حمى الله المجلس الوطني ل 14 آذار من أحزابه وبركات الراعي
مبروك لانطلاقة المجلس الوطني ل 14 آذار فهو عملياً وواقعاً وضميرياً خطوة صحيحة في الاتجاه الصحيح، وخطوة مهمة وأساسية وضرورية في رحلة المليون والمليون ميل.
رحلة تحرير وطن الأرز وأهله ومؤسساته ومغتربيه من ثقافة ومعايير وهيمنة وعهر وفجور وإجرام وإرهاب الاحتلال الإيراني من خلال عسكره المحلي وطاقم أبواقه من الصنوج والمرتزقة، ومن تسلط وأنانية واسخريوتية طبقة سياسية عفنة أدمنت الخنوع والتجارة والجري وراء الأبواب الواسعة والاستثمار في وزناتها بما لا يرضي الله بالمفهوم الإنجيلي.
نرى بصدق أن هذا المجلس هو بداية صحيحة في الاتجاه الصحيح بالرغم من كل علله، وبالرغم من كل الملاحظات والمآخذ المحقة، وهي كثيرة، والتي لفت إليها بصدق وشفافية كثر من المواطنين والناشطين في ثورة الأرز من غير المنضوين تحت ألوية ومظلات الأحزاب من مكوناته، وهي الأحزاب التي أصلاً عارضته بخبث ووضعت في دربه العصي والمطبات والعوائق وأخرت تحقيقه منذ فترة طويلة.
في المحصلة النهائية، المهم أنه أعلن بعد أن تخطى بحكمة وتأني وصبر كل المعوقات وأمسى حقيقة وواقع وبطريقة فيها الكثير من أسس ومظاهر وممارسات الحرية والديموقراطية وذلك من خلال صندوق أقتراع ومقترعين، ولو أن النتيجة كانت معروفة مسبقاً.
مبروك للنائب السابق سمير فرنجية رئاسة هذا المجلس الوطني العابر للطوائف وغير الحزبي، فهو شخص نقي بفكره، وصاحب رؤية، وبعيد عن إغراءات “الأنا” والشعبوية ويتمتع بكل الكفاءات الأخلاقية والمناقيبة والوطنية والعلمية المطلوبة لهذا الموقع.
من بلاد الاغتراب نتمنى له من القلب النجاح في حمل كتلة النار التي وضعت بين يديه، فالمهمة جداً صعبة، ولكن ليست مستحيلة التحقيق في حال تم التعامل مع الصعاب وأصحابها، (وجلهم للأسف هم من أهل البيت ال 14 آذاري وأحزابه)، بعقلانية وجرأة ومبدئية بعيداً عن المساومات وعاهات التقية والذمية ودون تغليب المصالح الشخصية على مصالح الوطن والمواطنين، وهي للأسف مطبات عطلت حتى الآن تجمع 14 آذار السياسي والقيادي (وليس الشعبي) من استعادة الاستقلال، واسترداد السيادة، وإعادة الدولة ومؤسساتها، وإنهاء حالة الاحتلال الإيرانية.
نرى أن الحذر والحيطة، كما الجرأة والوضوح والشفافية في مواقف المجلس الجديد هم أكثر من ضرورة، ليس فقط في مواجهة جماعات 08 آذار الاحتلالية والإرهابية بكافة فروعها، ومن أدواتهم الاغتيالية والمهيمنة على السلطة تحديداً، بل والأهم من رمادية وفتور مواقف وتحالفات سيدنا بشارة الراعي، ومن أخطار الطاقم الكنسي والإعلامي والمخابراتي المحيط به.
فالأحزاب الشركات ال 14 آذارية وتحديداً المسيحية منها، وعلى خلفيات أجندات أصحابها الرئاسية وانحرافات “الأنا”، يسايرون البطريرك الراعي ويسكتون عن مواقفه اللالبنانية واللامارونية واللاوطنية بذمية فاقعة ومعيبة مما خلق حالة قاتلة من الضياع الفكري والإيماني والوطني لدى الشرائح الشعبية المسيحية تحديداً، أعطت الشارد ميشال عون وربعه كل الحجج والأدوات اللازمة للاستمرار في اللعب على أوتار المذهبية والتعصب والحقد والشعبوية.
في الخلاصة، إن إعلان المجلس خطوة مباركة في الاتجاه الصحيح، نتمنى للقيمين عليه وللمشاركين فيه النجاح والتوفيق.
وسوم: العدد 623