء في الحمام نتيجة جروح وإصابات كثيرة وأصبح الحمام "حمام دم"،يعجز القلم حقاً عن وصف ذلك اليوم.....وقتل فيه عدد من المعتقلين أذكر منهم أحمد طوير...".وهذا ما أكده الأستاذ محمد حماد في مذكراته:"....فقد كانت حياة المعتقلين في السجن كلها عذاب حتى أن أحد السجانين كان يخاطبهم : بدنا نفطركم قتل ونغديكم قتل ونعشيكم قتل مسموح لنا نقتل 20% منكم ...". وتقول هبة دباغ في صفحة 88: ".. يقول السجان:مسموح هنا حسب القانون أن يموت 7% من المساجين... أي إعدام ببطء مع التعذيب...".

ولقد أكد الكاتبان في كتابيهما أنه انتشر الجرب – بسبب قطع الماء المتعمد- والسل والقمل والكوليرا واليرقان الكبديّ حيث يقول محمد حماد في كتابه: "..وتزايدت حالات الوفاة المرضية والإصابات المزمنة حتى مات من مهجعنا وحده قرابة الأربعة عشر أخاً...".

 أما إذا سألت أخي القارئ عن طريقة المحاكمات فاسمع ما يقوله خالد فاضل:"...مدة المحاكمة مابين /2-5/ دقائق". ويقول السيد محمد سليم حماد : "....ومما ما لا ينس من أيام1984 المريرة أننا شهدنا فيها أكبر عمليات الإعدام الجماعي إن لم يكن أكبرها على الإطلاق .....".

  وهنا يضرب لنا السيد محمد حماد نموذجاً عن طريقة المحاكمة إذ يقول في صفحة 169 :"....أن أخاً ممن عرضوا على المحاكمة كان طبيباً بيطرياً يعمل في قرية دريكيش مسقط رأس سليمان الخطيب رئيس هذه المحكمة..... فيقول – أي سليمان الخطيب- للطبيب: بتذّكر يوم جبنالك البقرة وقتلتها ولا؟ روح بدي أعدمك".. ولقد تم إعدام الأخ المسكين بالفعل ....".

أما القصة الثانية التي يرويها الأستاذ حماد:"..كان زاهد داخل رحمه الله طالباً متفوقاً  في كلية الطب......وكان معه محمد يونس العلي وفي أحد الأيام تعرض يونس هذا لزميلة لهم في الصف.... ودارت الأيام وتم الزواج بين زاهد وزميلته....وشاءت الأقدار أن زاهد سجين تدمر ويونس طبيب السجن.....وشاهد يونس زاهداً في يوم من الأيام أثناء التنفس فقال للشرطة هاهو ذا......وجعل الشرطة يخرجون زاهداً بسبب وبدون سبب ويذيقونه في كل مرة جرعة مضاعفة من العذاب...... ومضت أسابيع، وقد انتهت فيه – أي زاهد- كل قدرة على الحركة، تقدم فيصل وعريف الشرطة العسكرية اسمه شحادة وهوى كلاهما بالعصا على رأسه فانفلق من فوره وخرجت روحه إلى البارئ.

أخي القارئ ربما تستغرب تلك المحاكمات فاقرأ ما كتبه وزير الدفاع السوريّ مصطفى طلاس في كتابه مرآة حياتي صفحة 840 ، المجلد الثاني حيث يقول طلاس : "....اتصل بي اللواء حافظ الأسد وزير الدفاع وقال لي :"عليك أن تباشر على الفور بمحاكمة سليم حاطوم وبدر جمعة ".

وعندما استأذنته بأن أقوم بالمهمة صباح اليوم التالي لأن الساعة كانت تشير إلى الثامنة والنصف ليلا..... وكانت توجيهات اللواء الأسد حاسمة: عليك أن تبدأ عملك منذ هذه اللحظة...... وفي الساعة التاسعة والنصف عقدت المحكمة جلستها..... وتابعت المحكمة إجراءاتها القانونية حتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وصدر الحكم باسم الشعب العربيّ السوريّ بإعدام المتهمين...... وكلفت المحكمة أحد أعضائها وهو الرائد رئيف علواني بالإشراف على التنفيذ.. وأنجز المهمة في حفل سجن المزّة العسكريّ فجر يوم 24/6/1967 وفي ظهر اليوم نفسه هتفت إلى رئيس الدولة وطلبت موعداً لعرض إضبارة الحكم فنسي الرئيس نور الدين الأتاسي الموعد وأثناء نزوله من العمارة أوقفته عند مدخل البناء وترجل من السيارة،واعتذر عن نسيان الموعد لأن زوجته طلبته إلى الغداء وقام بتصديق الحكم وشكرني على شجاعتي ......."..

أترك للقارئ التعليق مذكراً بأن مدة المحاكمة كانت خمس ساعات ونصف وأن رئيس الدولة صادق على الحكم بعد تنفيذه...

وبعد كل أنواع التعذيب التي قرأتها سابقاً، اقرأ ما كتبه محمد سليم حماد في الصفحة 196 تاركاً لك التعليق! "...مع بدايات كانون الأول 1991 وبينما نحن في المهجع نجرع الأسى ونفيض بالحسرات أقبل علينا مساعد السجن محمد نعمة  وأبلغنا أن انتخابات رئيس الدولة أوشكت أن تجرى خلال أيام وأن علينا أن نظهر محبتنا وتقديرنا للقائد الأسد فنقول له: نعم بالفم الملآن والصوت العالي..... وكان الأنكى أن قام بعض هدته المحنة وأنهكته المعاناة فاقترح أن نكتب العبارة : نعم للقائد على واحد من قمصاننا البيضاء لا بالحبر أو الدهان وإنما بالدم وفعلاً فعل من دمه....".

وأذكر للقارئ أن العفو العام الذي كان يصدره  حافظ أسد شخصياً   كان أول المشمولين به هم القائمون على إدارة السجون السورية بسبب جرائمهم الشنيعة في السجون، والتي كانت تفوق ما هو مسموح لهم به رسمياً.

وهنا.. ننتقل إلى جريدة تشرين السورية تاريخ10/5/2004  التي تكتب تحت عنوان : تنديد متواصل وانتهاكات حقوق الأسرى العراقيين...."!!ولكن صدق من قال إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

ورب قائل يقول : إنما جرى ذلك في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.. أقول له ألم تقرأ ماكتبته الصحف وتناقلته الأخبار عن موت 13 سجيناً سوريً تحت التعذيب؟ ألم يكن مارواه الرياضي العراقيّ هلال عبد الرزاق علي على صفحات جريدة القدس تاريخ 13/7/2001 في عهد الرئيس الجديد بشار الأسد، والتي لا تختلف كثيراً عن قصص الآف المعتقلين، ألم يتحدث عن الكرسي الألماني الذي يهشم العمود الفقري..  والتعليق من أيديهم وضربهم على سائر أنحاء الجسد وهم عراة.. وكذلك الضرب بالأسلاك الكهربائية السميكة....وليعلم القارئ أن هلالاً خرج من السجن بجهد السفارة البريطانية لأنه يحمل الجنسية البريطانية بالإضافة إلى الجنسية العراقية...

ثم .. هل يصر أحد على الحديث عن الفرق بين عهد حافظ أسد وبين عهد ابنه بشار بعد جريمة قتل أحمد المسالمة الذي أعطته السفارة السورية في الرياض الأمان وأنه لن يتعرض لأذى إن عاد إلى بلاده، بعد أن تشرد خمسة وعشرين عاماً فاراً بحياته من الموت ، وعندما وصل إلى مطار دمشق ألقي القبض عليه ونال من التعذيب ما نال إلى أن مات في المعتقل..

وتزداد سخرية المقارنة يين مايجري في أبي غريب وغوانتانامو وبين مايجري في سورا، عندما تعتقل المخابرات السورية في دمشق السيد محمد رعدون رئيس جمعية حقوق الإنسان لأنه نصح المشردين ألاّ يعودوا إلى سوريا إلا بعد عفو رسمي، وذلك بعد موت أحمد المسالمة تحت التعذيب..

 والآن ترتكب أجهزة القمع الإجرامية في سوريا واحدة من أشنع جرائمها باغتيال الشيخ الخزنوي رحمه الله وهو الذي كان مقرباً من هذا النظام حتى وقت قريب، لأنه طالب أن يكون للإخوان المسلمين دور في الحياة السياسية في سوريا ثم تلقي جثته في منطقة نائية لتبعد عن نفسها التهمة ، مثلما حاولت أن تبرئ نفسها من جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري رحمه الله..

فهل يريد بعض سدنة النظام الحاكم في سوريا أن يوصلوا الشعب السوري إلى أن يتمنى أن تأتيه الدبابات الأمريكية لتنقذه من هذا النظام؟ .. وإذا كان هذا صحيحاً ، وهناك الكثير من المؤشرات على صحته، فما الذي ينتظره هؤلاء من الدبابات الأمريكية إن جاءت لاقدّر الله؟