إيران في مهب الريح

(2)

حسن راضي

[email protected]

يشهد ايران صراعا داخليا غير عاديا منذ اكثر من شهر بين اجنحة السلطة, هذا الصراع القائم في طهران ليس جديدا لكن دخل مرحلة جديدة بعد ما اصبحت الانشقاقات داخل الاجنحة نفسها و التمرد صار سيد الموقف, ليس فقط بين التيارات نفسها بل في داخل كل تيار. من اهم تلك التمردات عدم استجابة احمدي نجاد لرسالة "خامنئ اي" باقالة مشائي من منصب النائب الأول له و بعد ذلك تنصيبه مديرا لمكتبه. و التمرد الاوسع على "خامنئ اي" هو رفض اوامره بتوقف الاحتجاجات و القبول بنتائج الانتخابات من قبل التيار المسمى بالاصلاحي و من قبل الشارع الايراني على حد سواء.

بدء الانشقاق و الصراع على السلطة بعد مجيئ محمد خاتمي رئيسا لايران عام 1997. و مجيئه للسلطة ليس من اجل الاصلاح و التغير كما كان يدعي في فترة الحملة الانتخابية, بل جاء به النظام من اجل العبور من مرحلة حرجة و هي العزلة الدولية و الأزمة الداخلية الخانقة. و نجح النظام الايراني من العبور من تلك المرحلة, لكن دفع ثمنا باهظا لمناورته تلك حيث اصبح تيارا واسعا في النظام يطالب بادارة النظام بطريقته التي تختلف تكتيكا مع التيار المحافظ و المسيطر على كل شئ في ايران.و اصبح في السلطة تيارين منافسين كلا طرف يريد ادارة النظام بطريقته التي يعتقد هي الانجع للحفاظ على النظام و اطالة عمره. كما كل طرف يتهم الطرف الاخر بان سياساته تؤدي الى انهيار النظام لا بل انهيار ايران برمته اذا ما استلم زمام السلطة.

التيار المسمى بالاصلاحي توسل بالشارع المتعطش للتغير و الحريات, للضغط على منافسه. و توسل التيار المحافظ بالحرس الثوري الايراني (باسداران) و قوات التعبئة (البسيج) لبسط سيطرته و اقصاء كل من يخالفه و يخالف اوامر الولي الفقيه ( خامنئ اي). بدء احمدي نجاد في بداية وصوله لدفة الحكم في عام 2005 بتنصيب قوات الحرس على رأس جميع المؤسسات الاقتصادية و السياسية و المدنية و الثقافية و دخل المجلس عدد كبير من الحرس الثوري (الباسداران) كنواب و منعوا العشرات من التيار الاصلاحي للدخول في البرلمان عن طريق رفض صلاحياتهم. تصريح قائد الحرس الثوري الايراني , جعفري, قبل ايام "بان الثورة في ايران دخلت مرحلة جديدة و سنحافظ عليها باي ثمن". فهو يدل على توجه الحرس الثوري للسيطرة على جميع مفاصل الدولة و قمع كل من يعارض ولاية الفقيه. سيطرة الحرس الثوري الايراني على المؤسسات السياسية و الاقتصادية و المدنية اضافة على انه ادخل البلد الى مرحلة عسكرة السياسية و الاقتصاد, سيبدل ايران الى ثكنة عسكرية و حكومة طوارئ, فانه يدل على إن الوضع العام في ايران خطير بسبب انعدام ثقة الشعوب في النظام من جهة و انعدام ثقة الولي الفقيه ( خامنئ اي) بالمسؤليين السياسيين حتى من الجناح المحافظ (عدم انصياع احمدي نجاد لخامنئ اي باقالة مشائي نموذج لانعدام الثقة). كما ان القراءة الاخرى لسيطرة الحرس على السلطة يدل ان البلد متجه نحو المزيد من الاصتطدام مع دول المنطقة و الغرب بسبب اصرار النظام الايراني على صنع القنبلة النووية و سياسات ايران التوسعية في المنطقة و دعم و مساندة الحركات الارهابية, لوصول ايران الى اهدافه بقيادة الحرس الثوري الاكثر مخلصا لولي الفقية الثورة.

السؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل يستطيع النظام الايراني و على رأسه الجناح المتشدد بعد ما يكمل عسكرة كل شئ ان يستمر بالقبضبة الحديدية و هل يتمكن ان يواجه المد الداخلي و الضغط الخارجي و هو اصلا يعاني من مشاكل و ازمات عديدة اقتصادية, سياسية, اجتماعية, اضافة على التوجه الايراني المعاكس لرغبة شعوب العالم و تطلعاته بالحرية و الانفتاح و احترام حقوق الانسان و الديمقراطية و حرية الراي و التعبير؟

كل التجارب التاريخية و الشواهد العينية في داخل ايران و ما يحيط به من مخاطر جمة تؤكد بان النظام الايراني لا يتمكن السير عكس الطوفان القوي و سيتهشم شيئا فشيئ حتى يصبح خبر كان.

(3)

إيران و المحاكمات الصورية

كل حركة سياسة معارضة للنظام الإيراني او حتى مهنية كـ الاعتصامات العمالية وما شابه تواجه بقمع سريع و مباشر من قبل الاجهزة الامنية و يربطها النظام بالخارج بزعم العمالة او المحاولة لإطاحة النظام أو تهديد الأمن القومي الإيراني (تجزئة ايران). و هذا الاتهام اي تهديد الأمن القومي الإيراني الهاجس الأكبر للنظام و عادة يتهم النظام الحركة القومية لدى الشعوب غير الفارسية بهدف تصفيتها بعد إتهامهم بتهمة المحارب " محارب الله" حيث إن الولي الفقيه يرى نفسه ممثلا لحكم الله في الأرض. هذا هو سلوك الأنظمة الديكتاتورية و المحتلة لأراضي الغير حيث لا يمكنهم الحفاظ بما لديهم إلا بتلك الطريقة و التخبط بكل شئ من أجل الإستمرار. و الحريات الفردية و الاجتماعية و السياسية و التعبير عن الراي يرونها بداية نهايتهم. في ظل تلك الظروف في مثل تلك البلدان تستغل الشعوب اي حدث او اي مناسبة للتعبير عن الرأي و عن ما يطمحون له. و ما حدث في إيران من إحتجاجات واسعة و مظاهرات غاضبة ضد إعلان فوز احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية للدورة الثانية ما هو إلا شرارة و إنطلاقة, حيث الاحتجاجات و المظاهرات سرعان ما تحولت ضد النظام برمته بكل أطيافه. هذا ما جعل النظام يفقد صوابه و قام بقتل العشرات و اعتقال الالاف و شملت الاعتقالات الأجانب العاملين في السفارات او الصحفيين و السواح. و مارست الاجهزة الأمنية الإيرانية أبشع أنواع التعذيب وصفها " مير حسين موسوي" رئيس وزراء ايران السابق و أحد المرشحين للرئاسة الجمهورية في الدورة العاشرة, وصفها بالممارسات زمن القرون الوسطى لبشاعتها. كما كشف "مهدي كروبي" رئيس المجلس الإيراني السابق و أحد المرشحين أيضا للرئاسة الجمهورية الايرانية في الدورة العاشرة بإن الاجهزة الأمنية أعتدت على المعتقلين من رجال و نساء (اعتداءات جنسية) و اغتصبتهم لانتزاع اعترافات بالقوة منهم.

إذا نظرنا لأهداف النظام الإيراني من الإعتقالات, الإتهامات, بث الإعترافات المزعومة من المعتقلين بالارتباط بالخارج للعمالة و التجسس و إعتقال الأجانب من الفرنسيين و الاميركيين و البريطانيين من صحفيين و سواح و ديبلوماسيين فانها تتلخص بما يلي:

اولاً: تدويل ازمتها الداخلية, اي تحاول إيران أن تقول للجميع بإن ما يحصل في الداخل هو نتيجة تدخلات أجنبية و ربط كل ما يحصل, بالخارج و المؤامرة على امنها المستقر!.

ثانيا: تعقيد قضية المعارضين بربطهم بالخارج و إنزال أشد العقوبات بحقهم من خلال اتهامهم بالتجسس و العمالة و أخذ الاموال و الأوامر من أعداء النظام في الخارج.

ثالثا:خلق مبررات للقمع و الإعدامات و الإعتقالات الواسعة و عسكرة البلد بحجة إفشال المؤامرات و الدفاع عن وحدة إيران المستهدفة من الغرب!.

رابعا: خلق مبررات لتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة و الدول العربية, بحجة الدفاع عن أمنها الداخلي و الرد بالمثل.

خامسا: تحويل القضايا السياسية داخل البلد إلى قضايا أمنية و التعامل مع المعارضيين السياسيين بمنطق أمني بحت.

سادسا: محاولة إلهاء و لفت أنظار العالم من ملفاتها الرئيسية مثل ملفها النووي و تصدير الإرهاب و تدخلاتها بالشؤون الدول المنطقة إلى قضايا الإعتقالات و تلفيق الإتهامات و مطالبة إيران بإحترام حقوق الإنسان و حق الرأي و الإفراج عن المعتقلين خاصة الأجانب منهم من خلال الدخول بالتفاوض معها و كسب المزيد من الوقت لصالح ملفها النووي.

سابعا: جعل المعتقلين الأجانب ورقة جديدة للتفاوض مع الغرب للحصول على مكاسب و إمتيازات من الغرب و الضغط عليهم للتنازل عن خياراتهم لمواجهة ايران.

ثامنا: تحاول من خلال أعتقال الأجانب و تلفيق الإتهامات ضدهم بالتجسس و إحباط مؤامراتهم, أن تخلق بعبعا من نفسها من أجل أن تعرض عضلاتها على الدول الجوار. و تفرض اجندتها التوسعية.

تاسعا: تصدير مشاكلها العويصة و المستعصية إلى الخارج, لإنها عاجزة عن الحلول المنطقية و قبول الرأي المخالف. فلهذا إيران دائما تهرب بمشاكلها إلى خارج الحدود بتصورها إنها قادرة على أن تحكم إيران و تسيطر على المشاكل الجمة من الخارج.

هذه بعض أهداف وأعمال إيران لمواجهة الأخطار و المستحقات على الأرض الواقع التي هي نتيجة تراكمات لثمانية عقود من الزمن من الحكم الديكتاتوري و السيطرة بالقوة على الشعوب الرازحة لإحتلالها. و حرمان جميع الشعوب من حقها الطبيعي في العيش و الحياة الحرة الكريمة التي هبها الله لهم, بدل أن تجلس الى طاولة الحوار و التفاوض و تطبق الشريعة الإنسانية و الآلهية التي هي تدعي بتطبيقها.

يا ترى هل الغرب يعرف نوايا ايران من كل تلك المناورات و هل لديه خطط لمواجهتها ؟ و هل يمتلك الغرب الأدوات الناجعة لمواجهة إيران و أخطاره على العالم. هل إيران قادرة بعنجهيتها أن تواجه الشعوب الرازحة لاحتلالها و الغرب في آن واحد؟ و هل هنالك مصالح بابقاء ايران كما هو؟ هل هنالك مصالح بتغير إيران و أين تكمن مصالح الغرب في تغير ايران كخريطة و جغرافية اي ببلقنته؟ او مصلحة الغرب في تغير النظام فقط ؟ او تختصر على تغير نهج و سياسة النظام و الحفاظ على كل ما هو موجود؟ و ماذا تتنظر الشعوب في داخل خارطة إيران و ماذا تتنظر الدول الجوار و المنطقة؟

(4)

علاقة الغرب بإيران

في نهاية مقال العدد السابق (إيران في مهب الريح3) طرحت عدة اسئلة تتعلق بعلاقة الغرب مع إيران في ظل ما يطرح في الإعلام من تصعيد في المواقف بين الطرفين و المشاكل المتعددة, خاصة ملفات إيران التي تخالفها الغرب مثل الاعتقالات الاخيرة التي طالت عمال في السفارات الغربية و سياح و صحفيين مما أثار غضب الغرب تجاه إيران. و شرحت أهداف إيران من وراء تلك الإعتقالات. لكن المثير للإنتباه ردود فعل الغرب تجاه عنتريات و عنجهية إيران مما يثير عدة اسئلة في العلاقة بين الطرفين. هل هنالك عداء بين الطرفين و ما هو طبيعته؟ هل هما أصدقاء في السر و أعداء في العلن؟ هل هما متنافسان في المشاريع و الطموحات؟ هل يلتقيان ام يتقاطعان في تلك المشاريع؟ هل لهم مصالح مشتركة او متضاربة؟

اذا كانت العلاقة بين الطرفين متضاربة اي بينهما عداء حقيقي ؟ لماذ لم يبادر الغرب بعمل حقيقي لضرب إيران مثل ما فعل تجاه كثير من الدول مثل الاتحاد السوفيتي السابق و الاتحاد اليوغسلافي السابق و ما فعل ضد العراق و افغانستان و الامثلة كثيرة في هذا المجال, خاصة الغرب يمتلك أدوات هائلة لتنفيذ أهدافه منها الإقتصادية و السياسية و العسكرية و التقنية. في المقابل أدوات ايران للدفاع عن نفسها او لمواجهة الغرب ضئيلة للغاية إلى حد إنها عديمة مقابل ما يمتلكه الغرب في كل المجالات. كما إن إيران غارقة في المشاكل و الأزمات الداخلية و الخارجية نتيجة لسياساتها التخريبية التي اصبحت واضحة للقاصي و الداني. اهم نقاط ضعف إيران وضعه الداخلي الهش في كل المجالات كالآتي:

أولاً: الحالة الجفرافية و السكانية الإيرانية على حافة الإنهيار حيث الشعب العربي الأحوازي و الشعب البلوشي و الشعب الترك الأذربايجاني و الشعب التركماني و الشعب الكردي لهم اهداف تحررية من الإحتلال الجاثم على صدورهم منذ بداية القرن الماضي. هذا الأمر يجعل إيران عرضة للتجزئة السهلة إذا وجدت تلك الشعوب الدعم المالي و السياسي لتحركاتها. إيران في هذا الوضع يشبه وضع الإتحاد السوفيتي و الإتحاد اليوغسلافي السابقان مع فارق القوة و التكنلوجيا و الإقتصاد و المكانة الدولية المميزة لتلك الدولتين, حيث تلك الدولتان بعد ما تعرضتا للضغط (الإتحاد السوفيتي) و الضرب العسكري (الأتحاد اليوغسلافي) تهشمتا و الشعوب الرازحة لاحتلالهما سرعان ما أعلنت استقلالها و أسست دولها القومية على أساس حق تقرير المصير و أسست انظمة تتماشى مع متطلبات العالم و ركبت عجلة القطار السريع الحركة.

ثانيا: الوضع السياسي الإيراني فهو الأخر يعاني من أزمات مزمنة طولها بطول عمر الدولة الإيرانية الحديثة (منذ عام 1921) حيث إيران لم تتمكن بكل أجهزتها القمعية و مشاريعها لدمج تلك الشعوب في بوتقتها الفارسية و التخلص من الثقافات و اللغات و الانتماءات المختلفة بدمجها في اللغة و الثقافىة الفارسية و فشلت فشلا ذريعا في هذا المشروع. منذ عدة عقود لم تتخلص إيران من عقدتها تلك حيث شعار "ايران الكبير باللغة و الثقافة الفارسية (الآرية) الواحدة" قد مات و دفن منذ إعلانه و البدء في العمل على تطبيقه. لإن الشعوب غير الفارسية و الرازحة لإحتلال إيران صمدت صمود الجبال بوجه جبروت القمع و القتل و المشاريع الشوفينية العنصرية و مشاريع التطهير العرقي, لا بل أضحت تلك الشعوب أقوى و أوعى من الماضي و هي عازمة على تحرير أراضيها و تأسيس دولها القومية تتماشى مع مبادء حقوق الإنسان و تطلعات العالم الحر. و أذا نظرنا الى الوضع السياسي عند الأقلية الحاكمة ( القومية الفارسية تشكل 35% من مجموع سكان إيران البشري) فهي أيضا مصابة بداء التشتت و الصراع ,هذا ينطبق على السلطة و المعارضة على حد سواء, الصراع القائم على السلطة في طهران الدليل الكافي في ما نذهب اليه و في ما يخص المعارضة رغم امكانياتها المالية و الدعم السياسي من قبل بعض الدول لها و خلال أكثر من ثلاثين عاما لم تتمكن من لملمة صفوفها و تشكل جبهة واحدة بقيادة واحدة و هي تتراجع يوم بعد يوم مقابل النظام نفسه و مقابل تطور و نموء الشعوب غير الفارسية.

ثالثا: في ما يخص وضع إيران الإقتصادي: إن دخل إلكن لا يمكن مقارنته بالوضع اي دول من دول الغربية في كل المجالات الإقتصادية, العسكرية و السياسيةيران الإقتصادي الاكبر هو البترول الأحوازي, الواقع في الأراضي العربية الأحوازية, و السوق الإيراني هو في يد اتراك اذربايجان, لكن الثروات و العوائد من كل ذلك في يد السلطة الحاكمة التي تسرق تلك الثروات و تصرفها على مشاريعها العسكرية (النووية و الصاروخية) كما تدعم بتلك الثروات المنظمات الإرهابية في المنطقة. و المتبقى في جيوب و حسابات رجال السلطة نفسها و اكبر رأسماليين على رأس السلطة هما الرجل الأول و الثاني في النظام, هما الولي الفقية علي خامني اي و الشيخ على اكبر رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام و رئيس مجلس الخبراء. أما الوضع الإقتصادي لعامة الناس فهو و حسب احصائيات امم المتحدة فان أكثر من 40% من سكان جغرافية أيران يعيشون تحت خط الفقر, كما إن التضخم وصل الى اكثر من 39%. هذا الوضع العام في إيران, لكن إذا أخذنا الوضع في مناطق الشعوب غير الفارسية في إيران فان الأرقام بالتاكيد تصل الى 60% نتيجة للسياسات العنصرية الرامية لتهجير الشعوب من أراضيهم و نهب ثرواتهم و مصادرة أراضيهم ,بهدف محاربتهم و تغير البنية الجغرافية لصالح العنصر الفارسي.

هذا هو الوضع الإيراني العام بدون الدخول في الأرقام و التفاصيل المملة حيث وضع إيران ليس يس افضل من كثير من الدول العالم الثالث. صحيح إن إيران تمتلك بعض الأوراق مثل البترول, مضيق باب السلام الأحوازي المحتل ( مضيق هرمز) , مليشات في العراق و لبنان و خلايا نائمة في بعض الدول المجاورة و قوتها الرئيسية هي الحرس الثوري الإيراني المجهز بالعقيدة و السلاح. لكن لا يمكن مقارنته بالوضع لاي دولة من الدول الغربية في كل المجالات الإقتصادية, العسكرية و السياسية. حيث اذا استخدمت إيران سلاح البترول و ورقة مضيق باب السلام ستكون هي المتضررة الاولى من ذلك حيث إيران مصدرها الإقتصادي الرئيسي هو البترول و اذا توقف ضخه تتوقف العجلة الاقتصادية و العسكرية الإيرانية. كما ان الغرب اذا شائت فتسيطر على مضيق باب السلام بسويعات.

اذا كانت لإيران بعض الأوراق الممزقة و العتيقة, فان للغرب خاصة ( الولايات المتحدة الأميركية, بريطانيا, فرنسا, المانيا) أوراق كثيرة و نقاط قوة قاتلة اذا استخدمتها فينهار إيران دون الحاجة الى الدخول بعمل عسكري. من أهم تلك النقاط البترول اذا توقف ضخه و منع من الوصول الى السوق العالمي من خلال محاصرته و وقف تصديره, ستتوقف العجلة الإقتصادية و العسكرية الإيرانية خلال إشهر قليلة و سيتأثر النظام الإيراني في الصميم. و الورقة الاهم ( و الكيش مات الإيراني) هي ورقة الشعوب غير الفارسية إذا قدم الغرب الدعم السياسي و الإعلامي لها فهي و بكل سهولة ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير الإيراني المصاب بمرض الخرف. ان حصل ذلك الدعم سيكون حال إيران , كحال الإتحاد السوفيتي السابق حيث و بدون طلقة نارية واحدة ظهرت 15 دولة بين ليلى و ضحاها على الخريطة.