مذبحة القرن الكيماوية التي اعترف بها العالم أجمع
بشناعتها وبشاعتها وخذلان ضحاياها في سورية
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
في مثل هذا اليوم استفاق العالم على خبر صادم مروع وفظيع جاءهم من دمشق الآلاف مابن قتيل ومصاب ولاجرحى بمعنى سقوط الدماء إلا على اليسير ممن تلقوا الصواريخ مباشرة ، هذه المرة الموت اختناقاً بالغاز السام السارين ، جثث لمئات الأطفال والنساء والشيوخ والشباب خامدة لاحراك فيها ، وأخرى ترفح وهي تنازع الموت ، ودمار حل في زملكا ودوما والمعظمية وباقي الغوطة... ، لم يكن من احد يستطيع أن يُصدق بأن يُرمى الكيماوي على شعب أعزل ، مدنيين وهم نائمين ، لم يكن لأحد باستطاعته استيعاب الخطب إلا أمريكا صاحبة التجربة الأسبق في الإجرام ، وقد ظننا فيما سبق أنها قد شعرت بالذنب على إلقائها القنبلتين النوويتين على اليابان ، مع أنها كانت تقصف عدواً ومع ذلك فهي تُحسب كجريمة بحق الانسانية ، أما في سورية فبشار الأسد قصف شعبه ، أو المفترض أن يكون شعبه، لقد تجاوزت العصابات الأسدية الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس الأمريكي أوباما كخط تعجيزي ليسمح لنظام الإجرام الأسدي الاستمرار بجرائمه تحت سقف هذا الخط ، ولم يكن يتوقع تجاوزه مع ما أعطاه من المساحة الكبرى للقتل والتدمير، ومع ذلك تجاوزه لتستغلها أمريكا متزعمة العالم أصحاب الكوبوي فرصة للمقايضة بدماء السوريين ، هذه الأمريكا صاحبة التاريخ الأسود والملايين الذين قتلوهم من الهنود الحمر أو مايسمونهم بالسكان الأصليين أو اليابانيين وغيرهم ، فهل يُرتجى من هؤلاء أو يؤمل منهم نصرة ، او أن يكون عندهم ضمير ، من باعوا كل شيئ لشهواتهم ونزواتهم ، وسنّوا القوانين الدولية على هواهم ، حتى صارت عصابة الخمسة دول تتحكم بالعالم أجمع ، وكل دولة من تلك الدول لها تاريخ أسود ، وبشار الأسد هذا السفاح المجرم اللقيط ماهو إلا أحد أدواتهم ، فمن اتى به وباركه أليست أولبرايت الشمطاء ؟ ومن أتى بأبيه عنوان النجاسة والخسّة والعهر والإجرام ؟ ألم يكن ذلك من أجل عيون اسرائيل ، وبالتالي فمن الطبيعي أن يلونوا الخط الأحمر ، ويجعلوه مثل قوس قزح متعدد الألوان ، وينجوا هذا المجرم بفعلته بتواطؤ تلك الدول ، وباقي الدول بما فيها البلاد العربية والإسلامية ، التي لم تذرف دمعة على ماحصل ، سوى ركوب موجة اعلامية وأطلال ذكريات ، بعدما جاءتهم الاشارة أن كفّوا فكقّوا وتركوا السوريين المدنيين أطفالاً ونساءً وشيوخا وشباب بلا عون أو سند ، فلم يسحبوا سفير ، ولم يُغلقوا سفارة ، ولم يوحدوا معارضة ، ولم يدعموا بسلاح للدفاع عن النفس ، ولم يدعموا شعبنا السوري بما يلزم ، بل كانوا شهود زور .
هذه الجريمة نُفذّت تحت جنح ظلام الليل وأدت الى موت وإصابة الآلاف بعشرات الصواريخ المُحمّلة بغاز السارين السام ، والمُصيبة أنها سًجلت ورُصدت ورُصد تفاصيلها ، ومع ذلك فأسياد القتلة وعلى رأسهم أمريكا تسامحوا مع هذا القاتل المجرم بما يخدم مصالحهم على حساب أبريائنا ودمائنا ومعاناة وألا لام شعبنا المذبوح ، بينما أبناء غوطتنا فهم لازالوا يعانون من هول الفاجعة وآثارها ، وان نسي العالم مأساتهم ، او مل الاعلام من تردادها ، فهم لازالوا يعانون من آثارها ، من أسر فقدت معيلها ، من أطفال رضع فقدت أمهاتها المرضعات ، من أُسر فقد معظم أفرادها ، من بيوت أُفرغت من ساكنيها ، وليس كذلك فحسب بل كافأ ماسُمّي بالمجتمع الدولي بصمته عن جرائم آل الأسد التالية بكل أنواع الأسلحة المُحرّمة دولياً ، براميل متفجرة وقنابل عنقودية وصواريخ بلاستية ومجازر ومذابح يومية حتى صاروا نادراً مايُدينونها، هؤلاء أنفسهم من هالهم ذبح الأمريكي جيمس فول ، هم أنفسهم من زرعوا هذه النبتة الشريرة داعش وسكتوا عن ذبحها لمئات السوريين كما سكتوا على المذابح التي قام بها بشار الأسد واشرف عليها بنفسه ، فذبحت شبيحته الآلاف بنفس الطريقة ، وهم أنفسهم من عرف بالمذبحة الكيماوية قبل وقوعها عبر أجهزة التصنت والرصد باعترافهم ولم يمنعوا الجريمة ، بل لربما هممن دفعوا بالمجرم لارتكابها لاستغلالها لمصالحهم كما حصل.
لنتذكر لحظات القصف كما عايشها أهلنا في الغوطة ، والتي سبقها قصف مُستمر على مدار اسبوع كامل على هذه المناطق التي لم ينم أهلها إلا على أصوات المدافع والصواريخ إلا في تلك الليلة في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، لتسقط أولى الصواريخ المُحمّلة بالرؤوس الكيماوية السامّة على عين ترما وزملكا بالعشرات ، ثم يتبعها الى دوما والمعظمية وباقي الغوطة والناس بمعظمهم نيام ، لم يكونوا يتوقعوا ضربهم بالكيماوي على المعظمية لقربها من المطار ومواقع لآل الأسد ، إحدى هذه الصواريخ سقط على المصلين أثناء صلاة الفجر لتكون المحصلة سقوط 1600 قتيل وألا لاف المصابين ، ماتوا خنقاً بغاز السارين بعلم مُسبق بالقصف من أمريكا والغرب ، لم تكن لُتضرب تلك الصواريخ إلمجرمة ضد الانسانية جمعاء والأديان والشرائع لولا أنّ هذه العصابة عرفت أن لامعتصم بيننا ولارجال بل غطاء دولي كان يُغطي كل جرائمهم ولازال ، والأنكى من ذلك أن تبع هذا القصف الكيماوي الوحشي قصف في اليوم التالي مكثف على نفس تلك المناطق لمحو آثار الجريمة ولم يُفلحوا في ذلك ، لتكن النتيجة لحوق العار بأدعياء الحضارة والإنسانية وفضحهم ... يتبع.