إلى وزير التربية والتعليم صبري صيدم.. "رسالة مفتوحة"
شخصيًا لم أعتد أن أمدح أي مسؤول ولا أحب أن أكون من صف المدّاحين المطبلين لأحد، ولكن علمني والدي رحمه الله أن أبلغ من أحترم وأقدر بذلك وشيء من الثناء يربي الإيمان في القلب، كما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
لا أخفي عليك أنني أصنفك، (وأنا متابع جيد)، أنك من الأشخاص المهنيين ورجل تناسب دومًا المكان الذي أنت فيه، ولن يمنعني اختلافي السياسي معك من إبداء إعجابي بك، ليس هذا وحسب، بل أن أقدم لك النصيحة وأنت تتربع اليوم على عرش أهم مؤسسة وطنية في هذا البلد، ألا وهي وزارة التربية والتعليم.
أقول لك اليوم أن مهنيتك وتاريخك وحتى حاضرك سترسمه نتائج إدارتك لهذا الصرح الشامخ المسمى تربية وتعليم، وأن على عاتقك تقع مهام جسيمة أعلم أنك تدركها، ولكنها بحاجة إلى نصح ونصيحة وفهلوة وإدارة، وأنت لها بعون الله.
اسمع يا ابن الشهيد، يجب أن تبدأ بمن حولك فتستحدث الأشخاص قبل المسميات، وأن تلجأ لجيل الشباب الذي تنتمي له، ليحدثوا التغير الذي يجب أن يحدث في هذه المؤسسة، التي أثقلتها الأيام والاحتلال وتقصير من كان قبلك.
بصدق نحن بحاجة إلى أمور عملية وليس إلى خطط يحتاج تنفيذها سنوات وسنوات، ولنبدأ من المعلم يا سيدي، فأعِدَّ الاعتبار لهذا الشخص المؤتمن على أطفالنا بتحسين مكانته والشد من عزمه وعزيمته بتحسين راتبه ورفع مستواه من خلال تدريبه، وأنت بارع في هذا المجال (الإعداد والتدريب).
كما لا تسمح لأحد أن يتحكم في طرق توظيف وتعين هؤلاء، فشباب حماس الذين يحرمون من التوظيف بناء على الانتماء السياسي؛ هم من أكفأ شباب هذا الوطن وهم أصحاب روح قوية وهمم عالية يجب عليك الاستفادة من قدراتهم وروحهم وصدقهم وإخلاصهم.
المنهاج الذي لا يرسم حدود الوطن كاملة مع حيفا ويافا واللد لا نريده، والتربية الوطنية يجب أن يعاد لها الاعتبار ويجب أن تتحول من تربية إلى بث روح الوطنية في قلوب النشأ ، اكتب لنا عن الأسرى والأقصى المحتل والقدس، ليزاد حبنا لهذا الوطن المجبول بدماء والدك الشهيد يا صيدم.
أنت تعلم معالي الوزير كارثة الثانوية العامة المسماة (التوجيهي)، وتعلم نظام الفصل الواحد، وأننا بقرن يحترم الفهم وليس الحفظ وما يصاحب هذا الامتحان من (فوبيا) أنها لم تبنَ على أسس علمية، لقد آن الأوان ليسجل اسمك مع اسم إلغاء وتغير هذا النظام البائس، فها قد دقت ساعة العمل.
المدارس المهدمة والميزانية القليلة التي تمنح لهذه الوزارة يجب أن ترفع ويجب أن تتحسن ظروف مدارسنا لتبدأ بها محافظة محافطة، نريد أن نرى محافظة واحدة نموذجية من حيث المباني والطاقم وكل شيء، لنحاول أن نعمم وننقل التجربة لكل محافظات الوطن من الشمال إلى الجنوب.
يجب أن يكون هناك قوانين صارمة وأخرى مرنة، فلا تساهل مع من يتساهل بتطبيق القوانين، ويجب إيجاد مراقبة حاسمة ومحاسبة من يخطئ، فالله الله على الوقت، وأعود لكي أكرر دقت ساعة العمل.
معالي الوزير، يجب أن تبدأ أسبوعيًا بزيارة مفاجئة للمدارس في كل محافظات الوطن، للبدء بالمراقبة وتحسس معاناة الطالب والأستاذ والوقوف بجوار المدير وحث الجميع على التكامل بالدور، لإخراج نتائج ترقى بشعب يعشق العلم ويحب العلماء ويقدم الشهداء.
أخانا الوزير هذه المرة قدمنا لك النصح، وآمل من الله أن تصلك هذه الرسالة، إن لم يحدث التغير المتوقع، فتأكد أن ظننا بك سيخيب، ولتعلم أن عليك بعد الله آمال.
نحن ندرك أن الحمل كبير، ولكن أنت صاحب المهمات الكبيرة، فالله نسأل لك التوفيق والعون، وننتظر منك المزيد من التقدم والعطاء والتغير والبذل، كان الله بعونك لما يحبه ويرضاه.
وسوم: العدد 631