أرخص ما في العراق هو العراق
هل هو غباء أم فشل سياسي ....
فلم مساءلة الفهداوي كان يمكن له ان يكون طوق نجاة للعملية السياسية و لترميم بعض الفتوق و رتقها و امتصاص الحنق من الجماهير المختنقة ( بسموم الفساد و غازات بطون الفاسدين المنتفخة) وتخفيف حدةغضبهم على الواقع المزري الذي نعيشه لو انهم قاموا بالتضحية بالفهداوي فدوة للشعب كما ضحوا سابقاً بالشعب فدوة لبواسير أحد المسؤولين ....وذلك من خلال اقالته او محاسبته او حتى على الاقل عدم القناعة بأجوبته و مبرراته ، و أن كنا نتفق معهم أن مصيبة الكهرباء لا يتحملها الوزير الحالي الذي ورث تركة ثقيلة من الفساد خمسة نجوم و على رأسهم بطل الفساد القومي المحصن من عين البشر الذي وعدنا أنه سيصدر الكهرباء في سنة 2013 ظننا انه يقصدها ميلادية تبين انه لا يتكلم الا في زمن الهجرة لأنه ارجعنا الى ما قبل الهجرة في مجال الطاقة الذي أدار ملفه بأمتياز .
و لكن يبدو ان المخرج و كاتب السيناريو لفلم متصدر البوكس اوفس من على قاعة البرلمان من الغباء لدرجة لا يعرفون ان الجماهير التي كانت تنتظر بريق امل في هذا النفق المظلم لن تعود الا بحرق افلامهم .......
فهل الفهداوي اهم من العراق أم اننا لا نرى ما يرى نوابنا !! نعم اخوتي هذا هو الواقع فسيادة النائب لا تنقطع عنه الكهرباء و لا يمكن ان يتنفس هواء العراق غير المبرد و المكيف و لا يهمه ان يعيش العراقيين (مشويين ) او محمصين او مسلوقين في حرارة فرن هو الاعلى في درجات الحرارة في كل العالم مادام الوزير الفاشل لديه مبرراته لفشله رغم أنه صاحب براءة الاختراع الكيزرية المشهورة عالمياً ،كيف يحاسب الفاسد من هو مكبل لسانه و يديه في الفساد !! كيف يحاسب الفاشل فاشل مثله !! ففاقد الشيء لا يعطيه و(المكسورة عينه ) لا يستطيع رفعها بوجه الاخرين فلا يمكن ابداً للص ان يقول للص أخر لماذا سرقت او فاشل يحاسب فاشل أخر على فشله ...و من جانب أخر لا يمكن التغاضي ان النواب اغلبهم كانوا ضيوف عند سيادة وزير الكهرباء يتوسلون به ان يعين بعض مريديهم و طارقي ابوابهم في وزارته أو يتوسلون به ان يحسن واقع الكهرباء في مناطقهم حتى ولو بالترقيع و التلميع ليتخلصوا من ضغط ناخبيهم و أصواتهم المزعجة و تلفوناتهم الملحاحة .. و سيادة الوزير أستطاع ان يشتري الاصوات بسهولة بذكاء و دهاء عندما أعطى بعض العظام لهذا النائب و ذاك و الناس يردون له الجميل و يوفون له الدين .. فهل جزاء الاحسان الا الاحسان .. و ياليتهم ردوا دين ناخبيهم وأحسان من أوصلهم الى كراسيهم ..افلم يكن الاحرى بكم و الاولى ان تجاملوا العراق الجريح المنكسر او تداهنوا شعبكم المخذول المنتفض او تسايروا الشارع و تناغموا اصواته و مطاليبه او تبينوا انكم سمعتم اصوات المرجعية و خضعتم لارادة المطالب بمحاسبة الفاسدين ،حتى هذا الفلم لم تستطيعوا أنتاجه فأي مجموعة من الفاشلين أنتم ...!!!! و دمتم غير سالمين .
وسوم: العدد 631