الأسد يرتكب مجزرة هي الأكبر بحق المدنيين في دوما
قصف الطيران الحربي للنظام السوري مدينة دوما في الغوطة الشرقية، بالعديد من الصواريخ الموجهة والقذائف يوم الأحد 16 أغسطس مما أدى إلى وقوع أكبر مجزرة بتاريخ دوما منذ بداية الثورة، راح ضحيتها ما يقدر بـ 125 شهيد وأكثر من 350 جريح.
وأتبع نظام الأسد قصفه للمدينة الاثنين 17 أغسطس مستهدفاً مقبرة الشهداء في المدينة وهو ما أعاق عملية دفن الشهداء الذين سقطوا نتيجة المجزرة، وأدى إلى إصابة بعضهم أثناء عمليات الدفن.
حيث تم رصد 9 غارات على مدينة دوما أول أمس الأحد، وسقوط أكثر من 40 قذيفة، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، حسب تنسيقية مدينة دوما.
ومن جهته وثق الدفاع المدني في ريف دمشق 104 قتلى، 95 قتيل موثق بالاسم، و 9 مجهولي الهوية، ناهيك عن أصحاب الجروح الخطيرة المعرضين للموت في أي لحظة وفق ما أفاد محمود آدم عضو المكتب الإعلامي للدفاع المدني لمركز أمية الإعلامي.
وأكد محمود آدم بأن “ما أعلن عنه الدفاع المدني من شهداء تم توثيقهم بالاسم والصورة” وأشار بأنهم في الدفاع المدني هم المسؤولون عن إصدار شهادة وفاة للشهيد، وبالتالي فإن الأعداد المذكورة هي مؤكدة وبعيدة عن التقديرات”.
ونوه آدم بأن أعداد الشهداء معرّض للزيادة نتيجة الإصابات الخطيرة لعشرات الجرحى، وهو ما يجعل إحصائية الشهداء غير مستقرة وقابلة للزيادة.
وفي الميدان الطبي أفاد أحد أطباء المدنية في حديثه لمركز أمية الإعلامي: “أن قصف النظام خلف ما يزيد عن 350 جريحاً ولذا فإن الكوادر الطبية العاملة في مدينة دوما لم تتمكن من استيعاب هذا العدد، ما دفعها الاستعانة بالنقاط الطبية في الغوطة الشرقية، ونقلت عدد من الجرحى إلى المشافي الميدانية خارج دوما”.
وأكد الطبيب بأن بعض الشهداء لم يموتوا لحظة القصف، وإنما ماتوا نتيجة النقص الحاد بالكوادر الطبية، وقلة النقاط الطبية، وضعف الإمكانيات والمستهلكات الطبية”.
ولم يسلم الأحياء في مدينة دوما بل وصل قصف النظام لمقبرة الشهداء ما أدى إلى تأجيل الدفن لبعض ذوي الشهداء، وعرّض من قاموا بدفن شهدائهم للخطر، حيث سجلت إصابة والد أحد الشهداء أثناء دفن ابنه حسب أيمن أبو أنس عضو تنسيقية مدينة دوما.
ونفى أبو أنس أن يكون استهداف المقبرة عشوائياً، مشيراً إلى أن استهدافها جاء بشكل ممنهج ومقصود.
ونتيجة لشدة القصف وسوء الأوضاع أصدرت قيادة الشرطة التابعة للقيادة العسكرية الموحدة قراراً أعلنت فيه فرض حظر للتجوال في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، ويبقى الحظر حتى إشعارِ آخر حسب البيان.
ومن جهته أدان الائتلاف الوطني السوري المعارض مجازر النظام بحق دوما والزبداني، وحمل إيران وكافة الجهات التي تزود النظام السوري بالسلاح المسؤولية، مؤكداً مشاركتهم في ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.
وبدورها علقت “حركة سورية الأم” التي يرأسها الرئيس السابق للائتلاف معاذ الخطيب كافة اللقاءات الرسمية خلال الفترة القادمة مع كل الأطراف التي لها علاقة بالموضوع السوري وتغض الطرف عن دماء المدنيين.
فيما تجاهلت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية “مجزرة دوما الكبرى” ولم يصدر أي بيان رسمي عن المنظمتين يدين المجزرة، في حين أعرب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين في مؤتمر صحفي عقده في دمشق عن “ذهوله” للاعتداءات على المدنيين في الصراع الذي تشهده سوريا منذ أكثر من أربعة أعوام.
وحسب الصحفي عمار حمو (مراسل صحيفة Syria Direct الناطقة بالانجليزية) قال لمركز أمية الإعلامي: “تواصلت معي بعض الجهات الحقوقية والإعلامية العالمية باعتباري أحد أبناء مدينة دوما، كما أن تنسيقية مدينة دوما والتي أنا عضو فيها تلقت اتصالات من “هيومان رايتس ووتش” وأكثر من وسيلة إعلامية عالمية”.
وأضاف حمو ” ورغم أننا نشكر كل من تفاعل نصرة لدماء المدنيين في دوما خصوصاً وسوريا عموماً إلا أننا نرجو ألا يبقى التحرك الدولي بيانات شجب وإدانة بعيداً عن الخطوات العملية التي من شأنها إيقاف إراقة الدماء بحق الشعب السوري المطالب بالحرية”.
وسوم: العدد 629