إسرائيل تمضي في تقسيم الأقصى زمانيا، وتعمد على بناء سياج سياسي على الحدود مع الأردن بغلاف أمني
التقدير الأمني الأسبوعي لمركز القدس :
علاء الريماوي : مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي
أظهر التقدير الأمني الأسبوعي للفترة الواقعة بين (29-8 حتى 5-9-2015) إستمرار إسرائيل، تطبيق التقسيم الزماني للمسجد الأقصى (للأسبوع الثالث على التوالي)، وسط ردود فعل خجولة على المستوويين الرسمي والشعبي، الأمر الذي ينذر بسلوك إسرائيلي نحو التقسيم المكاني .
كما إعتبر المركز أن أهم النشاطات الأـمنية الإسرائيلية، شروع الجيش الإسرائيلي تشييد سياج أمني على طول الحدود الأردنية الفلسطينية بتكلفة تتجاوز (760) مليون دولار، في خطوة تتكامل مع توجهات إسرائيلية لترسيم حدود إسرائيل شرق الضفة الغربية، لمنع أي توجه لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 .
كما رصد المركز، حضور الضفة والقدس، كأحد الساحات الأمنية، الأكثر إشتعالا، حيث جاءت القراءة على النحو الآتي .
الإعتداءات الإسرائيلية
أولا عدد الإصابات : شهدت الأراضي الفلسطينية الأسبوع الماضيمواجهات مختلفة في الضفة الغربية والقدس أصيب فيها نحو 56 فلسطينيا، جراء المواجهات مع الجيش الإسرائيلي ، وكانت أعنف المواجهات في مدينة الخليل، القدس.
رصد المركز أكثر المواجهات حضورا في الإعلام الإسرائيلي، تلك التي وقعت خلال الأسبوع الماضي غرب رام الله، على الطريق المحاذي لبلدتي ( خربثا وبيت عور) بالقرب من مدينة رام الله .
ثانيا: الإعتقالات في الأراضي الفلسطينية : إستمرت الإعتقالات في الضفة الغربية الأسبوع الماضي ، حيث طالت الإعتقالات نحو 83 فلسطينيا، منهم 63 في الضفة الغربية، و 16 فلسطينيا في مدينة القدس، بالإضافة إلى 3 في الأراضي المحتلة عام 48 .
وفي تحليل مركز القدس لعمليات الإعتقال: ركز الأمن الإسرائيلي في إعتقالاته على نشطاء الرباط في المسجد الأقصى خال الأسبوعين الماضيين، بهدف تمرير التقسيم الزماني للمسجد الأقصى .
وأشار المركز " إلى أن الأمن الإسرائيلي، اعتمد أيضا سياسة الإعتقال للنشطاء الميدانيين، لحركة حماس في الضفة الغربية" .
ثالثا : إقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنيين: بلغ عدد المقتحمين للأقصى من المستوطنيين، 293 مستوطنا إسرائيليا توزعت على النحو الآتي : الأحد 55 مستوطنا ، الإثنين 43 ، الثلاثاء 70 مستوطنا ، الأربعاء 92 مستوطنا، الخميس 43 مستوطنا إسرائيليا .
وأظهرت متابعة مركز القدس، إلى أن الحكومة الإسرائيلية، مستمرة في تطبيق ما يعرف بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى، للأسبوع الثالث على التوالي، حيث قامت بإغلاق بوابات الأقصى، منذ ساعات الصباح حتى الساعة 11 عشرا، أمام النساء والسواد الأعظم من الرجال، من الأحد حتى يوم الخميس" .
وإستمرت الشرطة الإسرائيلية في تنفيذ هذا الإجراء دون الإحتكاك مع المرابطين بهدف تمرير المخطط بهدوء .
من جانبه حذر مدير مركز القدس علاء الريماوي، من إستمرار، الصمت على التقسيم الزماني، معتبرا أن حالة الصمت الرسمي والشعبي، ستنقل الأقصى إلى حالة، تغلق فيها بوابات الأقصى بشكل كامل صباحا وتفتح ما قبل الظهر، تمهيدا لتطبيق تدريجي للتقسم المكاني .
رابعا : الهجمة الإسرائيلية على النقب: تواصل إسرائيل هجمتها على قرية إم الحيران في النقب، كمقدمة للمس ب 35 قرية عربية غير معترف بها .
ويرى المركز أن حالة الإستهداف للنقب سيستمر، خلال السنوات القادمة، بإعتبار النقب أحد مناطق التطوير الأهم، لإستقطاب عشرات الآلاف من المهاجرين اليهود للأرض الفلسطينية .
ويعد ملف أهالي النقب من الملفات المسكوت عنها وطنيا وعربيا، الأمر الذي من شأنه تمكين حكومة نتنياهو، تمرير مخطط برافر، و القاضي بحصر الوجود العربي في مدن الجنوب.
هجمات المقاومة الفلسطينية
أولا : عمليات طعن : أشارت التقارير الأمنية الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي قام بإحباط، عملية طعن جنوب الضفة الغربية.
ثانيا : إطلاق نار: سجل الأسبوع الماضي 5 عمليات إطلاق نار ، بإتجاه قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنيين، نركزت في رالله، جنين، على الحدود مع قطاع غزة.
ثالثا : هجمات بالحجارة والزجاجات الحارقة : سجلت أعمال المقاومة بالحجارة حضورا بارزا في الأراضي الفلسطينية بواقع 281 هجمة، 128 حادثة في الضغة الغربية، و 142 في مدينة القدس، بالإضافة إلى 11 حادثة في الأراضي المحتلة عام 1948 .
رابعا : القاء عبوات صغيرة ، رصد مركز إلقاء 9 عبوات جنوب الضفة الغربية، وجنوبها تحديدا بالقرب من مخيم عايدة وفي مخيم جنين.
خامسا : إطلاق صواريخ : أطلقت من قطاع غزة 4 قذائف صاروخية تجاه البحر، لأغراض التدريب، بالإضافة إلى 3 قذائف سقطت على الحدود مع المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة .
الخسائر الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي .
أولا : إصابات في صفوف الأمن الإسرائيلي والمستوطنيين: أصيب خلال الهجمات الفلسطينية الماضي 11 إسرائيليا ، 4 منهم في مدينة الخليل، جندي إسرائيلي في جنين، 2 في رام الله، و4 في مدينة القدس.
ثانيا خسائر في المركبات الإسرائيلية والمنازل الإسرائيلية : أصيب القطار الخفيف في القدس 6 مرات ، كما تم إيقاع أضرار ب 11 مركبة وحافلة ، كما تضررت في الضفة الغربية 4 سيارات، و 3 منازل جراء إطلاق نار غزة .
الأوضاع الأمنية على الحدود مع الكيان
أولا : الحدود الجنوبية مع قطاع غزة : شهدت الجبهة الجنوبية، نقاشا إسرائيليا واضحا هذا الأسبوع خاصة بعد، سلسلة الأحداث الأمنية، فقرر الجيش القيام بردود فورية على أي هجمة فلسطينية عبر إستهداف مواقع عسكرية لحركة حماس .
من جانب آخر " طالب الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي، التحرك الفوري لمعالجة الأوضاع في قطاع غزة، من خلال إتفاقات غير مباشرة مع حركة حماس.
وقال مدير مركز القدس علاء الريماوي " إن الوضع على الحدود مع قطاع غزة، يحظى بمتابعة إسرائيلية كبيرة".
وأضاف الريماوي " إن إسرائيل تدير نقاشا حول الأثمان الممكنة التي ستدفعها لحماس، لكن هناك خلافات بين أركان الحكومة الإسرائيلية حول هذه الأثمان" .
وربط الريماوي سرعة إنتاج هذا الملف، بتقدير أوضاع الإنفجار في قطاع غزة، ومدى سخونة الحالة الأمنية .
الحدود الشمالية : سادت الحدود الشمالية الأسبوع الماضي، أجواء حذرة، خاصة في ظل النشاط الأمني الواضح، لإسرائيل والمقاومة على الحدود اللبنانية والسورية.
وأظهرت المعطيات التي تجمعت لدى المركز، أن حالة الهدوء، مرتبطة، براسائل الأطراف المتبادلة في هذه المرحلة .
ورجح المركز " إستمرار حالة التوتر في هذه المرحلة، يتخللها أحداث أمنية، كإطلاق بعض القذائف، وشن الإحتلال الإسرائيلي بعض الغارات على أهداف مختلفة دون الإعلان عن ذلك " .
خلاصة القراءة الأمنية العامة ...
أظهرت القراءة الأمنية للأسبوع الماضي جملة من المتغيرات الهامة على أكثر من صعيد .
أولا: الضفة الغربية والقدس : سجلت الضفة الغربية والقدس حضورا مقاوما واضحا الشهر الجاري.
لكن هذا الحضور، ظل ضمن الحالة المتوقعة للأمن الإسرائيلي، وسط حالة من الغضب المتزايد من قبل الحكومة الإسرائيلية .
وقال مدير المركز علاء الريماوي "إن الجديد الذي وجب التحذير منه سعي إسرائيل، تغيير سياسة إطلاق النار ضد الأطفال الفلسطينيين، في مناطق القدس والضفة الأمر الذي سيتسبب بإرتفاع عدد الإصابات" .
ثانيا : المسجد الأقصى : وجد المركز، أن المعركة الإسرائيلية، الأبرز تتمثل الآن في المسجد الأقصى، ومحاولة تثبيت التقسيم الزماني، الأمر الذي لم يجد صداه لدى الجانب العربي، والفلسطيني عدا عن الإسلامي .
ثالثا : تواصلت التجاوزات الإسرائيلية في مدينة النقب خاصة تجاه (أم الحيران)، الأمر الذي أعتبر إسرائيلي كإختبارا لردود الأفعال على هدم القرية .
في هذا السياق حذر المركز من إستمرار الصمت القائم، على كافة المستويات، بإعتبار الصمت فرصة لتمدد السلوك الصهيوني نحو هدم 35 قرية في النقب .
رابعا : الحدود الشرقية مع الأردن : يعد القرار الإسرائيلي، بناء سياج أمني على الحدود مع الأردن، إستمرارا، لممارسة إسرائيلية تهدف إلى القضاء على إمكانية قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 .
وقال مدير المركز علاء الريماوي " إن إسرائيل مهدت لهذا الإجراء، عبر ربط التجمعات الإستيطانية في جنوب الضفة الغربية، بمنطقة الأغوار، ثم عمدت إلى تعزيز الإستيطان على طول ما يعرف بالأراضي (غلاف مدينة القدس ).
وأضاف الريماوي " إن الخطوة الإسرائيلية، تأتي لقطع الطريق، على إمكانية الإنسحاب من الأغوار، وإبقاء مساحة حدودية فاصلة مع الأردن " .
وطالب الريماوي الأردن، التحرك لوقف هذه الخطوة الخطيرة، بوصفها ترسيما حدوديا، لدولة الكيان على حساب الأرض الفلسطينية .
في قراءة المشهد الأمني العام : يرى مركز القدس أن دولة الإحتلال تسعى لفرض متغيرات خطيرة على الأرض، في مناطق (النقب، الحدود مع الأردن، القدس ) .
حيث سجل المركز حالة من الغياب الكامل، للسلطة الفلسطينية، قي التفاعل مع هذه الملفات الخطيرة .
وسوم: العدد 632