أخبار الخراف بما تمثله الشعوب العربية
لزكريا تامر ومؤمن كويفاتية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
[email protected]
زكريا تامر ومؤمن كويفاتية
الشعوب العربية
بشكل خاص والإسلامية بشكل عام هي في وقتنا الحاضر ومنذ فقدت أمتنا الواحدة المتمثلة
بالخلافة الإسلامية العثمانية صارت كقطعان الخراف ، ليس لها رأس ولاذنب ولايد
ولاسند ، ولم تعد إلا قطعان هائمة على وجوهها ، كل فصيل يشدها الى المكان الذي
يرتئيه عن غير هدى ولا بصيرة ،إلا
واحدة لم يُكتب لها النجاح ،
وتلك هي القطعان البشرية كتلك الخراف التي وصفها زكريا تامر دون أن يُسميها ، ليكون
لي شرف تسميتها بأشخاصها وما تمثله ، ففي سورية والعراق وغزّة ومصر شعوب تُذبح ذبح
النعاج وبكل لؤم وشراهة وهي تتطلع لحريتها والعيش بكرامتها ، وهي تقاوم رافضة أن
تكون مجرد قطعان منقادة الى الذلّة والمهانة أو أن تكون سلع يُقايض عليها أو تباع
في سوق النخاسة ، يقودها تابع بحسب ارشادات من نصبوه ، وهي تتطلع حولها أمامها
خلفها أعلاها اسفلها بجوارها لمن يساندها حقها ، فلم تجد إلا خرافاً ضُربت عليهم
الذّلة والمهانة ، ولسان حالها يقول : هذا مصير من يتطلع الى أن يكون ندّا لأولئك
الأسياد ، بينما ليبيا تقاوم قوى الشر التي اجتمعت عليها وهي تأبى الخضوع أو الخنوع
وهي تقاوم ، ونحن نقف معها أحرارها وثوارها على الدوام برغم كل جراحاتنا ،
ولانتوانى عن الوقوف مع أهل الحق وليست الدولة العميقة والمأجورة ، واليكم
قصة زكريا تامر التي كتبها بكل ذكاء وابتعاد عن التماس ، وتعقيبات على كل فقرة منّي
مماساً يقول
زكريا تامر
1 -
طلب أحد الخراف
إلى الجزار ألاّ يمسّه بأيّ أذى وأرفق طلبه بمجموعة من البحوث الطبية التي تُبيّن
مضار أكل اللحوم وفوائد أكل النبات، ولكنّ الجزار كان لا يعرف القراءة والكتابة ،
ولا يبالي إلاّ بإرضاء زبائنه من محبي اللحوم وطالبيها.
مؤمن كويفاتية
وخرفاننا
العربية بحكامناً يعطون الأسياد في الغرب والشرق كل مايريدون وما يحتاجونه لإرضائهم
، ويعملون بخدمتهم ، ويُسوغون على الدوام منافعهم لأولئك الأسياد وقدرتهم على إذلال
شعوبهم ، ونسوا أنهم عندما ينتهي مفعول أو صلاحية هذا أو ذاك لاتهمهم إلا مصالحهم ،
كما رأينا توافقاتهم مع الإيراني على حساب العربي زكريا
تامر
- 2 -
قال خروف صغير
السن لخروف عجوز : آن للجيل القديم من الخراف الانسحاب من مواقع القيادة في عالم
الخراف لأنه لا يملك الثقافة التي تؤهله لإقناع الناس بالامتناع عن أكل لحم الخراف.
أما نحن الجيل الجديد من الخراف، فنمتلك ما لا تملكون، وسننجح في كلّ الميادين التي
لم تنجحوا فيها.- وهنا للامتناع عن أكل لحومهم وليس للدفاع عن أنفسهم
فضحك الخروف
العجوز ضحكاً ساخراً، وقال للخروف الشاب : لن تنجحوا حتّى إذا كان الناس بلا أسنان
ولا أضراس، وسيروج عندئذ الحساء المصنوع من لحم الخراف المسلوق، ولن تنجحوا لأن
الجائع يحتاج إلى ما يدخل معدته ويبقى فيها، ولا يحتاج إلى حجج تخاطب عقله.
فلم يبال
الخروف الشاب بما قاله الخروف العجوز، وهزأ به، واعتبره مجرد هذيان شيخوخة، ولم
يتخل عن موقفه المعادي للطاعنين في السن حتى عندما صار مجرد لحم معروض للبيع في
دكاكين الجزارين.
مؤمن كويفاتية
وهكذا خرفاننا
بمن يسوسها لايرون أنفسهم إلا في المسالخ والمعارض للعرض والبيع والذبح والديكور
والتهريج والمسخرة عليهم والسخرية بهم زكريا
تامر
- 3 -
نظم شاعر
الخراف قصيدة موزونة مقفاة أهاب فيها بأمّة الخراف أن تتناسى خلافاتها وتتوحد في
قطيع واحد، متراص الصفوف، فرحب الجزارون بهذه القصيدة، وروّجوا لها، فالقبض على
خراف متوحدة متلاصقة أسهل من القبض على خراف شاردة مبعثرة.
مؤمن كويفاتية
وهكذا ساسة
خرافنا دعوا الى الوحدة والتجمع تحت مظلة الجامعة العربية التي تمّ أنشأوها بناء
على طلب الأسياد ، فرحبوا بها ، وروجوا لها ، ولم تكن إلا لجمع الخراف بجماعات وكتل
كبيرة للذبح المجاني وبالجملة ، وهم يوقعون على كل حالة اعدام قرباناً لهم ،
ليجمعوهم في هذه الحظيرة مجتمعين دون عناء ويقومون بجزرهم زكريا
تامر
- 4 -
آمن أحد الخراف
السمينة بفكرة السلام بين الخراف وبين الذئاب وخصص كلّ جهوده للتبشير بها والدعوة
اليها، فقبضت الذئاب عليه، وكرّمته خير تكريم بأن تبارت في طهو لحمه المكتنز الطري
بأساليب مبتكرة جديدة.
مؤمن كويفاتية
وكان أولها
مبدأ غصن الزيتون وكامب ديفيد التي عملوا عليها طويلا ، ومن ثمّ لتتباهى اسرائيل
أثناء عدوانها على غزّة بموقفها الثابت في قتل الفلسطينيين وإذلالهم ومنع حقوقهم
معتمدة على حلفها الاقليمي كما ذكرت وتقصد العرب ، وتعاونهم جميعاً على إفناء من
يأبى ان يكون من تلك الخراف فتفضحهم ، وهكذا صار الجميع بقبضتهم لقمة سائغة لذّة
للشاربين زكريا
تامر
- 5 -
كان أحد الخراف
لا يملّ من المباهاة بكونه يعيش في غابة تكفل حرية التعبير لكل سكانها من دون
تمييز، ولم يكن بالمخطىء إذ لم يتجرأ أحد على منعه من هجاء السكين المثلومة الحدّ
التي تذبح الخراف.
مؤمن كويفاتية
وكذلك خرفاننا
تتباهى بأن ساساتها منحتها كل الحرية في الطعام والشراب المغمّس بالذل والمديح
للقائد في كل الأحوال ، وتسويغ مايقوله ، حتى قال أحد العبيد لبشار الأسد خطأك صواب
، وظلمك عدل
زكريا
تامر
- 6 -
حلم خروف أن
يصير كاتباً ذائع الصيت، وقد نال ما يحلم به بعد أن ألّف كتاباً طبياً حول تسمين
الخراف بأقصر وقت، فقوبل كتابه بالثناء والرواج، واشتراه كل خروف يستحي من هزاله،
واشتراه أيضاً مالكو الخراف.
مؤمن كويفاتية
هو كحلم كل
الساقطين المبتذلين الحقراء ، الذين لايملكون موهبة سوى التقارير التي يرفعونها بحق
أهاليهم وأقربائهم ليُنحروا على مذابح الطغاة ، ليؤلفوا الكتب عن عدالة سيدهم
وتميزه واستفراده بالصفات العلا دون غيره ، وتاليهه ، ثم في الغالب مايأتيهم الدور
لاحقاً على مذابح الأضحيات زكريا
تامر
- 7 -
اشتهر أحد
الخراف بأنه مناهض للعنف مناصر للسلام والحوار طوال حياته، فكان ما آمن به ذا تأثير
إيجابي في تكوينه الروحي والجسدي، وأرغم آكليه على الاعتراف بأن لحمه عندما شويّ
على نار هادئة كان مختلفاً، فهو لذيذ مثير للشهية طري لا يتعب أسنان ماضغيه، ويستحق
أن يؤكل نيئاً.
مؤمن كويفاتية
كما يستهدفنا
العالم بأجمعه بعدما عرف عنّا أننا مستسلمين له خانعين بفضل حكمة حكامنا الأشاوس
رافعي غصن الزيتون ، ومسلمين كل الأمور لهم ، لئن ضربتمونا على خدنا الأيسر أدرنا
لكم الأيمن ، خيراتنا كلها لكم ومانملك كله لخدمتكم ، ونحن معكم في تدمير ذاتيتنا ،
لانرفع رجلاً على رجل إلا بأمركم ، أعصابنا كالحديد لاتهتز لموت شعوبنا تحت أسنّة
عنصريتهم وطائفيتهم ، وقد أثبتوا لهم على أرض الواقع أنهم لاينفعلون إلا ماشاء لهم
أصحاب المشيئة والحول زكريا
تامر
- 8 -
ألقى ذئب عجوز
خطبة بليغة دعا فيها كل الحيوانات إلى طرد البغضاء من القلوب والعيش معاً بمحبة
وإخاء فأعجب أحد الخراف الصغيرة بالخطبة، وأيّد كل ما حوته من أفكار وآراء، ودنا من
الذئب مهنئاً، فسارع الذئب إلى إمساكه، فصاح به الخروف مستغرباً : ما هذا؟ أنسيت
أنك قبل لحظات كنت تتكلم بفصاحة عن المحبة والعيش بغير نزاع؟
قال الذئب : لم
أنس خطبتي، وما زلت مخلصـاً لكل ما تكلمت عنه ومؤمناً به، فلو لم أكن محبّاً لما
أمسكت بك معتزماً السماح لك بالعيش في بطني، فهل هذا سلوك يتناقض مع خطبتي؟
قال الخروف :
أنا صغير الحجم، ولن أكفي لإشباعك.
قال الذئب :
الشبع يجلب التخمة الضارة بالصحة.
فأغمض الخروف
الصغير عينيه، وانتظر أنياب الذئب مقسماً ألاّ يعجب يوماً بخطب الذئاب.
مؤمن كويفاتية
كما قال لنا
دهاقنة الغرب ومجتمعهم الذي سمّوه بالدولي : لاتحملوا السلاح وكونوا مدنيين على
الدوام ، وآمنوا بالتغيير السلمي فهناك قوانين دولية وضعناها تحميكم ، فما وجدنا
إلا شرعة الغاب ، ومنطق القوّة من يفرض نفسه ، وعندما تحاججهم فيما كتبوه ، لسان
حالهم القوانين لاتحمي المغفلين ، والقوانين هذه لنا أمّا أنتم فلستم أكثر من
قرابين لتجمعنا وعيشنا الكريم ، وهذا ماقصدناه لكم أيها الأغبياء ولم تفهموا زكريا
تامر
- 9 -
كان أحد الخراف
تواقاً إلى تحسين أحوال أمة الخراف، ودائم التكلم عن ماض غابر مجيد كانت الخراف فيه
متحدة وقوة عظمى ذات مهابة، فلا تأبه الخراف لكلامه،وتهرع من مكان إلى مكان باحثة
عما يخلصها من جوعها.
وقد رشح الخروف
نفسه في الانتخابات واثقاً بأن الخراف الكثيرة العدد ستضمن له نجاحاً ساحقاً، ولكن
نتائج الانتخابات أسفرت عن إخفاقه، وتبين له أن الخراف آثرت انتخاب آكليها.
مؤمن كويفاتية
أحد الخراف ممن
دفعها قدرها ان تكون من جملة تعداد تلك الخراف مع إباءها لذلّهم ومايملكه من
الأفكار لنجاتهم إن تكاتفوا معه ليعيشوا أحرارا ، وقد ذكرهم بأجدادهم وتاريخهم وكيف
كانوا أساتذة الدنيا وقد صاروا من الخدم بعد ثقافتهم بذل العبودية ، فتقدم الصفوف
مضحيا بحياته ، وعُرف عنه الكفاءة ، وعند الجد وجد الخراف أنها لاتحب إلا خنّاقيها
، وتحتاج الى معجزة للتغير ، فما يئس الأحرار وما استكانوا حتى يستنهضوا الهمم ،
وهاهم في كل البقاع يصنعون المجد من جديد بدمائهم الطاهرة الزكية لتعود للحياة من
جديد بعز وكرامة وإباء.