ستار أكاديمي بدأ بقلة الحياء و انتهى بقلة الأمانة
ستار أكاديمي بدأ بقلة الحياء و انتهى بقلة الأمانة
لبنى ياسين – دمشق
مؤخرا قام برنامج ستار أكاديمي باستضافة الطفل جمال البالغ من العمر سبع سنوات في إحــدى حـــلقاته إثـــابــة لـه على عمل قام به اثلج صدر القائمين على البرنامج فما كان منهم إلا أن دعوه للبرنامج.
فالطفل ذوالسنوات السبع قام مشكورا من وجهة نظر البرنامج بسرقة مرتب والده (420) دينار أردني أو ما يعادل 588 دولار و اشترى بها بطاقات شحن وزعها على شباب الحي ليصوتوا لسلمى غزالي و بشار الغزاوي , مما دفع أحد أولاد الجيران و نظرا لكمية البطاقات التي يقوم جمال بتوزيعها إلى الوشاية به إلى أبيه الذي استطاع إنقاذ 394 دولار من مرتبه بإعادة البطاقات التي بقيت مع الطفل عندما وصل إليه الأب .
لا ادري أي طريقة تربوية يفكر بها معدو البرنامج و هل الهدف الرئيس من البرنامج هو هدم البقية المتبقية من الأخلاق لدى الأجيال الصاعدة بدءا من الحياء و انتهاءً بالأمانة.
و لا ادري أي رسالة تركتها استضافة الطفل في البرنامج لدى بقية الأطفال الذين يتحسرون الآن لان فكرة عبقرية كسرقة آبائهم لم تخطر ببالهم ليصبحوا نجوم حلقة من حلقات ستار أكاديمي.
و ليت الموضوع توقف على البرامج إذا لاغلقنا تلفزيوناتنا أو أدرنا المحطة و انتهى الأمر , إلا أن كم الكليبات الهائل الذي يتسابق على القفز إلينا عبر الشاشة الصغيرة , متخمة بمشاهد لا يستطيع عقل إنسان واع ٍ أن يصنفها إلا ضمن مستوى قاع الهبوط يكاد يفقدني عقلي , و ربما اثلج صدري قليلا خبر قرأته مؤخرا فسرني أن أرى إنسانا ما في وطننا العربي يحاول أن يقف في وجه هذه الظواهر الدخيلة على ديننا و عاداتنا و تقاليدنا و حتى أخلاقنا فقد قدم محامي إماراتي شكوى رسمية إلى الشرطة هي الأولى من نوعها في الإمارات ضد مدير عام إحدى القنوات الفضائية تبث من خارج البلاد، وذلك بعد بث تلك القناة أغنية لإحدى المغنيات تحوي "مشاهد مخلة ومنافية للآداب العامة".
ورفض المحامي عيسى عبد الله بن حيدر أن يذكر اسم القناة أو اسم الأغنية وفضل أن يبقى الأمر طي الكتمان حتى يتم النظر في أمر البلاغ وتحويله للقضاء.
وقال ابن حيدر إنه كان بالصدفة يشاهد تلك القناة عندما رأى "فيديو كليب" لإحدى الفنانات يصورها على أنها طالبة في مدرسة تقوم بحركات ذات إيحاءات مثيرة وتظهر مفاتنها وتحاول الإيقاع بالمعلم وتظهر المدرسة تلك المؤسسة التربوية كأنها مكان لممارسة الحب ولقاء العشاق، حيث صورت جميع المعلمات بل وحتى مديرة المدرسة وهن يهمن حبا وغراما بذلك المعلم الذي يشارك في تلك الأفعال المخالفة للآداب العامة.
ويأمل المحامي الإماراتي من خلال هذه الشكوى أن يساهم لو بجزء بسيط في إلقاء الضوء على هذه الظاهرة السيئة التي باتت تجتاح الكثير من الفضائيات العربية من خلال بث أغاني فاضحة لا تتناسب مع قيم المجتمعات العربية والإسلامية وتحض على "الانحلال والإباحية.
أتساءل بعد هذا فعلا: متى سيقوم أحد القائمين على المحطات و الذين هم في موقع المسؤولية الفعلية عن مستقبل أخلاق و ثقافة جيل بأكمله بإيقاف هذه المهزلة ووضع حل جذري للتفاهات التي تأتينا عبر الشاشة الصغيرة و تقتحم بيوتنا قسرا بعد أن تفشى هذا النوع من البرامج و الكليبات في محطاتنا فصار يحاور أولادنا اكثر مما نحاورهم نحن الأهل و المدرسون و الهيئات التعليمية.