فتح منظمة غير متجانسة

فتح منظمة غير متجانسة

نبيل شبيب *

- مؤتمر بيت لحم ليس نهاية تاريخ منظمة فتح

(قضية فلسطين أكبر من فتح وسائر المنظمات والفصائل الأخرى، ولا يرتبط الحديث عنها بمناسبة ما كانعقاد مؤتمر بيت لحم، أما الحديث عن فتح فيفرض الانطلاق من معايير القضية ومجراها التاريخي ومن ثوابتها الأصيلة، للوصول إلى صورة صحيحة عما ينتظر المنظمة من مصير أو عما يُرجى لها من تطور.

مؤتمر بيت لحم وحصيلته يمثل لحظة صراع في تاريخ منظمة فتح، ولا يتجاوز هذا الإطار ليوضع في إطار قضية فلسطين الأكبر من المنظمات جميعا، إلا من خلال سؤال آخر: أين ستوضع نتائج المؤتمر؟..

والجواب مرتبط بمضامين تلك النتائج، فإن كانت فاعلة مرئية في خدمة التحرير على أرض الواقع وليس في خطبة افتتاحية أو كلمة حماسية أو شعارات رنانة، كان للمؤتمر قيمة إيجابية تصب في المصلحة الفلسطينية، وإن أصبحت النتائج محضن مزيد من العراقيل في وجه المقاومة والتحرير، ومزيد من الانحرافات باتجاه التسليم والتدجيل، كان للمؤتمر قيمة سلبية تعود بالضرر على فتح أولا، أما تأثيرها على القضية فمهما كان ضخما أو مضخّما سيبقى محدودا بميزان التاريخ، لأن القضية أكبر من فتح ومن سائر المنظمات.

لهذا لا ينبغي أن تكون متابعة المؤتمر في صيغةٍ توهم بأنه مفصلي في تاريخ فلسطين، بل يجب أن تكون -فقط- في صيغة اعتباره مفصليا في تاريخ منظمة فتح الفلسطينية

              

*باحث سوري مقيم بألمانيا