من هي النفس التي خلقنا منها؟
محمد حايك
أتلانتا جورجيا
لقد ذكر القرآن أن الله تعالى خلق الإنسان سواء الذكر أو الأنثى من نفس واحدة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) النساء:1، فكلمة النفس في اللغة العربية تستخدم للمذكر والمؤنث، وكذلك كلمة زوج تستخدم للذكر والأنثى (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) النجم:45. فالله تعالى خلق من كل شيء زوجين ذكر وأنثى. وفي الفيزياء فإنه تعالى خلق المادة وضد المادة، وخلق الإلكترون ذا الشحنة الموجبة، وعكسه البروتون ذا الشحنة السالبة (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الذاريات:49.
وفي قوله تعالى (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) يبين الله تعالى أن النفس التي خلق منها كل الناس، خلق منها جنسها المعاكس كذلك، فمن هي تلك النفس الواحدة التي خلق الله منها كل الناس سواء الذكر والأنثى بما فيهم آدم وحواء؟ فهل المقصود بهذه النفس آدم كما يقولون؟ أم مخلوق أخر؟
فالقول بأن المقصود بها آدم، هو قول خاطئ، لأن آدم من صنف الناس، وهذا ينطوي عليه أن آدم خُلق من تلك النفس، أي أنه من نسل تلك النفس. فلا بد وانه كان هناك مخلوق أخر قبل آدم خرج منه كل الناس بما فيهم آدم وحواء، عند ذلك يمكن فهم الآية على حقيقتها.
وفي هذه الحالة يكون معنى الآية هو التالي، أن الله تعالى خلق الناس كلهم من تلك النفس بما فيها جنسها الذي يماثلها، وكذلك الجنس المعاكس لها، أي خلق منها الذكر والأنثى من صنف الناس، وبث منها ومن الجنسين اللذين خُلقا منها رجالا كثيرا ونساءً، فالناس كلهم خلقوا من تلك النفس بما فيهم آدم وحواء.
فمن هي تلك النفس الواحدة التي خلق الله تعالى منها كل الناس؟