عندما ينازع نصر اللات الله في قدرته وعظمته!!
بداية فإننا ندين بأشد عبارات التنديد كل عمل إرهابي يستهدف المدنيين الآمنين أطفالاً ونساء وشيوخاً وباعة ومتسوقين، فإن ما حدث في الضاحية الجنوبية من بيروت يوم أمس 12/11/2015 هو عمل إرهابي لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية، ولكنها إرادة الله شاءت أن يقع ما وقع، ليتجرع أهل الضاحية بعض ما يجرعونه للسوريين من قتل وسفك للدماء البريئة، التي ما فتأت تجأر إلى الله وتدعو: اللهم انتقم من نصر اللات وحزبه ومؤيديه وداعميه وناصريه!!
وجاء العقاب السماوي ليألم أهل الضاحية الجنوبية الذين جعلوا حربهم على السوريين حرباً مقدسة تحت شعار: (يا لثارات الحسين، ولبيك يا زينب)، وقد آلموا السوريين (السنة تحديداً) أنواعاً وألواناً من القتل لم تكن تخطر على بال بشر، من الذبح إلى النحر إلى بقر بطون الحبالى وسبي النساء والتجويع ومنع الدواء وتدمير البيوت على ساكنيها.
لم يكتف نصر اللات بما جيش من أنصاره وما جيشت طهران من ميليشيات الموت العراقية والأفغانية والباكستانية والكورية دعماً لنمرود الشام، الذي استباح سورية أرضاً وشعباً لأكثر من أربع سنوات، قتل خلالها ما يزيد على 300 ألف سوري، وغيب في معتقلاته وسجونه أكثر من نصف مليون سوري، وهجر أكثر من سبعة ملايين سوري إلى خارج الوطن، قضى الآلاف منهم في بحار العالم، ونزوح أكثر من عشرة ملايين سوري من مدنهم وبلداتهم وقراهم التي دمرتها براميل الأسد المتفجرة وصواريخه، بحثاً عن مكان آمن يقيهم براميل الموت التي يمطرهم بها هذا النمرود القاتل.
لم يكتف نصر اللات بكل هؤلاء القتلة والمجرمين الذين جيشهم وجيشتهم طهران، بل خرج علينا يهلل بانخراط روسيا في هذا المستنقع الدموي، وقد راح طيرانها يستبيح سماء سورية من أقصاها إلى أقصاها، يزرع الموت والدمار، ويفجر أنهاراً من الدماء ،وأكواماً من أشلاء أجساد السوريين.
قبل تفجير الضاحية بيوم كان الطيران الروسي بالاشتراك والتنسيق مع الطيران الصهيوني يمطر دمشق الفيحاء والمدن السورية بوابل من قنابل النابالم المحرمة دولياً، وكان من المفترض أن يندد (سيد المقاومة حسن نصر اللات) بهذا التنسيق والتناغم، الذي جمع بين الطيران الصهيوني والروسي بصفته عنصر أساسي في منظومة المقاومة والصمود والتصدي، التي تجمعه مع بشار الأسد، وعلى العكس – كما قلنا – خرج علينا وقد بانت نواجذه من السعادة والفرحة، وهو يرى الطائرات الروسية والصهيونية تحيل المدن والبلدات والقرى السورية إلى خراب ودمار، وتدفن تحت أنقاضها السوريين في أخاديد ومقابر جماعية.
ومن المضحك المبكي أن نتنياهو كانت أهم طلباته عند لقائه الأخير بالرئيس الأمريكي أوباما أن يكون هناك تنسيق بين طهران وواشنطن بالنسبة للقضية السورية، وأن على أمريكا أن تدعم بشار الأسد ليكون جزءا من حل هذه القضية.
انتظر يا سيد المقاومة المزيد من عقاب الله وانتقامه، وهو القائل: (العظمة ردائي والكبرياء إزاري فمن نازعني بهما قصمت ظهره ولا أبالي)، فانتظر العقاب يا نصر اللات طالما أن وجهك لم يتمعر لأنين الثكالى وبكاء الأيتام ونحيب الأرامل ومعاناة المهجرين والنازحين، وشلالات الدم التي تشارك في تفجيرها من أجساد السوريين!!