قضايا ساخنة، ورؤية إسلامية (6)

قضايا ساخنة، ورؤية إسلامية (6)

 

د.محمد بسام يوسف

[email protected]

(21)

الخديعة الكبرى : ضرب العراق واحتلاله سيجلب الأمن والسلام إلى منطقتنا العربية !..

قالت الولايات المتحدة الأميركية : إن النظام العراقي أساء إلى شعبه وإلى جيرانه، وهو يشكل خطراً على السلام العالميّ، لأنه يمتلك أسلحة الدمار الشامل !.. لذلك فهي تبرّر لنفسها التدخّل في شؤون العراق الداخلية، وشنّ الحرب على شعبه، الذي يدفع ثمناً باهظاً لهذا العدوان الأميركيّ البريطانيّ السافر، مع سقوط كل المبرّرات التي ساقها دجّالو أميركة وبريطانية، لتبرير عدوانهم السافر على بلدٍ عربيٍ مسلمٍ ذي سيادة !..

أميركة لا تفعل شيئاً في منطقتنا العربية إلا إذا كان لتحقيق مصلحتها ومصلحة إسرائيل، والشعوب هي التي تدفع ثمن عربدتها في منطقتنا، والشعب العراقيّ هو الذي دفع سابقاً ويدفع حالياً ثمن التدخّل الأميركيّ الغربيّ السافر في شؤونه، وذلك من دمه وأرواح أبنائه وثرواته ومستقبله وأمنه واستقراره !..  

أميركة وإسرائيل هما اللتان تهدّدان السلام العالميّ منذ عشرات السنين، وقد أصبحت هذه الحقيقة ماثلة للعيان في الأشهر الأخيرة، بشكلٍ وقحٍ فاضح .. فأميركة تُقلق العالَم حالياً وتهدّد أمنه واستقراره بسياساتها الرعناء، وبجبروت قوّتها العسكرية، تحت شعار ما يسمى بمكافحة الإرهاب .. والصهاينة يهدّدون الأمن والاستقرار في منطقتنا العربية منذ أكثر من نصف قرن.. وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تدرك ذلك وتعمل على إيقاف هذا الوحش الأميركي عند حدّه، فهو لن يكتفيَ بالعدوان على العراق وأفغانستان، لأنّ كل المسلمين وأوطانهم مستهدفة من قبل هذا الوحش المتخلّف الأرعن الحاقد، ولأنّ الإسلام ديناً وعقيدةً وحضارةً هو أهم ما تستهدفه أميركة والكيان الصهيونيّ، فالإسلام هو وحده القادر على إيقاف عدوانهما وعربدتهما !..

على الذين هلّلوا ورحّبوا بالعدوان الأميركيّ الصهيونيّ على وطنهم العراقيّ العربيّ المسلم، أن يدركوا أنّ العراق وشعبه المسلم ليسا ملكاً لصدّام حسين ولا للنظام العراقيّ، فالأنظمة تأتي وتذهب ويطويها النسيان .. أما الأوطان والشعوب فتبقى إلى أن يشاء الله عز وجل !.. وكان المطلوب من هؤلاء العلاقمة الجدد أن يُثبتوا أنهم -فعلاً لا ادّعاءً- أبناء هذه الأمة وأبناء العراق العربيّ المسلم، فيدافعوا عن وطنهم وبلدهم بالمهج والأرواح، ضد الوحش الأميركيّ المحتال الذي ثبتت خديعته بالواقع الملموس، لأنهم إن استمروا في غيّهم وجنونهم.. فإنّ التاريخ والشعب العراقي، لن يغفر لهم جريمة تمكين الوحش الأميركيّ والصهيونيّ من ابتلاع بلدهم وثرواتهم بمؤازرتهم، بعد أن عمل فيها تقتيلاً وتشريداً وتخريباً ونهباً وإذلالاً !..

على المصابين بالنسيان المزمن، الذين يأملون من الذئب أن يحقق لهم الأمن والاستقرار، ومن الضبع أن يمنحهم السلام وينتزع لهم حقوقهم المزعومة .. أن يراجعوا حساباتهم، فالفرق بين الكفر والإيمان، وبين حب الانتقام والخيانة، وبين التعقّل والجنون، وبين التفريط والشرف .. لا يتعدى مقدار شعرةٍ أو شروى نقير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !..

يتبع إن شاء الله