هل ينغلبان داعش والقاعدة على إيران؟
محمود أحمد الأحوازي
معروفة العلاقة بين النظام الإيراني وجماعات من طالبان وايضا القاعدة وذلك بدليل وجود بعض من قادتهم في أماكن آمنة في ايران امس واليوم وهذا ما اثبتته الأحداث، منها هروب إحدى السعوديات ولجوءها للسفارة السعودية في طهران بعد ما كانت تعيش في فيلا مع عائلتها وولي امرها من امراء القاعدة في حي شميرانات شمال العاصمة طهران، حتى عرفت ايران ببوابة القاعدة لأفغانستان وايضا باكستان وكشف في عام 2002 أن ايران ارسلت الى افغانستان هيئة بعد سقوط طالبان عام 2001، للتفاوض حول نقل بعض من قادة القاعدة إلى ايران وبعد الإتفاق وانتقال بن لادن والظواهري إلى باكستان، انتقل بعض قادة القاعدة مع عائلاتهم الى ايران و من بينهم بعض القادة من الخطين الأول والثاني وبتكليف من بن لادن أسست ايران مجلس تنظيم القاعدة في ايران بواسطة سليمان أبو الغيث وأبو حفص الموريتاني و عادل وأبو الخير المصري وأبو محمد المصري ومعهم عدد من القيادات والكوادر الأخرى وطبقا لما اعلنته امريكا في ذلك الوقت كان حرس الثورة الإيراني هو الجهة المسؤولة عن المجلس.
وتشكلت قبل سنوات عدة في العراق دولة العراق الإسلامية حتى تغيرت بعد أحداث سورية الى دولة العراق والشام الإسلامية وكان واضحا للمتابعين لأعمال دولة العراق أن وجودها في العراق اولا كان بهدف ايجاد ضغط على التواجد الأمريك وايجاد مبررات لسلطة فاشية تابعة لها لإيران في العراق وهذه المناورات والمقاومة كانتا اسباب الإنسحاب الأمريكي من العراق، وبعد ذلك وسعت دولة العراق الإسلامية حتى سميت بدولة العراق والشام الإسلامية بإشارة من ايران وتدخلت بقوة وذلك من اجل إيجاد مبررات لقمع الثورة السورية وإثارة مخاوف الغرب من الثوار السوريين بحجة الإرهاب وهذا ما حصل حتى تخلى العالم بأسره من الثورة السورية بسبب وجود ارهاب متوحش تحت خيمة التسنن في سورية، وهذه كانت حجة ايران للتدخل المباشر بحرسها وحزب الله اللبناني والإرهاب الصفوي من العراق في سورية لصلاح ممثلها الحاكم هناك هناك بشار الأسد كما كانت مبرر لعدم تدخل العالم والدول العربية بصورة مؤثرة لصالح الجيش الحر والثورة السورية.
وبعد تغيير "دولة العراق الإسلامية" الى "دولة العراق والشام الإسلامية"، قبل عدة أيام تأسست "دولة الخافة الإسلامية" هذه المرة، وتأس دولة الخلافة جاء بعد ما فقدت إيران سيطرتها على مجرى الأحداث التي رسمتها لصالحها ولصالح بقاء المالكي في الحكم بعد مضي عام ونصف من القمع اليومي لمناطق السنة في شمال وغرب العراق، حيث ايران ايران لداعش ان تدخل زاوية محددة في الموصل حتى تملأ ايران ويملأ المالكي العالم ضجيجا عن إحتلال داعش لبعض مدن العراق و اصبحت خطرا على المنطقة وبعد ذلك يجوز للمالكي رفع مستوى القمع وشن طيرانه وطيران ايران الهجوم على المناطق السنية مثل ما حصل في سورية، وعراق العراق في ظل حكم المالكي يمتلك القوة لقهر داعش في الموصل، لكن الرياح هبت من حيث لا تشتهي سفن ايران، حيث مع دخول داعش للموصل عن طريق سورية بتوافق مسبق لسحب بعض القوات العراقية تكتيكيا من مواقعها، دخلت قوات المقاومة العراقية السنية المدينة وهربت الوحدات العسكرية التابعة للمالكي الباقية كلها من المدينة وهربت قوات الماليكة في مدن اخرى ايضا، فهذا الهروب أولا مكن داعش من الحصول على اسلحة كثيرة ومتطورة اغتنمها واصبحت بذلك قوة قاهرة، وثانيا مع دخول داعش ثأر الشعب العراقي على ما تبقى من قوات المالكي وبالنهاية هربت قيادات المالكي في معظم محافظات الغرب والشمال وتمكن الثوار العراقيين من السيطرة على اربعة محافظات خلال 72 ساعة وهذه هي الفاجعة التي حلت بإيران أولا وبالمالكي ثانيا وايران الى هذه اللحظة تحاول اعادة المياه الى مجاريها ولم تتمكن مع مشاركتها المباشرة في الحرب على الثورة العراقية التي سيطرت على شمال وغرب العراق.
واليوم، بعد تأسيس دولة الخلافة الإسلامية على مناطق واسعة من أراضي سورية والعراق، دولة ثرية بالنفط والغاز والأموال التي دفعت لها من ايران وغيرها من الدول المساندة لها وايضا الأموال التي حصلت عليها من خلال عملياتها، اصبحت داعش دولة قائمة بذاتها قادرة على توجيه الضرر لأي نظام في المنطقة إن شاءت مع انضمام اعداد كبيرة من الإسلاميين المتشددين الذين انتقلوا اليها ليس من دول مختلفة فقط بل وحتى من التنظيمات الإسلامية والوطنية التحررية السورية والعراقية الأخرى بسبب قوة نيرانها وكثرة عتادها وامكانياتها وبسبب عداء هذه الأطراف كلها لسياسة الغرب الذي افسد الربيع العربي، و هذه الدولة بهذه المواصفات الأن بالتأكيد لن ترضي ايران، وإن ايران اصبحت في مازق خلقته لنفسها بعد ما قامت بكل رديئة في الدول الإسلامية تحت غطاء الدفاع عن الشيعة في اليمن ولبنان وسورية والعراق والبحرين وغيرها وهي التي بنت داعش لهذا الغرض أيضا، حتى اصبحت دولة الخلافة اليوم هي الند مقابل مقابل ايران للدفاع عن الحريم السني حسب ايديولوجيتها، الأمر الذي عقد الأمور بشكل جدي لإيران بعد اليوم وهذا ما دفعها للتدخل المباشر بقوة ضد الشعب العراقي من اجل إعادة السيطرة على الأمور هناك وفي سورية ايضا حيث فقدت سورية كثير من اراضيها لصالح الدولة الإسلامية التي تأسست على مناطق استراتيجية وغنية واسعة من اراضي سورية.
ونظرا لكل ما جاء، اليوم الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية التي تعتبر نفسها هي المدافع عن حقوق السنة في سورية والعراق، خصوصا وأن معظم قياداتها وكوادرها ايضا هم من من قيادات وكوادر الجيش العراقي السابق الذي يحمل كل الحقد على النظام الإيراني الذي أسس الحكم الطائفي ومده بكل ما امكنه في العراق وتعاون الأمريكان لإذلال العراق وجيشه، ونظرا لأن هناك احتمال قوي جدا أن تنظيمي القاعدة وداعش ستجمعهما الضرورة وسيندمجان , ويصبحان قوة ضاربة واحدة وايضا نظرا لإحتمال اعلام كردستان العراق دولة مستقلة مع وجود ملايين من الأكراد في إيران، إذا هذا الخطر اصبح يدق ابواب ايران بشكل جدي، خصوصا وأن امير دولة الخلافة الإسلامية أعلن في كلمة له اخيرا، اعلن عن أن أراضي هذه الدولة ستشمل كردستان والأحواز وشمال ايران وخراسان وحتى افغانستان شرق ايران، إذا يتبين أن ما قامت به ايران حتى الأن في الدول العربية من خلال جيش القدس الإرهابي، ستقوم بمثله في المرحلة القادمة دولة داعش ضد ايران من خلال جيشها الهادف لإعادة الخلافة الإسلامية التي تصل حدودها طبقا لما جاء في ادبيات هذه الدولة الى الأندلس والبرتغال وبهذا سيطبق على الأرض المثل الأحوازي المعروف: كلب أ... على عدو أ ....