بين بوتين والمعارضة كما بين الوطنية والعمالة
معاذ مؤيد الدمشقي
بسم الله ... ليس غريبا عن المنطق والمعقول ما تطالعنا به الصحف اليوم من دعم بوتين لعصبة النصر الأرثوذكسية المتعصبة والتي عدّها المختصون بمنزلة "داعش" النصرانية, فمما لا ريب فيه أن حكمة الله العليم اقتضت ما قرره محدّث الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند قوله "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" فالعربي لا تجده إلا ذليلا مهما ابتغى غير الإسلام سبيلا وهذا واقع مقروء من أحوال العرب والمسلمين . فأوربا تحارب بكل قوتها ما تسميهم المتطرفين الذين يقصدون سوريا للجهاد فيها ولكن كيف تتعامل أوربا مع من تلقي القبض عليه منهم ؟ إنها لا تقطع له عنقا ولا تزعم أن ستطأه قدما -كما المتنطع المنتفخ أنس العبده أنه فاعل بالنصرة بعد "داعش"- ولكن أوربا تعمد إلى سجن المتهم وتقوم بإعادة تأهيل له وتعرضه على أطباء نفسيين وعلماء نفس ودين رغم أنه ليس من أصل أوربي بيد أنه حامل للجنسية, أما عرب الائتلاف -وكذلك يفعل مزيفو الدعاة المسلمين من علماء وثوار- فإنهم لا يحسنون غير الاستئصال وإن آخر دواء الكي . لطالما كتبت منذ نحو عشرة أشهر أدعو العلماء والمعارضة لسنة علي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز (رضي) وأذكرهم أن هذا الصنف من البشر (القاعدة ومن هو من جنسها) لا يؤخذون بالقوة بل باللين والحكمة فإنهم شباب أحمس شديد الحساسية قلق طائش مفعم العواطف والتي تتردد بين الشدة المهلكة والرأفة المفرطة, فأي شيء يختص به العالم والقائد إذا تعامل مع الأزمات تعامل العوام وواجه التطرف بالتطرف والعنف بالعنف ولم يستغل القوى الحية ويكظمها قنوات تصب في مصلحة الأمة والثورة [الكضيمة قناة تحفر في الأرض تنقل الماء إلى البيوت وفي الحديث الحسن "إذا رأيت مكة بعجت كظائم -أي نقبت وحفرت قنوات كناية عن أنابيب المياه- ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك" رواه ابن أبي شيبة] .فليس غريبا إذا حتى على مثل بوتين أن يستغل القوى الموالية لخدمة قضيته وتحقيق منيته ولكن المستغرب هو أن بوتين مع قوته التي تعد كأقوى ثاني دولة في العالم يستغل هؤلاء في حين أن المعارضة التي لا تملك أدنى قوة تذكر تحرض وتدق طبول الحرب والفتن !!!؟ . لقد أصدرت الدولة "داعش" وأيضا النصرة بيانين تدعوان فيه إلى السلم والهدنة والتركيز على العدو الأوحد بينا بعض المجالس الإسلامية وطوائف المعارضة مازالت تحرض وربما تلقت الرشوة -500 مليون دولار- لتأجيج وإذكاء نار الفتنة الأهلية السنية والدخول في حرب جانبية لا تخدم في نهايتها إلا حلف ايران واسرائيل !!؟
مكة وبرجها الذي "يعلو رؤوس الجبال"