سر التحالف بين (الحزب الإله) و(حزب الله)
سر التحالف بين (الحزب الإله) و(حزب الله)
عمر بهلول
عندما نقول (الحزب الإله) (تعالى الله)، نقصد الحزب العلماني الوحيد في هذا العالم الذي ادعى الألوهية، وليس النبوة، أو الإمامة المعصومة، في راهن العرب الحديث. حزب البعث العربي، الذي أعلن ربوبيته، واعتبر دعوته ناسخة للأديان (اليهودية والمسيحية والإسلام..) وطالب يوماً أحد منظريه بإيداع الله –سبحانه وتعالى علواً كبيراً على هؤلاء الكفرة المارقين- وهذه الأديان القديمة في متاحف التاريخ، (راجع مجلة جيش الشعب السورية وما كتبه المرشح إبراهيم خلاص)
أما أن هذا الحزب ادعى الألوهية، وأقر له أتباعه بها، واعتقدوا أنه الدين الناسخ لما قبله والناقض له من غير أن يكون مصدقاً، فقد حملته هذه الشهادة التي تجاوزت شهادة (لا إله إلا الله) وتغنى بها البعثيون الأماجد طويلاً..
آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعـروبة ديناً ما له ثـاني..
ولم نسمع أن فرداً أو قائداً أو فصيلاً أو جناحاً في هذا الحزب شك أو شكك بهذه العقيدة أو بهذا (الإله) أو ارتد عن هذا الدين. حتى بعد أن بالت الثعالب على رأسه في كل مكان.
أرب يبول الثعلبان برأسـه قد ضل من بالت عليه الثعالب
وإذا كنا في زمن حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير. فليس من حقنا أن ننكر على القوم اختيار معبودهم، أو التعبد في المحراب الذي يشاؤون، فقد أنبئنا، ومن يعش يسمع ومن يسمع يخل، أن بعض القوم يعبدون الشيطان، وأن آخرين كأهل الهند يقدسون البقر، وأن فريقاً ثالثاً يبتهل في محراب (مسعود) وما أدراك ما (مسعود)؟!!
الذي يحفزنا إلى هذا المقام، التساؤل عن سر الحميمية التي لا تنفصم بين هذا الحزب (الإله) ونقول مرة أخرى تعالى الله، وبين حزب الله!!
بين حزب يدعي أنه جاءنا ناسخاً لشرعة الإسلام وآخر يزعم أنه حامل لواء الإسلام؟ حلف يقفز فوق كل متناقضات (الإسلامية ـ العلمانية) و(الرجعية ـ التقدمية) و(الأصولية ـ الحداثوية) و(القومية ـ الأممية)
في الجمهورية الإسلامية تشن معركة حامية لإكراه المرأة على ارتداء الحجاب، والتدخل في حريتها الشخصية، وفي جمهورية المتألهين يقوم (فرسان المعبد) بإكراه النساء على نزع الحجاب، ويمارسون ذلك علناً (قرب المسجد) المحزون.
الحزب المنتمي إلى الله يتبنى المقاومة المسلحة خياراً لتحرير الأرض، والحزب المدعي للألوهية يتبني السلام خياراً استرتيجياً وحيداً. الأول ينادي في المحافل الكبرى (الموت لأمريكا) (الموت لإسرائيل)، وصاحب القداسة في الحزب الثاني قال لمراسل (تايم مغازين) الأمريكية أنه مستعد للتعاون مع الإدارة الأمريكية إلى أبعد الحدود ثم رجاه أن ينقل ذلك إلى الإدارة بحذافيره.
وأن هذا الحزب على عكس ذاك الذي يردد شعار (الموت لإسرائيل) يجثو على عتبات شارون دون شروط.
لقد ظل السؤال عن سر اللقاء بين هذه المتناقضات في العنوان وفي المضمون حائراً على الألسن والأقلام واضحاً في الضمائر والقلوب، حتى كان ما كان من قصة العراق واكتمل خط وصل الهلال بعد انقطاع واتضح للعالمين أن السُّنة في العراق عرباًً وأكراداً الذين يشكلون 65% من عدد السكان أقلية مقابل 35% من أولئك الذين وضعوا قيادهم بيد (السيستاني)، كما كان أبناء سورية أقلية أمام 5% من سكان (الأولمب).
عندما أشار أحد الملوك العرب إلى خطورة هذا الهلال، وأسرار هذا التحالف ثار الكثير من الغبار وعلا الكثير من الضجيج، وكل الذي أراده ذلك المتابع البصير أن ينبه النخب العربية والحكام العرب إلى ما يجب أن يتحاشاه الجميع.
وأراد أيضاَ أن يجعل تصريحه ناقوس خطر لما تغرق فيه الإدارة الأمريكية وهي تعقد مع القوم في لبنان وسورية والعراق وإيران صفقات التمكين.
يقال إن الجزء الغاطس من السفينة أكبر مما يظهر منها..