عرب الجزيرة السورية بين انتهاكات الـ YPG وإهمال الإعلام العالمي لمعاناتهم
فريق تحرير مركز أمية الإعلامي
انتهاكات ومنع لدخول لجنة التقصي التابعة للائتلاف:
بعد تزايد انتهاكات وحدات حماية الشعب YPG الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في سورية بحق القرى العربية في الجزيرة السورية، تعالت أصوات نشطاء بإنقاذ الجزيرة السورية من جرائمهم.
وبعد ارتفاع الأصوات المنددة بذلك شكل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لجنة لتقصي الحقائق من أجل الدخول إلى تل أبيض والوقوف على ما يجري فيها من تهجير بحق العرب، إلا أن وحدات حماية الشعب “YPG” منعت دخول اللجنة إلى تل أبيض بريف الرقة بينما كانت سمحت بدخول لجنة أجنبية قبل ذلك بأيام قليلة.
وفي حديث لمركز أمية الإعلامي مع الناشط الرقاوي فرات الوفاء حول منع وحدات الحماية دخول اللجنة التابعة للائتلاف أكد بأن “موافقة وحدات الحماية لدخول لجنة أجنبية ورفض لجنة الائتلاف يصب في عدم معرفة اللجنة الأجنبية بطبيعة المنطقة وحقيقة توزع الأهالي فيها، كما أن وجهة النظر السائدة بأن اللجنة الأجنبية في نظر الجميع تتسم بالحيادية مما يضفي عليها طابع المصداقية وهذا بطبيعة الحال يخدم هدف ورؤية وحدات حماية الشعب”.
اتهامات الـ YPG بممارساتها مثبت بالوثائق والشهادات
قام ناشطون سوريون بتوثيق الانتهاكات والمجازر التي ارتكبتها الـ YPG منذ أبريل 2013، واعتمدوا في توثيقهم على شهادات المهجرين، كما نشروا عدد من الصور ومقاطع الفيديو للانتهاكات المتعددة كالتهجير وحرق المحاصيل الزراعية وحرق وتجريف البيوت.
حيث بدأت انتهاكات الـ YPG بتهجير العرب من قراهم في ريف الحسكة، وامتدت ممارساتهم لتهجير العرب من مدينة تل أبيض شمال الرقة عقب سيطرتهم عليها في الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن مشهد التهجير ما زال مستمراً.
ويعتقد بعض الناشطين أن ممارسات الـ YPG تقع في دائرة التغيير الديموغرافي للجزيرة العربية، وحول ذلك قال فرات الوفاء: “لو بحثنا في أهداف حزب وحدات الحماية السياسي وحلمها في دولة كردستان وعلاقتها الواضحة من نظام الأسد في الحسكة لوجدنا ذلك، وإن كانوا صادقين في دعم الثورة فلم يرفعون علمهم وسط تل أبيض وينقلون قمح تل أبيض والنفط أيضاً إلى عين العرب ذات الأغلبية الكردية!!.
تغطية إعلامية لا تتناسب مع حجم الحدث
مما يثير الاستغراب في قضية عرب الجزيرة السورية، الحضور الخجول للإعلام العربي والعالمي في تغطية وتوثيق ما يجري، على عكس ما ضجت به وسائل الإعلام ذاتها أثناء تغطيتهم أحداث عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية والمعارك بين وحدات حماية الشعب وداعش فيها.
ونفى فرات الوفاء أن يكون سبب التغطية الخجولة للإعلام الغربي هو الحذر ومحاولة الدقة في النشر، مشيراً أن “تلك الوسائل تسعى حقيقة لطمس هذه الانتهاكات وتلميع صورة وحدات حماية الشعب، ودليل ذلك تفاعل العالم الغربي مع قضية (كوباني) في حين اختلف تفاعلهم مع أهالي الحسكة وتل أبيض الذين يتعرضون للانتهاكات والجرائم الواضحة، والتي تتكرر بشكل يومي”.
ومن جهته أشار الإعلامي علي الحريث لمركز أمية الإعلامي بأن “من يبحث عن دلائل وإثباتات عن الانتهاكات بحق عرب الجزيرة فهي موجودة”.
في حين قال عبد الله الأحمد أحد ناشطي الحسكة: “إذا كان العالم يتجاهل انتهاكات وحدات الحماية فلينظر إلى تصريحات حرس الخابور التي كانت الساعد الأيمن لوحدات حماية الشعب ، حيث أكدوا في بيان لهم إلقاءهم السلاح نتيجة انتهاكات الـ YPG بحق الآشوريين والعرب والكرد ويعتبر بيان حرس الخابور أكبر إدانة للـ YPG”.
تهجير مؤقت لحين انتهاء المعارك:
نفى عضو مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي الدكتور إبراهيم مسلم في اتصال أجراه مع “راديو الكل” قبل فترة من الزمن، مصادرة الوحدات الكردية لمحاصيل الشعير، مؤكدا بأن عملها يقتصر على محاربة القوى الإرهابية على حد تعبيره.
واعتبر مسلم أن العرب هم جزء من سكان المنطقة ولم يتخذ أي إجراء بتهجيرهم، معتبراً أن إخلاء بعض القرى من السكان سببه عسكري والهدف منه حمايتهم من القتال وليس إقصائهم، وهذا ما حصل في كوباني سابقاً حيث أفرغت من سكانها.
ومن جهته تساءل الناشط سراج الدين الحسكاوي: “هل يعقل أن 150 ألف نازح من المدنيين بينهم نساء وأطفال حتى الآن كلهم يتبعون لداعش، وهل داعش هي من زرعت المحاصيل الزراعية وبنت القرى حتى تقوم وحدات الحماية الكردية بحرقها وتجريفها”.
ورداً على التشكيك برواية تهجير القرى العربية، واعتبار هدف التهجير حماية المدنيين من القتال، قال الناشط علي الحريث لمركز أمية الإعلامي: ” من ينكر التهجير الذي حصل في الآونة الأخيرة ويبرره بأسباب مختلفة، فما هو تبريره للقرى الواقعة بين مبروكة ورأس العين المهجرة منذ عدة أشهر!!”
في حين قال فرات الوفاء الوفاء: “تهجر من تل أبيض وريفها حوالي 25 ألف شخص، ولكنهم لم يعودوا بعد توقف المعارك في تل أبيض، ومن يقرأ قوائم المطلوبين لوحدات حماية الشعب يدرك بأنه لا نية حقيقية لدعوة المهجرين إلى بيوتهم”.
وأشار فرات: “من عاد إلى تل أبيض بعد سيطرة وحدات حماية الشعب هم قلة قليلة من الأشخاص الذين كانوا يبيتون في شوارع تركيا على الأرصفة، عادوا مجبرين نتيجة سوء أوضاعهم لا بطولة، وليس لتوفر الأمان.
ثالوث الظلم (النظام السوري – داعش – YPG) والتهم الجاهزة
يبدو أن عرب الجزيرة وقعوا ضحية ثالوث خطير، يستخدمهم النظام السوري عند سيطرته لما يخدم مصالحه، في حين تحكم داعش عليهم بالتهجير المبكر حتى قبل دخول الـ YPG إلى أرضهم وقراهم، فمجرد سيطرة داعش على تلك المناطق، تجبر شباب المنطقة بالانضمام في صفوفها بحد السيف تارة، وبسلاح الجوع تارة أخرى، وما إن تنسحب داعش من تلك المناطق، حتى تدخل الوحدات الكردية إلى تلك القرى وتتهم أهلها بأنهم حاضنة داعش وتستخدم ذلك ذريعة لتهجيرهم واضطهادهم.
وأثناء تغطية الإعلامي موسى العمر لقضية تهجير العرب وشهاداتهم، قال أحد المدنيين: ” نحن المدنيون ضحية بين كر وفر” حيث تسيطر داعش على قراهم وتصادر منازلهم، وبالمقابل تقدم وحدات حماية الشعب الكردية بيوتهم غنيمة لمقاتليها والعناصر العربية المقاتلة إلى جانبها من صناديد شمر.
الأكراد إخوتنا
أبلغ تنظيم داعش الأكراد في مدينة الرقة عبر ديوان العشائر ضرورة إخلاء المدينة والنزوح منها خلال 72، وهدد التنظيم من يلقى القبض عليه بعد المهلة المحددة سيعرض نفسه للمحاكمة والمساءلة الشرعية.
ولكن صفحة الرقة تذبح بصمت اعتبرت أن إبلاغ داعش للأكراد بالخروج من المدينة هو خطوة من التنظيم لزيادة الشرخ بين مكونات المجتمع في الرقة .
في حين نشر الناشط علي الحريث على صفحته ” ولا تزر وازرة وزر أخرى” معتبراً أن بيان داعش إذا كان صحيحاً فإنه يسعى لتبرير أفعال الأحزاب الكردية في التهجير.
كما اعتبر عبد الله الأحمد أن خطوة داعش في تهجير المدنيين من الرقة هي لعبة للتغطية على جرائم وحدات حماية الشعب وليشغلوا الإعلام عما يحصل من تهجير العرب وقتلهم ومؤكداً أن “الأكراد إخوتنا”!!