هل إعدام الرئيس مرسي سيوطد حكم السيسي؟!

كشَّر السيسي عن أنيابه وطلب من الزند (وزير عدل الانقلاب) أن يساهم القضاء في الإجهاز على المعارضة بسرعة ليظهر للعالم وكأنه أمر قانوني، وهدد إن لم يفعل القضاء ذلك أن يتدخل العسكر بشكل سافر ليفنوا المعارضين السياسيين لهم بطريقة العسكر الدموية!!

لم يكن السيسي مازحا حينما طلب ذلك من الزند، وأغلب ظني أن الأمور تسير في الاتجاه الدموي سواء عبر الزند أو بشكل عسكري سافر، حيث يعلن السيسي الطوارئ وينفذ أحكام إعدام الرئيس مرسي ورفاقه بشكل عاجل، ويحيل كل من يعارضه لمحاكمة عسكرية تنتهي بالإعدام في أسرع وقت وبالأمر العسكري.

وقد يظن السيسي أنه بهذا القمع والجبروت سيقهر الناس، وسيرغم الجميع على الإذعان له، وأنه بذلك سيوطد أركان حكمه!! والحقيقة أن هذا وهمٌ في عقل السيسي ومن حوله من العسكر وكل الفاسدين الذين يدقون طبول الحرب الأهلية ...!!

إن إعدام الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي وإعدام كل المعتقلين وعلى رأسهم قادة الإخوان لن يزيد الوضع إلا اشتعالا ... ولن تشتعل مصر وحدها بل ستشتعل المنطقة برمتها.

من يشك في كلامي ينزل لشوارع مصر ويُجري دراسة علمية رصينة بشكل منهجي صحيح ليعرف توجهات الشباب المصري تحت سن الثلاثين، ومدى قبولهم لفكرة العنف المسلح ضد السلطة الحاكمة، وهل هم يخافون القتل أو الاعتقال أو التعذيب؟ وهل يفضلون الحياة تحت قهر العسكر (أو قهر أي مستبد) على النضال السياسي المحفوف بالمخاطر التي أقلها أن يعيش الواحد منهم طريدا ملاحقا؟!!

  

إن أغلب الشباب في مصر يؤيدون مواجهة استبداد العسكر بكل الطرق كما يقولون ... إن شباب الثورة غير المؤدلجين سياسيا غضبوا من الإخوان ونقموا عليهم عندما ظنوا أنهم يتعاملون بلين وشيء من التوافق مع العسكر وظنوا أنه كان بين الطرفين صفقة ما ... هؤلاء الشباب يرفضون العسكر والإخوان ...!!

وأغلب الظن أن السيسي بإعدامه للرئيس مرسي ومن معه سيصب الزيت على النار، وسيتوجه شباب الإخوان مباشرة للعنف وسينضم إليهم بقية شباب الثورة غير المؤدلجين المتحفزين أصلا لاستكمال ثورة يناير التي لم تكتمل من وجهة نظرهم عندما سلم المخلوع مبارك السلطة للعسكر.

وبعد إعدام الرئيس مرسي ومن معه من الإخوان سيتأكد شباب الثورة أنه لم تكن هناك صفقة بين العسكر والإخوان، وأن الإخوان تعاملوا بطيبة بالغة (دروشة) مع العسكر وسيتفق جميع الشباب على مقاومة العسكر الطغاة الذين أجهضوا ثورة مصر، وبدلا من أن تصبح تجربة ديمقراطية واعدة أصبحت غابة يستشري فيها الفساد والبطش والقهر والجبروت!!

يا شرفاء العسكر والمخابرات استفيقوا ... انزلوا لشوارع وأزقة وحواري مصر لتعرفوا الحقيقة ... قوموا بدراسات علمية حقيقية يعملها لكم باحثون نابهون مخلصون يبتغون وجه الله تعالى ومصلحة هذا الوطن وهذا الشعب الطيب ... يا شرفاء العسكر والمخابرات استفيقوا وانتبهوا وتعرفوا على حقيقة ما يدور ويجري في مصر فشباب مصر ليسوا إرهابيين ولا دواعش لكن السيسي بطغيانه يدفعهم لأن يكونوا كذلك!!

إن الشباب المصري يتناقلون فيما بينهم فكرة أن العسكر هم الدولة العميقة وأنهم يمتصون خيرات البلد، وأن رجال الأعمال الفاسدين هم صنيعة العسكر ووكلاؤهم في نهب ثروات البلد، وأن الإعلام الفاسد والشرطة الفاسدة والقضاء الفاسد كلها أذرع العسكر للسيطرة والهيمنة وقهر إرادة الشعب المصري وتزييف وعيه ...!!

وتكمن الخطورة الشديدة في أن قناعة الشباب المصري بأن منهج الإخوان السلمي ليس مفيدا، وأنه لابد من المواجهة والجهاد في سبيل الله، وتزداد هذه القناعة مع الوقت ... يزيدها اليأس والإحباط والمشاكل المتفاقمة وسعار الإعلام الهابط الذي يضغط بعنف على مشاعر الشباب!!

 وإعدام الرئيس مرسي ومن معه والبطش بالمعارضة السياسية وقهر الجميع بالحكم العسكري لبسط هيمنة السيسي كما يظن كل ذلك سيرسخ الشعور بالمظلومية لدى هؤلاء الشباب وسيدفعهم لمنهج داعش الدموي ...!!

وما دام السيسي موجودا ويقهر الناس وإعلامه يؤجج الفتن ويدق طبول الحرب كل لحظة ... فانتظروا الحرائق الهائلة في مصر والمنطقة بأسرها ... هذه مجرد قراءة متواضعة للواقع والله تعالى أعلم ... وأسأله سبحانه أن يحفظ مصر وشعبها وأمتها من كل مكروه وسوء!!