صفقة بيع فلسطين في مؤتمر لندن
صفقة بيع فلسطين في مؤتمر لندن
حسن الحسن
بعد أن أدركت القوى الدولية مدى حساسية قضية فلسطين لدى الأمة الإسلامية وأهميتها القصوى، أجمعت تلك القوى على إنهاء القضية حتى يروق لها تنفيذ سياساتها في الشرق الأوسط الكبير، وحتى لا ينكد عليها أحد سيرها في تلك المخططات بحجة مشكلة فلسطين المشتعلة منذ 57 عاما.
يأتي في هذا السياق الدعوة إلى إقامة مؤتمر لندن المزمع عقده في 1 / 3 / 2005 والذي سيحضره كل من كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية وتوني بلير ومحمود عباس وآخرون، وواضح من تسلسل الأحداث جدية الولايات المتحدة الأمريكية في إنهائها ملف قضية فلسطين، ولكن المثير للاشمئزاز فعلا هو ذلك اللهاث غير المسبوق من محمود عباس على مساعدتهم في إغلاق هذا الملف، وكأنما أتي به رئيسا للسلطة الفلسطينية، ليؤدي هذه الخدمة الجليلة لهم، في صفقة رخيصة وعد لقاءها بدويلة لا سماء لها وأمنها بيد أعدائها مع قليل من الأرض المتقطعة الأوصال والمتشرذمة.
من هنا ينبغي تذكير عباس وقد شاب شعره وبات على مشارف السبعين من عمره، أنه بتنازلاته المتوقعة سيقترف جريمة بشعة بحق فلسطين وحق الأمة جمعاء معها، وأن ضعف الأمة الإسلامية اليوم وهوانها بسبب ولاء وتبعية حكامها للغرب لن يستمر طويلا وإن استمر فلن يدوم، ولذلك فلا مبرر لمحمود عباس ورفاق النضال المزيف، من تسويق الخيانة بسبب الأوضاع القائمة، والادعاء فوق ذلك بأنها إنجاز تاريخي! وإن أصر على ذلك فإن التاريخ سيذكر اسمه مع أبي رغال وابن العلقمي وكافة من خانوا أمتهم وأهانوا مقدساتهم. ففلسطين سويداء قلب الأمة، ستتحرر كاملة، وبأيدي أبنائها البررة، كما فعل ذلك القائد العظيم الناصر صلاح الدين.
ولهذا فإننا ندعو كافة الأغيار من أبناء أمتنا لمشاركتنا في اعتصامنا الشاجب لصفقة الخيانة المزمع إجراؤها في مؤتمر لندن المنعقد يوم الثلاثاء الأول من شهر آذار في:
Queen Elizabeth II Conference Centre,
Westminster, London, SW1P 3EE [nearest underground station: Westminster].