داعش صناعة أمريكية إيرانية أسدية بامتياز
وقضية الاستعانة بالأجنبي عليها
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
عجبت من أحد الأصدقاء الكتّاب وهو يتهم كل من يصف الدولة الاسلامية في العراق وسورية – داعش - بالصناعة الأمريكية والإيرانية والأسدية بالبلاهة والعته والجنون والأفون ، وأن ذلك نابع عن الدعاية اليهودية وهو يُسفّه عن غير هدى من يقول بهذه المقالة ، وبالتالي فأنا لاأتهمه بما اتهم به مخالفيه لمعرفتي به ، بل اعتبرها ذلّة لسان لأبدأ من النهاية التي قال فيها استاذنا أنّ " داعش .. جماعة متشددة .. متطرفة .. متزمتة !!! تسلك سلوك الخوارج .. الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه .." وأنا هنا أسأل عن خلفية ثقافة الأولين وتأثرهم بالثقافات الأخرى المُحيطة بعدما توسعت الفتوحات الاسلامية واجتاحت أكبر إمبراطوريتين آنذاك الفرس والروم ، إضافة الى مايُسمّى بالإسرائيليات من اليهود التي كانت تُروى ، لينتج عندنا ملل ونحل الكثير منها منحرف عن الاسلام الحنيف ، ونتج عنها أيضاً الفكر الخارجي ، والخارجي بمعنى البعيد عن روح الإسلام أو عن أئمة الحق والعدل ، ورأينا أولئك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه متنطع منهم ذو الخويصرة ويطالبه بالعدل ، وهو يقول صلى الله عليه وسلم " ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل." وكان قد رأى الفاروق عمر رضي الله عنه هذا المشهد ليستأذن رسول الله بضرب عنقه؟ فكانت الاجابة أن دَعهُ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية..، وآخر يستخف حتى بعبادة النبي صلى الله عليه وسلم عن عبادته ، والأمثلة كثيرة ، وبالتالي كان أول من وضع أسس المنهج في التعامل مع الخوارج هو سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، مما سمعه عنهم من حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال لهم " .. إلا إن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا : لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا ". وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله الخليفة الراشد الرابع علي حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودماءهم فسل عليهم رضي الله عنه سيف الحق حتى أبادهم في وقعة النهروان، فلا تكفي النوايا لما جاءوا إليه ، أو أنهم تركوا بلدانهم وأموالهم ليجاهدوا ، بل الى ماوصلوا إليه في بغيهم وفجورهم ، وبالتالي فإن علينا أن نتتبع أعمالهم التي هي في محصلتها جرائم بحق الانسانية وخروج عن الدين وتشويه له ، وقد أمرنا بمكافحتهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم منذ 1400 عام وليس بقرار تأخر كثيراً صادر عن مجلس الأمن ، وكل هذا يجرنا الى سؤال مهم ، هل تجوز الاستعانة بالأجنبي لمقاتلة هؤلاء الخوارج ؟ وقبل الاجابة لابد التطرق الى صناعة داعش
فأستاذنا الكريم ينفي عن داعش أن تكون صناعة أمريكية إيرانية أسدية ، وانا أنفي عنها بالمعنى الذي ذهب إليه بالصيغة المباشرة ، فلم تتخرج من جامعاتهم ومعاهدهم ومعسكراتهم ، او تتلقى التمويل بشكل مباشر ، وهذا مانستطيع ان نُسميه بالدليل الحسي ، ولكن تمّ استغلال توجهاتها وتسيرها وفق أجندتهم ، فقط تعبيد الطريق أمامها لما يُريدون ، لنشهد الهجوم على نيورك بالطائرات المدنية ، التي تحوّلت أشلاء مدنيها الى قنابل بتدبير امريكي استخباراتي مامن أحد بإمكانه أن يقتنع بغير هذا ، لأجهزة الرصد والضبط والاستشعار لما هو أعظم من ذلك ، وبالطبع لم تكن الأيادي الأمريكية قد خططت لهذا الحجم من الدمار هذا صحيح ، وهذا مانُسميه خروجاً عن الخطوط المرسومة ، كما حالش – حزب الله – عام 2006 الذي خرج عن الخط المرسوم له لتُشد اذنه ، وهو في أساسه صناعة صهيونية أسدية عام 1982 بعد ضرب المقاومة اللبنانية والفلسطينية من قبل اسرائيل ليتم زرعه في هذه المنطقة ، ومثله أبو القعقاع الذي تشكّل مقاتليه المتطرفين على عين الاستخبارات السورية ، وفي معسكراتهم ، ليؤدوا دوراً مرسوماً ايرانياً أسدياً في الصراع الطائفي في العراق ، لينتهي دوره بقتله واعتقال العائدين من مقاتليه من العراق ، ليدخل هؤلاء ومن تمّ اعتقالهم في العراق على يد المالكي ، ويُطلق سراحهم مع بدء الثورة السورية لإصباغها بالإرهاب والتطرف ، ومثلها في العراق يطلق سراحهم مع بدء الانتفاضة هناك ، ليتبع ذلك اتفاقات بينية بينهم ونظام الإجرام الأسدي سرّية وغير مُعلنة بعدم المساس ببعضهما ، على ان تكون غنائمهم ما امتلكه الثوار وما حرروه من الأراضي والمنشآة ،، وقد وجدنا هذا التعاون واضحاً وجلياً أيضاً عبر قصف الطيران الأسدي الطريق أمامهم وهو يمهده أمامهم ، ومن ثمّ يقتحمون هؤلاء الأماكن ويسيطرون عليها ، لتكون المُحصلة تقسيم سورية الى داعشية وعلوية بظن الدواعش أنهم بذلك يقيمون دولتهم ويُرضون اسرائيل والغرب بهذا التقسيم ، بينما ماجاء في مناظرتهم لجبهة النصرة أنهم يؤخرون مواجهة النظام إلى مابعد القضاء على الثوار الذين أسموهم بالمنافقين ، الذين يقاتلونهم أولاً قيقعون قتلى وأسرى بأيديهم أو أيدي الكفّار الأسديين ، ومن بعد ذلك سيقاتلوا الكفّار ، اما مايمكر له النظام ، فهو إلغاء الجانب الثوري للثورة وإظهارها كإرهابيين ليتسنى له الانضمام للجوقة تحت مُسمّى مكافحة الارهاب ، وهو الإرهابي الأكبر ، وربما اتفاقهم مع داعش على أمور أخرى يطول الحديث عنها ، وبالتالي أقول بأنهم صناعة أمريكية إيرانية أسدية بامتياز
وحول السؤال بجواز الاستعانة بالأجنبي لمقاتلة هؤلاء الخوارج كما دعى الائتلاف السوري المجتمع الدولي اليوم للتدخل ضد داعش ، وأنا أُفرق هنا بين داعش التي ولغت بدماء السوريين وبين جبهة النصرة التي لم يثبت عليها أي اعتداء ، بل كانت عنصر مساند مساعد وليست عنصر قتل وهدم في سورية فأقول : نعم من حق المعارضة السورية أن تطلب الاستعانة بمحددات وليس لقصف الثوار السوريين أو غير داعش على الاطلاق وكذلك لقصف نظام الاجرام الأسدي ، مع علمنا اليقيني بأنه لن يُستجاب لهم للازدواجية في المعاير مع أن العدو واحد ، ولكن ماعهدناه عن الغرب وأمريكا عنصريتهم في تعريف الارهاب ، وبغض الطرف عن إرهاب دون إرهاب كما رأينا ماجرى في الصفقة الأمريكية مع الارهابي الأكبر بشار ونظامه الاجرامي الأسدي الذي لم يترك وسيلة لذبح الشعب السوري إلا واستخدمها ، من السكين الى الرصاص فالصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة والكيماوي ذا الخطوط الحمراء التي تمّ تجاوزها بل ومكافئته عليها ونحن نمر في ذكراها السنوية الأولى أي اثنا عشر يوماً أو 365 يوم دون أن يُحاكم فاعلوها ، وهم يسرحون ويمرحون ويرتكبون أفظع الجرائم على مسمع ومرأى العالم أجمع ، مع كون صدور قرار من مجلس الأمن يمنع استخدام البراميل والقنابل العنقودية والطيران فهذا كله يُسكت عنه كما سُكت على أعظم جريمة في تاريخ هذا القرن بحق أطفال وشيوخ ونساء وشباب سقطوا خنقاً بغاز السارين ، وكانت كل تلك الجرائم بمساندة القوى الظلامية الطائفية الارهابية القاتلة والمُدانة بجرائم ضد الانسانية من حزب الله والعصابات المالكية عصائب الحق وأبو الفضل العباس وغيرهما من شذّاذ الأفاق ، عدا عن الحرس الثوري الإيراني وبغطاء بما يُسمّى المجتمع الدولي الذي أمدّ عصابات المالكي بالسلاح الذي لازال الى يومنا هذا يقصف المدنيين في الفلوجة والأنبار دون رقيب أو حسيب.