مثلثات برمودية مستحدثة
مثلثات برمودية مستحدثة
كاظم فنجان الحمامي
كان مثلث برمودا لغزا بحريا فريدا من ألغاز الطبيعة. احتار الملاحون في حله منذ عشرات السنين. وظل حتى العقد الماضي من غرائب البحار والمحيطات, التي تتحدث عنها وسائل الإعلام. وتحيطها بهالة من الدهشة والغموض. ولهذا المثلث القدرة على ابتلاع آلاف السفن و الطائرات وإخفائها, ومن دون أن يترك لها أي أثر، ولم يستطع أحد حتى الآن أن يفسر بشكل مؤكد سر هذا الاختفاء الغريب.
ثم ظهر مثلثا آخرا. اشد هولا ورعبا وعنفا من مثلث برمودا, ومناظرا له في الموقع والأبعاد الثلاثية, ومطابقا له في خط الطول. وذاع صيته قبل أعوام على نطاق واسع, عبر جميع وسائل الإعلام. فهو يشبه برمودا تماما. وكلاهما يقع على خط الطول (35) درجة. لكن برمودا يقع غرب الأرض. في المحيط الأطلسي. . والمثلث الجديد يقع شرق الأرض. في المحيط الهادي. ويطلق عليه مثلث التنين. واشترك المثلثان بابتلاع السفن وما تحمله من أجهزة وبضاعة وطواقم. وطمس آثارها تحت سطح البحر في ظروف غامضة . وطرحت المراكز العلمية الكثير من النظريات الافتراضية لتفسير هذا اللغز الطبيعي المحير. بيد إنها مازالت تفتقر إلى الدليل المادي الملموس. . وهناك الكثير من الحكايات التي تحيط هذين المثلثين بهالة من الدهشة والغموض. ولا يعلم بحقيقتها إلا الله وحده. ومازلنا بانتظار من يتصدى لها ويكشف لنا عن أسرارها. لكننا فوجئنا بظهور مثلثات جديدة على اليابسة, أكثر غموضا ودهشة من تلك المثلثات البحرية. فقد ظهرت المثلثات الجديدة في أماكن متفرقة من العراق وبعض الدول العربية المجاورة. وتميزت هذه المثلثات بقدراتها العجيبة على ابتلاع الشاحنات المحملة بالبضائع, وإخفائها هذه المرة فوق سطح البحر. من بينها شاحنات وزارة التجارة, التي كانت تحمل ما لا يقل عن ثلاثين ألف طن من الرز المستورد للعراق. وقد أثيرت ملابسات هذه الحادثة البرمودية الغامضة في الجلسات الاستجوابية لمجلس النواب يوم 17/5 الجاري. وقد تركت هذه الحوادث المتكررة آثارها السلبية في تعميق أزمة الثقة بين المواطن العراقي والمؤسسات السياسية والإدارية.
ويبدو أن المثلثات البرمودية المستحدثة هي التي ابتلعت قوافل شاحنات التجارة, وهي التي شفطت ما كانت تحمله من مواد غذائية مستوردة. وقد ذهب الجمل بما حمل. فمتى تسارع الجهات المعنية إلى تزويد شاحناتها بالمنظومات الالكترونية المستخدمة في اقتفاء أثر الشاحنات ورصد مواقعها ؟؟. ومتى تهتم بضبط مسارات مفردات البطاقة التموينية أثناء مرورها بالمثلثات البرمودية المنتشرة بين المحافظات ؟؟. إذن لابد من التشدد بشكل اكبر في مواجهة هذه الظاهرة المفزعة, التي تواجه اقتصادنا الوطني وتؤثر على مختلف قطاعاته. ولابد من الحزم في التعامل مع هذه الظاهرة, ووقف سرقة الشاحنات ومحتوياتها, التي ترى للأسف الشديد من يدعمها ويشجعها من عصابات السرقة والإجرام ومافيات التهريب والتزوير. .
