داعش أطفال جورج بوش
برلين /21/07/2015/
لا يختلف اثنان ممن آتاهم الله علما ودراية بالفقه والسياسة والتاريخ بأن تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية – داعش / تنظيم اجرامي ليس له علاقة بالاسلام فهو ومنذ بروزه بالحرب الدائرة بين الحق والباطل في سوريا يقف الى جانب الباطل الذي يمثله نظام سوريا بشار أسد وملالي ايران فهو يطعن بظهر انتفاضة الشعب السوري ويمارس القتل وتدمير المدن وتهجير سكانها مثل ما يفعله النظام المذكور وقوتهم بالعراق جاءت من قبل تغذية الادارة الامريكية وملالي طهران لهم ، فالولايات المتحدة الامريكية وبدعم كبير من المعارضة العراقية التي تنتمي الى الشيعة استطاعت الاحتيال على بعض دول اوروبا بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمتلك اسلحة ذات دمار شامل فاحتلت العراق وتبين بعد ذلك عدم وجود أي اسلحة ذات شأن يُذكر وانتهى دور صدام حسين وقامت واشنطن بتوليد تنظيم / داعش / حتى يبقى العراق مضطربا يعصف به العنف والعنصرية والحقد الديني وجعلت من / داعش / بعبعا وكأنه تنين يريد احراق الشرق الاوسط برمته ، وأسندت واشنطن تربية هذا التنظيم لملالي ايران وبشار اسد ونظامه .
ويعتبر الصحافي وعضو البرلمان الالماني سابقا عن كتلة المسيحيين الديموقراطيين يورجين تودينهوفر شخصية فريد من نوعه من بين السياسيين والصحافيين في المانيا فهو منذ مغادرته البرلمان واهتمامه بقضايا انسانية وسياسية دولية ينظر الى الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر حليفا للمسيحيين بأنها وراء مأساة العالم ، فهو يؤكد بأن الرئيس الامريكي السيء الصيت جورج بوش / الاين / قتل في افغانستان والعراق اكثر ما قتله تنظيم القاعدة بمبنى التجارة الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء من 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 اذا كان بالفعل وقوف التنظيم .
ولا أحد يستطيع أثبات وجزم وقوف القاعدة وراء ذلك الاعتداء الاجرامي الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير فالغرب كان ينتظر الفرصة للانقضاض على الدول الاسلامية وجاءت تلك الحوادث وحوادث ما بعدها لتعطي الغرب الحجة على محاربة المسلمين بعقر دارهم .
وكان تودينهوفر قد التقى بشار اسد في دمشق مرتين عام 2012 و 2014 كما مكث ، وعلى حد زعمه ، حوالي اسبوعين في ضيافة تنظيم / الدولة الاسلامية / في المناطق التي يسيطرون عليها في العراق وسوريا بتوصية من المدعو أبي بكر البغدادي ، ومنذ لقاءه مع اسد يطالب باعادة الشرعية له والحوار معه ويعارض اي تدخل عسكري في سوريا ضد طاغية بلاد الشام .
ومن خلال عرضه لكتابه الجديد عن / داعش – الفرق بينها وبين الاسلام كالفرق بين الماء والنار / هذا اليوم الثلاثاء 21 تموز / يوليو بالعاصمة برلين أكد بأن مشكلة العالم لا تكمن مشاكله مع الارهاب بل تكمن بمشاكله مع الاسلام الذي يرى فيه دين ودولة تتجدد الدماء فيه باستمرار وظهور الارهاب يكمن بسياسة الغرب الذي ينتهجها مع الاسلام ، سياسة استكبار واستعلاء واستهزء مقدرات المسلمين ولا يمكن القضاء على الارهاب الا بالبحث عن اسبابه وانهاءها بشكل علمي وميداني فالغرب وراء ظهور الارهاب ووراء تطرف الشباب المسلم جراء معاملتهم معاملة الطبقة الثانية والثالثة أو في آخر طبقات المجتمع أي حثالة المجتمع وممارسة العنصرية والتمييز الديني بالمعاملات الحكومية وغير الحكومية .
ويرى تودينهوفر بكتابه المذكور الذي سيأخذ طريقه الى دور الكتب خلال الايام القليلة المقبلة ، بأن الغرب هو المعتدي على المسلمين والمسلمون غير معتدين فالمسلمين لم يهاجموا دولة في الغرب منذ اكثر من مائتين عام اما الغرب فهو منذ بداية الحروب الصليبية قبل الف عام يتحين الفرص للانقضاض على المسلمين وبدل ان يتهم الغرب المسلمين بالارهاب فعليه التعاون معهم للقضاء عليه .
ويرى تودينهوفر بكتابه المذكور ان / داعش / تغطي وجهها الاجرامي المنبثق من الافلام الامريكية التي تتحدث غلبة الرجل الابيض على سكان امريكا الاصليين / الهنود الحمر / بغطاء الاسلام واذا كانوا يملكون فكرا سياسيا ودينيا لاعمالهم الاجرامية فيجب مكافحة هذا الفكر بالفكر الاسلامي المستنير اذ ان الحرب ضد هذا التنظيم بالسلاح لن يجد شيئا ولن يسفر عن انتصار الغرب ومن معهم عليه .
ويطالب تودينهوفر اوروبا بإبعاد امريكا عن العراق وسوريا فبإمكان اوروبا بالتعاون مع مسلمي اهل السنة في السعودية وتركيا وقطر وماليزيا واندونيسيا وغيرها اقناع مسلمي اهل السنة في العراق المشاركة بالحرب ضد / داعش / ولكن ليس بحرب عسكرية بل بحرب حوار مفتوح يكمن بالضغط على الحكومة العراقية انهاء سياسة التمييز الديني والاعتراف بسنة العراق بانهم الجزء الاكبر وليسو باقلية بذلك البلد معتبرا التحالف الدولي ضد / داعش / تحالفا سياسيا ضد الشرق الاوسط سيبوء بفشل ذريع على حد رأيه .
ولا تعتبر آراء تودينهوفر وقوف الغرب وراء الارهاب بالشرق الاوسط والمعاداة للاسلام بجديدة ففي آخر مؤتمر صحافي كقائد عام لحلف شمال الاطلسي / الناتو / وذلك في عام 1988 أعلن جون كالفين بأن الحرب الباردة قد انتهت بانتصار / الناتو / على حلف وارسو والغرب سيعود الى حربه التقليدية مع الاسلام تلك الحرب التي استمرت لاكثر من الف وثلاثمائة عام وتم الاتفاق على استراحة الحرب لمدة تزيد على ستين عاما وذلك حتى تنتهي نتئائج الحرب الباردة لمصلحة / الناتو / والغرب .
وسوم: العدد 625