المبلغ المطلوب غير متوفر في رصيدكم

محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية هو أكثر رئيس عربي أثبت نجاحاً منقطع النظير في عملية تجاهل الصحافة ولإعلام، سواء الإعلام العربي أو العالمي وحتى الإعلام الفلسطيني.   قام محمود عباس بتنمية طبقة جلدية سميكة ويطلق على أمثاله بالعامية أنه )متمسح ( أ ي أ ن جلده كالتمساح لا تنفع معها سياط الصحفيين ولا صفعات الإعلاميين .   عرف محمود عباس أن الكلاب تعوي وقوافل نهبه وسرقاته تواصل المسير.   لقد ابدع محمود عباس في عملية تجاهل الإعلام وصم آذانه تماماً عن كل ما هو اسمه إعلام وصحافة ورأي عام، تفوق بهذا على كل زعماء المنطقة وضرب بالصحافة وما تنشره والإعلام وما يقدمه من دلائل على فساده ومدى ديكتاتوريته عرض الحائط، وليس هذا فحسب بل قام ببناء حائط بينه وبين الإعلام الفلسطيني وبين الإعلام والعربي وحتى العالمي أسمك وأعلى من حائط الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل لحماية مستوطنيها المسلحين من قمة الرأس وحتى أخمص القدمين، المهم، لا ينفذ إلى محمود عباس من هذا الإعلام لا نقد ولا مطالبات بحقوق المظلومين عبر هذا الإعلام .   قاد محمود عباس الشعب الفلسطيني قيادة عمياء عن كل ألام ومعاناة هذ الشعب الفلسطيني، أغمض عيناه وآذانه وسار بالشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية الى الهلاك الذي لا يمسه هو شخصياً ولا يمس أولاده ولا المقربين والمحسوبين عليه ولكن هذا الهلاك مغموس فيه الشعب الفلسطيني حتى قمة الرأس.

صحفيين وإعلاميون فلسطينيون تحولوا تماماً عن الكتابة والعمل على قضيتهم الأساسية المصيرية وأصبحوا منخرطين في الكتابة في كل شيء واي شيء عدا القضية الفلسطينية.   أصبحنا نكتب عن الأصوات الغنائية الجديدة وعن الوجوه الجديدة في المسلسلات والأفلام بل وتدنى الحال بنا الى تغطية اخبار هيفاء وهبي ومسلسلها الجديد وفيفي عبده وسمية الخشاب.   نجح محمود عباس في تطفيش الصحافة والإعلام الفلسطيني من الكتابة عنه وعن فساده وعن أمواله التي أخذت البنوك التركية والكندية تشكوا من كثرة تكدسها في خزائن بنوكها وتطلب من السيد عباس الرحمة وان يبحث له عن دول جديدة لتخزين أمواله بداخلها.   وصلت رسالة محمود عباس للإعلاميين الفلسطينيين والتي تقول في فحواها أن محمود عباس لا يهمه ما يكتب الإعلام ولا تهمه الحقائق ولا تزعجه جرائم أجهزته ولا النهب الذي مارسه ويمارسه على الشعب الفلسطيني، قال لهم ايضاً في هذه الرسالة أن طالما ان مليارات الدولارات في حوزته فإن التهم الموجة إليه ستبقى إلى الأبد مجرد كلام على ورق وأن ما يريده محمود عباس وما يريده محمود عباس فقط سيحدث وسيتم وأماغير هذا فسيبقى حبراً لا قيمة له على صفحات إعلامية أقل قيمة.

أدرك محمود عباس أن الشعب الفلسطيني وبالدليل القاطع هو ) أجبن (   شعوب المنطقة وأثبت كذلك للعالم أن لم نكن في يوم من الأيام ثواراً ولا فدائيين بل كنا مرتزقة كنا نحارب ونقاتل في صفوف المنظمات الفلسطينية من أجل الخمسمائة دولار التي كان يتقاضها مقاتلون الثورة الفلسطينية وأثبت ويثبت هذا الكلام في كل طالع شمس على أن الشعب الفلسطيني الخانع الذليل تحت حكم عباس لا يقوى هذ الشعب على أن يفعل ما فعله حتى شعب اليمن الهزيل ونستغفر الله أن نقارنه بالشعب الليبي والذي كان يرتجف خوفاً من لجانه الشعبية .   أثبت محمود عباس أننا شعب رهينة ما تبصقه علينا صرافاته الآلية في آخر كل شهر نموت رعباً إذا قال لنا الصراف الآلي (المبلغ المطلوب غير متوفر في رصيدكم) وما كنا نغنيه في مخيمات الكفاح المسلح الفلسطيني ما هي إلا سحابات دخان حشيشة منظمات التحرير الفلسطينية والتي لو كان لها هذا التاريخ المزعوم لأحالوا عباس وأباءه وزبانيته إلى غبار منذ عشرة سنوات أو يزيد.

ما هذا الرجل؟  كيف ولماذا نحن عاجزون عن الثورة عليه والإطاحة به وبزبانيته؟  هل هو حقاً أننا شعب عاجز؟  هل أصبحنا كمصر الثمانيات شعب شعارات رنانة فقط لا نقوى على رفع رؤوسنا خشية أن تقطع؟

المعلومات الاستخبارية الأمريكية ولأوربية تقول إن الأعداد البشرية التي شاركت بالإطاحة بنظام حسني مبارك والتي تجمعت في ميدان التحرير وبعض المدن المصرية الرئيسية مجتمعة لم تتجاوز المائتين ألف نسمة، الذين كانوا في ميدان التحرير وفي المدن الرئيسية في جمهورية مصر العربية ذات الثمانين مليون نسمه قام بتخليصهم من طاغيته وديكتاتورهم مائتان ألف مصري فقط.  تصوروا مائتا ألف مصري قاموا بتحرير ثمانين مليون مصري.   معنى هذا وعلى حسابات هذه المعادلة فإن عشرة ألاف فلسطيني قادرين على تحرير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من قبضة محمود عباس وخمسة ألاف فلسطيني قادرين على تخليص الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حركة حماس.   ولكن أين الرجال الفلسطينيون؟  أين الثائر الفلسطيني؟ إذا كنت تسأل عنهم فهم هناك بجوار الصراف الآلي وعيونهم تقرأ بلهفة المكتوب على شاشة الصراف الآلي ) المبلغ المطلوب غير متوفر في رصيدكم (.