السودان يُغلق المراكز الثقافية الإيرانية
بسبب التبشير الذي تتحمل مسؤوليته
الدول الخليجية الغنية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
لم نستغرب من خطوة السودان بقيامها الى اغلاق المراكز الثقافية التبشيرية الايرانية فيها وإن تأخرت كثيراً بهذه الخطوة لأن معطياتها ستؤدي الى هذه النتيجة ، ولم يكن هناك من داعي للسماح لهم تحت أي مبرر ليكن ضرره أكثر من نفعه بكثير ، وذلك من خلال إعطائهم الفسحة بهذه النشاطات التبشيرية الضخمة التي كانوا يقومون بها ، ونعرف أنّ الحاجة ألجأتهم كأكل لحم الميتة ، ولكننا نرى أن هناك الكثير من البدائل التي لم تُستخدم ليستعيضوا عمّا فوتوه بإجراءات سيتجاوزوا بها تلك العقبة اليوم ، تماماً كما جاء قرار السودان بقرار الإغلاق غير مختلف في ظروفه عمّا كان عليه سابقاً ، سوى استجابة لضغوط داخلية وخارجية دون تغيير في المعادلة ، أو أنّ هناك عروض مُغرية جاءت من وراء هذا القرار ، وإن يكن من أمر فإنّ انتشار التبشير الشيعي الايراني في المنطقة تقع مسؤوليته الكبرى على عاتق دول الخليج الغنية التي لم تُلقي بالاً الى الدول العربية السنّية الفقيرة بل عمدت الى محاربتها والتضييق عليها ، مما ألجأ تلك الدول الى مد اليد الى ايران التي استغلّت الحاجة وقامت بالتبشير
ففي اليمن على سبيل المثال لايوجد فيه إلا المذهب الشافعي بأغلبيته والزيدي ، أما الإثني عشري فهو طارئ بعد السماح بذهاب القوافل الى ايران ، لنرى اليوم اليمن على فوهة بركان ، وكذلك الحال في السودان ، وكما يقولون أول اشتعال النار يبدأ بشرر ، ولانعلم مدى الأضرار التي سببتها العلاقة السودانية الايرانية المتطورة على المدى المنظور ، إذا ماعلمنا مايتبع التبشير من إغراءات مادية وحجم الانفاق بغية تثبيت الوجود وإيجاد ثغرة كبسمار جحا للانطلاق تمهيداً للتغيير الديمغرافي كما كان حاصلاً في سورية لولا قيام الثورة فيها وقلب كل الأوراق ، في نفس الوقت الذي لاتسمح فيه إيران بهكذا نشاطات للسنّة في أراضيها ، ولم تسمح ببناء مسجد سنّي واحد في طهران ، عدا عن التضييق على سنّة ايران الذين هم من أصل البلد فما بالنا بالسماح بنشر الدعوة الى الله على منهج السلف الصالح وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليكون لهذه السعة في التبشير الشيعي الفارسي في منطقتنا العربية وكذلك الاسلامية وبالاً ليس على الدول المنكوبة به ، بل على المنطقة بأكملها نتيجة سياسات دول الخليج الغنية المتعالية والمتجاهلة للدول والشعوب السنّية ودورها في تدعيمهم بتخليها عنهم ، وبالتالي مانشهده من اضطرابات وتدخلات إيرانية بكامل المنطقة العربية كان بالإمكان تلافيها ، لتتحول الى خطر حقيقي ليس على تلك الدول التي وقعت تحت نير الحاجة ، او التي كان يُمارس عليها التبشير القسري كسورية ، بل على الخليج برمته ، فهل تتدارك الدول الخليجية أخطاءها الجسيمة وتقوم بعمل تصحيحي ينقذ تلك الدول وينقذها أيضاً من الخطر الداهم
ومن جملة هذه الاجراءات دعم الثورة السورية بكل مستلزماتها ، وتبنّي اللاجئين والنازحين السوريين لكسبهم ، وعدم ايقاعهم تحت طائلة الحاجة ، وتقديم الدعم اللازم والمطلوب لتلك الدول التي تعرضت وتتعرض للضغوط الاقتصادية كالسودان والاردن واليمن وسنّة العراق كما قدّمت مثل هكذا دعم الى لبنان ومصر السيسي ، وتخليها عن فكرة محاربة ماسموه بالإسلام السياسي الذي فرق دولنا وشتتها وشرذمتها وفتتها وأضعفها ، وبالتالي ضعف دول الخليج الذي صارت على مهب الريح عاجلاً أم أجلاً إن استمرت على تلك السياسة العمياء ، التي لاتأكل جوارها فحسب ، بل ستلتهمها أيضاً معها.