منبع الكراهية والحقد والشر في الإنسان

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

هل الحقد والكراهية والشر في الإنسان هم الأصل؟

فلو نظرنا إلى واقع الإنسان وتفكيره وسلوكه فلا بد من وقفة طويلةحيال ذلك .

الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الإنسان يولد على الفطره والتغير الذي يأتي ناتج عن الأهل أو نقول مجازا المجتمع .

توجد نظريات متعددة حول بحث مثل هذا الموضوع ولكن الذي يهمني من ذلك الأمر هو النظريات السياسيه.

نظرية توماس هوبس فيلسوف إنكليزي(أن الناس بطبيعتهم أعداء يحارب بعضهم بعضا وأنهم لايكونون مواطنين صالحين إلا بفعل الخوف).

يقابلها نظرية أخرى  الأمير بطرس كروبتكن زعيم مدرسة الفوضيين الروس (يرى أن الناس بغريزتهم يؤثرون الغير على أنفسهم وأنهم لم يصبحوا أنانيين إلا نتيجة التأثير السيء للنظم الإجتماعية التي عاشوا فيها في ظل الرأسماليه).من منطلق الرد على بعض الأقوال والتي تذكر وتركز على موضوع الحقد والشر والكراهية في مواقع المعارضة السورية والرد من قبل المحسوبين على النظام السوري , من أن المعارضة وعناصرها يملأهم الحقد من الداخل وأن إلغاء قانون ال49هو جريمة وعليه يجب الإبقاء على هذا القانون .

لو رجعنا إلى ماهي أسباب الحقد والتي تكون تحت مسمى الشر . لابد من ان نعي ماهو أسباب الحقد هذا؟ فلو استطعنا أن نزيل أسبابه نكون قد وصلنا إلى إلغاء الشر والكراهية والتي تقل وتنتهي مع الزمن .

 المتتبع للأحداث لابد من أن يصل حقيقة إلى: أن منبع الحقد والشر هو النظام القائم في سوريه والذي بتصرفاته الشريره جعله يصدر مثل هذا القرار مع الأحكام العرفية ليلغى القانون بالكامل وينفذ حسب هوى الأفراد .

فقد حرمت ثورة آذار 1963 حقوق كثير من الناس بادية بحقوق الضباط في الجيش السوري القدامى . وكذلك الرصيد المالي والتي كان يعمل بها أصحاب المشاريع الكبرى لتهرب إلى الخارج .

وبوجود  الظلم يزداد الحقد في النفوس ليصل الأمر بالنظام القائم في سوريه بأن ينفث حقده بالكامل بعد أن استوت الأمور له طائفيا .

نستنتج من ذلك أن الناس لايولودون أشرارا . ولكن الظروف التي تقع على الإنسان هي التي تحوله إلى حاقد يملأالشر قلبه على الطرف المقابل .

الإنسان يولد على الفطرة والفطرة تكون سليمة . وينشأ المجتمع على تلك الفطرة في حال وجد العدل في المجتمع الذي يعيش فيه .فمتى وجد العدل انتفت الجريمة من المجتمع وكلما قل العدل يقابله زيادة في الشر بصوره عكسية ومتصاعدة .

وليعلم أي ظالم أن الأحرار ينهضون في وقت واحد مهما طال سكونهم . وعندها لن ولم يجد الأشرار ملجأ لهم إلا في زوايا الظلام الدامس . فالطائفة السنية في سوريه لم تكن في يوم من الأيام طائقيه وعليه وجدت تلك الطوائف المتنوعة في سورية ولم يتم إقصائها أو تجري لها مذابح من قبل الأكثرية في سوريه . والتاريخ يشهد على ذلك .

ويمكن تطبيق النظريتين السابقة الذكر على أن الأغلبية في سوريه تميل بمجملها إلى نظريهة كروبتكن .بينما الأقلية الحاكمة تميل إلى نظرية توماس هوبس .

فلو لم يمارس النظام الحاكم التفرقة الطائفية المطلقة ومحاولة إبادة الطرف الآخر وما زال على نمطه هذا ولم يغير من سياسته شيء .فلا بد أن يعي النظام أن لكل فعل رد فعل يعاكسه ويساويه بالقوه .

وإن أراد أن يجعل من الحقد  المنتشر والمستشري بين الناس فلا بد له من إعادة حقوق المحرومين . فا لفائدة تكون إيجابية له في الحاضر والمستقبل . وكلما أعطى مزيدا من الحقوق كلما حصل على مزيد من الفائده الراهنة والمستقبلية له ولطائفته وعموم المجتمع.

فهل يكفي أن يعطينا حقنا وهو أولا إلغاء قانون شريعة الغاب فهو ليس منة وإنما حق مغتصب . ليتواصل بعدها المزيد .وإن ألغي القانون 49 هل سيتم إطلا ق سراح الذين تم الحكم عليهم حسب القانون المذكور ؟ كأثر رجعي كما في ضريبة الإغتراب مثلا .

النظام مغتصب لحقوق الأكثرية في المجتمع السوري المستند في ذلك الإغتصاب على دوافعه الطائفية المقيتة . فالأجدر عليه أن يعي المستقبل . وأن يعلم أن الحقوق لاتضيع طالما وجد من يطالب بها .

فهل يعي النظام حقيقة ذلك ؟