صمود غزة انتصار لإرادة الشعب والمقاومة
بيان الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية
تواصل غزه صمودها البطولي الأسطوري ,وللأسبوع الرابع على التوالي, في وجه العدوان الصهيوني الذي اتخذ منذ البداية طابع حرب الابادة الشاملة مستهدفا البشر والشجر والحجر وكل مقومات الحياة في القطاع المحاصر منذ سنوات برا وبحرا وجوا.والذي يأتي في سياق مشروع مرتّب للقضاء على فصائل المقاومة، وممارسة فعل الإبادة المنظمة الذي أدمنه الكيان على مرّ العقود، مستفيداً اليوم من تواطؤ وتخاذل النظام العربي، والأضواء الخضراء الدولية، ومن الأوضاع الصعبة ل"بلدان الربيع العربي" كي يمضي بعيداً في مشروع الاجتثاث والتخلّص من هذه الوضعية التي تقلقه في غزة، وتتناقض وسياساته وترتيباته.
والحقيقة أن مواقف النظام الرسمي العربي لم تكن مفاجئة، حيث كانت بعض أطرافه الرئيسة مشاركة ومتواطئة، وتكتفي بدور الوسيط، الحيادي بين "إسرائيل" وممثلي الشعب الفلسطيني، بينما اكتفى البقية بالفرجة وببيانات باهتة . لكن ما يؤسف له هو مواقف الشعوب العربية التي لم ترتق الى مستوى الدعم والتأييد المطلوب لكفاح الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل الحرية والكرامة والاستقلال ومن أجل أن يتمتع سكان غزة بأبسط حقوقهم الانسانية في وقف العدوان ورفع الحصار الظالم عنهم
لقد كانت القضية الفلسطينية وماتزال بالنسبة للشعب السوري القضية المركزية الأم . والشعب السوري الذي يصارع الأن نظام الاستبداد والفئوية، وقوى التخلف والأصولية التكفيرية والإرهاب من أجل تحقيق أهداف ثورته في الحرية والكرامة وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة انما يعتبر نفسه في معركة واحدة الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق.
ستنتصر المقاومة الفلسطينية التي تدافع الآن عن حقوق شعبها الوطنية وعن كرامة الأمة العربية كلها ,ستنتصر في هذه المعركة برغم كل التضحيات الجسام التي قدمتها . ستنتصر بفضل وحدتها وتلاحمها مع شعبها لأنها باتت تدرك وأكثر من أي وقت مضى أن في مقدمة الأهداف التي رمت اسرائيل لتحقيقها من وراء هذا العدوان هو إجهاض أو إفشال الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أرسيت أسسها خلال الأشهر الأخيرة. الشعب الفلسطيني الذي يقدم كل يوم مواكب الشهداء لا بد أن ينتصر فهو مصمم على انتزاع حريته وبناء دولته الوطنية المستقلة لأنه اليوم أكثر تصميماً وتأكيداً على أن طريقه الى الحرية والخلاص من نير الاحتلال هو طريق الكفاح الشعبي والاعتماد على نفسه وعلى وحدته بالدرجة الأولى, لا طريق التسويات السياسية التي لم تؤد الا الى المزيد من ضياع الأرض وخسران الحقوق
ان معركة غزة الحالية في الوقت الذي تعيد فيه القضية الفلسطينية الى مكانها الطبيعي باعتبارها القضية المركزية الجامعة في مجرى الكفاح التحرري الشامل للشعوب العربية ,وفي الوقت الذي تدعونا جميعا، نحن في الحركة الوطنية السورية، الى ضرورة تصويب مسار ثورتنا وتخليصها من الأزمة التي تتخبط فيها ,فإنها تضعنا أمام مسؤوليتنا الجماعية في الوقوف بكل امكاناتنا الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في معركة المصير الواحد .
بهذه المناسبة تهيب الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية بكل القوى الوطنية العربية وكل منظمات المجتمع المدني في الدول العربية أن تضاعف من تأييدها وشد أزر الشعب الفلسطيني الشقيق في كفاحه من أجل نيل حقوقه المشروعة، كما نتوجه إلى كل احرار العالم وقواه الخيرة للوقوف إلى جانب هذا الشعب الصامد الذي يدافع عن أعز القيم الإنسانية المشتركة ,قيم الحرية والكرمة والعدالة والمساواة .
المجد والخلود لأرواح شهداء غزة وجميع شهداء الشعب الفلسطيني، والسوري ..
والنصر أبدا لفلسطين :القضية والشعب والدولة الوطنية المستقلة
الهيئة التنفيذية
الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية