وتبقى المملكةُ عظيمةً بمَليْكها، وأهلها
كان لي البارحة زيارة إلى جملة من الأصدقاء النازحين من اليمن الشقيق إلى بلدهم الثاني، في إمارة جيزان، و تجاذبنا أطراف الحديث، و رووا لي تفاصيل رحلتهم بدءًا من صنعاء حتى منفذ وديعة السعودي، و من ثّمَّ استقبالهم من الشخص المعني بملف السوريين، و ما كان منه من حسن الاستقبال، و لطف المعاملة؛ الأمر الذي ينبئ عن كرم أصله، و سمو خصاله، و منها أقلتهم الباصات حتى إمارة جيزان مرورًا بمدينة خميس مشيط، و مدينة أبها و نزولاً بعقبة ضُلَع إلى إمارة جيزان، حيث تمّ رفادتهم في عدد من الفنادق، و الوحدات السكنية، التي لا تقلّ درجة تصنيفها عن ( جيد جدًا )، و تمّ إنزالهم كلٌّ بحسب عدد أفراد أسرته، بما يناسبهم من حيث السعة في المكان، و صدرت التعليمات للمعنيين في الإمارة بتوفير الطعام و الشراب و المستلزمات الأخرى، و بشكل دوري و رتيب، كل يوم في الأوقات المخصصة ( فطورًا، و غداءً، و عشاءً )، مع وجود الأمن في كل وحدة سكنية؛ حفاظًا على سلامتهم من أي طارىء قد يحدث لهم ممن يخطر على باله الإساء لهم و للمملكة، و أبلغوا أن هناك توجيهات من المقام السامي بتذليل أية عقبات تعترض طريق راحتهم، سواء في مجالات العمل في القطاع الخاص حاليًا، أو الطبابة، أو الدراسة لأبنائهم، لا بل حتى التنقل لزيارة من تجمعهم بهم علاقة و ودٍّ، أو قرابة في مدن المملة الأخرى مع ضرورة إعلام رجل الأمن بذلك من باب الحفاظ على سلامتهم و مراعاة المصلحة العامة؛ كون البلد يمر في ظرف استثنائي بسبب الحرب مع عصابات الحوثي، و مجاميع المخلوع صالح.
إنّ هذا الذي كان لهؤلاء النازحين السوريين من اليمن ليذكرنا بما كان من حسن الضيافة من بلدان أخرى و في مقدمتها صاحبة القدح المعلَّى ( تركيا ) الجارة المسلمة، فضربت هي و أختها المملكة العربية السعودية، أروع الأمثلة و أسماها في حسن التعامل مع الملف السوري ( قضية، و شعبًا ).
و إن إخوانهم السوريين في مقابل ذلك لَهُم الأوفياء لهم، الحافظون الودّ، الأمينون على أمن هذه البلدان، الضمينون بمراعاة القيم و التقاليد و القوانين المعمول بها فيها.
و هم على ثقة تامّة بقرب انفراج أزمتهم، مع الحفاظ على مكتسبات ثورتهم طالما يقف إلى جانبهم في ذلك إخوة لهم يثقون بهم من أمثال الملك سلمان بن عبد العزيز، و الرئيس رجب طيب أردوغان.
حفظ الله المملكة مليكًا، و شعبًا، و مقدسات. و نصرها على محور الشر ممثلاً بإيران.
وسوم: العدد 631