الرئيس المفقود
الرئيس المفقود !
حارث الخيون
أصبحت مسألة التأخير في تقدم العملية السياسية والخدمية أمراً طبيعياً في العراق، ولا اعلم هل ان السياسيين باتوا اليوم يؤمنون بالحكمة التي تقول بأن (العجلة من الشيطان)!!.
مرت الستة أعوام ونجد إن التقدم في جميع النواحي بطيئاً جداً هذا إذا ما قلنا إن بعض الأمور لم تحسم ولم تحل إلى الآن مثل أزمة الكهرباء وأزمة الأمن في ديالى والموصل وبعض المناطق ومسألة كركوك وقضية كردستان.
كذلك قضية فقدان رئيس البرلمان التي دخلت شهرها الثالث ولم يستطع (مجلس الأزمات) لكثرة ما مر به من إشكالات وأزمات حقيقية ظاهرة على السطح وعرف بها القاصي والداني. نحن نعلم جميعا بأن البرلمان الحالي هو مجلس منتخب من قبل الشعب وان هذا الانتخاب لم يكن عفويا أو غير مدروس وإنما جاء وفق صيغ دستورية وسياسية واجتماعية أي انه مكتمل الشرعية القانونية، أما واقع الحال فإنه يظهر غير ذلك.
فهذا البرلمان المنتخب من الشعب قد خيب آمالهم بالكثير من الأشياء وأهمها عدم التواصل الرسمي والقانوني للجلسات التي من شأنها مناقشة قضايا الشعب التي تحاول الحكومة صياغتها وبالتالي إحالتها إلى البرلمان لاتخاذ الإجراءات والقرارات القانونية بشأنها فإن كثرة العطل الرسمية وشبه الرسمية صارت ديدن أعضاء المجلس وكذلك كثرة الغيابات المقصودة والمبرمجة أثرت وعطلت معظم ما يحتاجه الشعب من تلك القرارات التي تصب في صالحه، كما يلاحظ كثرة الخصومات غير المبررة بين أعضاء المجلس لغايات حزبية او فئوية او شخصية.
أما مشكلة المشاكل هي فقدان رئيس لهذا البرلمان الذي يبدو أن أمر اختياره سيطول لأن البحث جار الى الآن وكأنه لا يوجد هنالك شخص في البلاد يسد الشاغر الذي تركه المشهداني اثر الاستقالة التي تشبه الى حد ما بالإقالة وان كل أعضاء البرلمان البالغ عددهم (275) عضواً ليس فيهم من اتفقوا على صيغة تخرجهم من هذه الورطة التي وضعوا أنفسهم فيها.
هل نسي أعضاء البرلمان ان ميزانية 2009 لم يصوت عليها بعد، كل هذا وما زال الكثير من شعبنا يئن تحت وطأة الفقر وقلة الخدمات.